“طرد الدبلوماسيين”.. اشتعال حرب الجواسيس بين روسيا والغرب بسبب أوكرانيا
وكالات
كشف موقع “بى بى سى عربى” عن اشتعال حرب الجواسيس بين روسيا والغرب مع استمرار العملية الروسية فى أوكرانيا، وقالت إن طرد الدبلوماسيين الروس من العواصم الغربية كان غير مسبوقا وألحق ضررا بالغا بالجواسيس الروس، فى الوقت الذى اتخذت فيه موسكو خطوات مماثلة لإلحاق الضرر بالغرب الموالى لأوكرانيا.
اقرأ أيضا.. أوكرانيا تتهم روسيا بتدمير 2246 مبنى في منطقة زيتومير
وأكد الموقع أن حرب التجسس اشتدت فى الآونة الأخيرة حيث سعت الدول الغربية إلى الرد وإلحاق ضرر دائم بقدرة المخابرات الروسية على تنفيذ عمليات سرية. ويتجسد ذلك في الطرد غير المسبوق لـ 500 مسؤول روسي من العواصم الغربية.
ويوصف هؤلاء المسؤولون رسمياً بأنهم دبلوماسيون، لكن يُعتقد أن غالبيتهم من ضباط المخابرات السريين، وفقا لبى بى سى. وربما ينفذ البعض منهم عمليات تجسس تقليدية – من خلال تنمية اتصالاتهم وتجنيد العملاء الذين يمكنهم نقل الأسرار – وهو ما تفعله الدول الغربية أيضاً داخل روسيا.
لكن يعتقد أن البعض ينفذ ما يسميه الروس “الإجراءات الفعالة”، بدءاً من نشر المعلومات المضللة والدعايات المغرضة إلى القيام بنشاطات سرية أكثر عدوانية، وقالت بولندا إن الـ 45 روسياً الذين طردتهم، كانوا متورطين في أعمال “لتقويض الاستقرار” في البلاد.
يقول المسؤولون الغربيون إن عمليات الطرد الأخيرة هي أكثر من مجرد بادرة احتجاج رمزية ولكنها جزء من حملة أوسع لتقليل قدرة روسيا على إلحاق الضرر.
ويقول مسئولون أمنيون إنهم يعتقدون أن حجم عمليات الطرد خلال فترة قصيرة سيكون له تأثير “مُنهِك” على المخابرات الروسية ، التي تسعى جاهدة لمعرفة كيف يمكن لها مواصلة العمليات وكيفية توزيع عناصرها وفي أي الأماكن.
وقد ردت روسيا بالمثل وطردت دبلوماسيين غربيين. ومن الناحية العملية، من المرجح أن يكون المزيد من هؤلاء دبلوماسيين “حقيقيين” وليس جواسيسا. كما طردت روسيا 40 دبلوماسياً ألمانياً ، لكن هذا الرقم يشكل نحو ثلث الوجود الدبلوماسي بأكمله في عاصمتها.
ومن جانبها، قالت وكالة أسوشيتدبرس الأمريكية إن الاستخبارات السرية لعبت دورا غير معتاد فى حرب أوكرانيا الدائرة، وهى أنها أصبحت معلنة، مشيرة إلى أن الصراع الحالى شهد خروج الاستخبارات من الجانب المظلم وأصبحت محل تركيز.
وأوضحت الوكالة أنه منذ أن غزت روسيا أوكرانيا فى آواخر فبراير الماضى، كانت وكالات الاستخبارات فى الولايات المتحدة وبريطانيا مستعدة بشكل لافت للخروج إلى العلن لتقديم تقييماتها الاستخباراتية السرية لما يحدث فى قلب المعركة وداخل الكرملين.
ويرى مارك ماليوتى، الخبير فى الشأن الروسى فى جامعة كوليدج لندن، أن هذه الحملة تعكس حقيقة أننا نعيش الآن فى عصر مختلف، من الناحيتين السياسية والدولية، وأن هذا نوع مختلف من الحرب.
ويقول المسئولون إن هذا التدفق من المعلومات الاستخباراتية التى رفع عنها السرية، والتى تشمل إحاطات منتظمة للصحفيين فى واشنطن ولندن، وتحديثات يومية على تويتر من قبل وزارة الدفاع البريطانية، لديها عدة أهداف، منها جعل بوتين يعرف أنه مراقب، وجعله يشكك فيما يقال له، كما أن هدفها، بحسب الوكالة، تحفيز الجيش الروسى لإخبار بوتين بالحقيقة وأن ينقلوا للرأى العام الروسى أنه كان يتعرض للكذب فى هذه الحرب.