ميرفت قاسم تكتب «بالعربى الكسيح»: وزارة الحِشرية
شد انتباهي وجود صورة تخيلية لعملية جراحية فى الأنف فى بردية من أيام الفراعنة.
كانت العملية لاستئصال اللحمية، وأنا بطبعي بحب الكوميديا، لذلك قلت لنفسي البردية ده تخص شخص حشري يعني بردية لأجدادنا المصريين القدماء وهما كانوا بيشيلوا لواحد مناخيره عشان كان حاشرها في اللي ملوش فيه، وأتمني دا يحصل فى الحقيقة.
طالع المزيد:
-
ميرفت قاسم تكتب «بالعربى الكسيح»: كعك العيد وبختك يا ابو بخيت
-
ميرفت قاسم تكتب «بالعربى الكسيح»: أصله مصرى
مش عارفة العواقب الطيبة ممكن تكون أيه؟.. لكن لنتخيل ونتناول الموضوع بأريحية أكثر، ونحاول استئصال الناس الحشرية من حياتنا، ونسأل:
يهم الاقتصاد فى أيه طلاق أبوهشيمة وياسمين صبرى عشان كل الصحف تتناول الموضوع اللي بالمناسبة هو شخصي بنسبة ٩٩٪ .
والظاهر أن مفيش حاجة فى مصر اسمها حياة شخصية، للأسف الشديد من البعض طبعا مش الأغلبية الحقيقة.
الموضوع بالفعل مستفز وكل موقع اخبارى بيحاول يشد أكبر قدر من المتابعين بنشر أخبار النجوم خاصة المتعلقة بحياتهم الشخصية.
وعلى سبيل المثال فى واقعة أبو هشيمة وياسمين: مؤخر الطلاق ٩٨ مليون، العربية، الشقة، وكل واحد واللي يطلع فى دماغه يكتبه.
والحِشري هو الشخص اللي دافس مناخيره في حياة الناس، ومايرتاحلوش جفن إلا لما يعرف كل تفصيلة عنك.
وأصل كلمة حِشري ترجع لأيام الأيوبيين والمماليك، كان فيه ديوان (وزارة) اسمها وزارة الحِشرية.
والمسئول عن هذه الوزارة كل شغلته إنه يعمل حصر لأسامي الناس اللي توفت النهاردة ويشوف الورثة.
وكان فيه “جريدة” يومية، يسجل فيها أسماء المتوفين، وتفضل متاحة لحد وقت العصر.. واذا لم يحضر أحد لإثبات قرابته بالمتوفى، الدولة تحط أيدها على المال والتركة.
موضوع المواريث الحشرية دا كان بيدخّل لسلاطين المماليك فلوس كتيرة خصوصا أيام الطاعون اللي كان بيحصد بالآلاف.
قطز مثلا لما كان بيستعد لحرب التتار، أخد تلت الإيراد بتاع المواريث الحشرية للصرف على الجيش، والسلطان كتبغا برضه، طمع في المواريث الحشرية، وحط شروط للورثة، وكانت شروط تعجيزية عشان يطالبوا بورثتهم، فالناس خافت تتقدم لتتعاقب، وتركوا له الجمل بما حمل.
ومن يومها أصبحت كلمة (حِشري) دى بتستعمل للدلالة على التدخل فى حياة الآخرين من غير وجه حق.
وياريت نتعلم احترام خصوصية الأخر، ومفيش داعي لحشر أنف حضرتك فى أمور غيرك الشخصية.. ودع الخلق للخالق.