متخصص فى الشأن الإيرانى: حكام إيران فى حالة فزع من الاحتجاجات الشعبية
كتب: على طه
قال أسامة الهتيمي الكاتب الصحفي المختص في الشأن الإيراني، إن ما تشهده إيران هذه الأيام يذكرنا بالكثير مما حدث
خلال الاحتجاجات العارمة التى ضربت البلاد في عامي 2018 و2019، حتى ظن البعض متفائلا وقتها أن تلك الاحتجاجات ستكون بمثابة معول هدم للنظام الإيراني، خاصة أنها اختلفت في الشكل والجوهر عن أحداث الحركة الخضراء 2009، والتي كانت نقطة فاصلة في مستقبل النظام الإيراني بعد الثورة.
طالع المزيد:
-
المرشد الإيرانى: كدنا نأسر الرئيس صدام خلال حربه ضدنا لكنه هرب
-
صحيفة فارسية: استئناف المحادثات بين السعودية وإيران
وأفاد «الهتيمي» في تصريحات إعلامية أنه تنتاب الآن رجال النظام الإيراني حالة من الفزع والقلق من أن تتسع دائرة هذه الاحتجاجات التي بدت متصاعدة بدرجة كبيرة في بعض المناطق، الأمر الذي سيضطر النظام إلى تشديد قبضته الأمنية، وتصعيد انتهاكاته بحق المحتجين، فتتراجع فرصة في الرد على الصورة السلبية حوله وحول سياساته في المجتمع الدولي.
وتوقع “الهتيمي” أن تتصاعد الأزمة الحالية في إيران في ظل استمرار الحرب الروسية الأوكرانية بما لها من تداعيات خطيرة على الأمن الغذائي للعديد من دول العالم، إلا أنه لا يمكن القول إن هذه الأزمة بآثارها كفيلة بأن تسقط النظام الإيراني لعدد من الأسباب.
وذكر “الهتيمى” أن من هذه الأسباب أن يشدد النظام قبضته الأمنية لإجهاض الاحتجاجات، ومنها أيضا تفعيل دور القطاعات المؤدلجة (التى تتبنى أيدلوجية الجمهورية الإسلامية) من الموالين له، وتكثيف الدعاية بأن ما تمر به البلاد جزء من مخطط قوى الشر لإضعاف إيران، وأن هذه معركة لا بد من الصمود فيها وهي دعاية تؤتي أكلها بعض الشيء.
وأضاف “الهتيمى” أن ما سبق لا يصادر على احتمالية – وإن كانت ضعيفة – أن تتفلت الأمور بالفعل إلى حد يجبر رجالات النظام على مراجعة الكثير من سياساتهم بشكل تكتيكي يمتص الغضب الشعبي ويفرغ الاحتجاجات من مضمونها.