إسلام كمال يكتب: لماذا الحوار الوطنى الآن بالذات؟
أقل من عامين على الانتخابات الرئاسية المصرية، التى تأتى في أجواء غاية في التعقد.
منطقي، أن تكون الانتخابات الرئاسية المصرية، مناسبة مهمة جدا في المنطقة والعالم، لقدر مصر وقيمتها.
لكن بسبب الظروف الحالية الداخلية والخارجية القريبة والبعيدة، تزيد أهمية الانتخابات الرئاسية المصرية عن كل مرة سابقة.. ويجب أن نضع هذا في اعتبارنا على كل المحاور، خاصة مع مبادرة الحوار الوطني، التى تثير جدلا داخليا وخارجيا كبيرا.
القصة بالنسبة لى، ليست في هذا الحوار الوطنى، بمعاييره ومحاوره والمشاركين فيه وتطورات إجراءاته، وردود فعله داخليا وخارجيا، لأنى كنت من أول من كتب فيه بعد دعوة الرئيس السيسى، لكن هى، هل تؤثر هذه الأجواء المحلية والإقليمية والدولية بكل أبعادها، ومنها من تم العفو عنهم خلال الفترة الأخيرة، ودور الإرهاب في شمال سيناء، والمعارضة الغائبة أساسا عن البرلمان، وبالطبع التحديات الاقتصادية المتعاظمة داخليا وخارجيا..هل ستؤثر على المشهد؟!
بالتأكيد كل هذه الأمور ستكون مؤثرة في المشهد المصري العام، وبالذات المحور الأهم فيها، الانتخابات الرئاسية المقبلة، والتى تلعب عليه كل القوى الداخلية والخارجية لتحديد الكادر القادم في المشهد المصري.
الرئيس السيسى وفريقه، أكثر من يدركون هذه الأمور وتعقيداتها أكثر منا، والأجهزة المعنية بمراكزها البحثية بالتأكيد ترقب الزخم السياسي والاقتصادي والاجتماعى، الذي سيتطور مع الوقت، وبالذات مع بدء الحوار بايجابياته وسلبياته وردود الفعل على كل الأصعدة.
سيكون هذا المحور بكل أبعاده، مثار اهتمامنا، واهتمام الكافة، سياسيا واجتماعيا واقتصاديا وحتى إرهابيا وطبعا دوليا، ولن نترك شاردة أو واردة فيه، لكن الآن يجب أن ننتبه إلى آلا تجرنا هذه الأجواء إلى بيئة من عدم الاستقرار، تنشدها كل القوى المعادية.
وأتمنى أن تقدم كل القوى السياسية والمدنية بكل أطيافها، من السلطة للمعارضة الوطنية والموالاة، صورة محترفة للحوار والنقاش القومى، ونتعلم من الدول المتقدمة في هذه الإطار، وآلا نحقق لأعداءنا ما يريدونه، خاصة مع عودة الضربات الإرهابية الموجعة، فهذه الأجواء بشكل عام لو خرجت عن السيطرة، ستكون مضرة لكل الأطراف، عدا الإرهابيين بالطبع.
وما ننشده، آلا تكون هذه الأجواء، بأية طريقة كانت، عودة ما للإخوان صهاينة الإسلام، حتى بمن فيهم، من لم تلطخ يده بدماء المصريين، لأنهم إما قتلة أو محرضين، ولا يمكن استيعاب أحد منهم.. مهما كانت الضغوط علينا، وإلا يكون هذا تخبط جديد لثورة يونيو.
الأهم هو أن نجمع المعسكر اليوينوى بكل أطيافه، خاصة إن التحديات والممارسات المختلفة، شتته بشكل واضح، وهذا يفيد الأعداء وفي مقدمتهم الإخوان، صهاينة الإسلام، ولذلك علينا أن يكون هذا أول هدف من أهداف الحوار الوطنى، الذي أتصوره يجب أن يكون قائما على مفهوم لعبة البنج بونج، لا لعبة الإسكواش، بمعنى أن يكون حوار تفاعلى، لا حوار الصوت الواحد، حتى لا نعطى للبعض الفرصة لإفشاله، وبالتالى توتير الأجواء أكثر وأكثر، ولا يمكن تجاهل دور التحديات الاقتصادية الصعبة، في هذه التطورات.
نترقب، والملف مفتوح بالطبع، ولن يغلق طيلة هذا الزخم المتوقع تعاظمه.