د. عوض حبيب يكتب: الماسونية ودورها في الحرب الروسية الأوكرانية
إذا كانت القوى الصاعدة في أوروبا هي التي صاغت العالم الجديد في القرن السابع عشر، عبر اتفاقية “وستفاليا”، وإذا كانت القوى المنتصرة في الحرب العالمية الثانية هي التي أعادت صياغة العالم في “يالطا”، فإن العالم الجديد اليوم يتشكل وفق الرؤية التي حذّر منها وتبنّاها فيلسوف الإمبريالية الأميركية، “بريجنسكي”، وركّز على ضرورة السيطرة الأميركية على أوكرانيا وإلحاقها بالناتو،،
كما انتبه – أيضا – لأهمية “كازاخستان”، وتوظيف الإسلام السياسي فيها وتدخُل الغرب فيها من قِبل الغزو الروسي لأوكرانيا بقليل، وكانت مقدمات استفزازية لجعل “بوتن” يغزو أوكرانيا، ولم ينسوا “بريجنسكي” ومقولته الشهيرة من يسيطر علي أوراسيا يسيطر علي قلب العالم !..
والجبهة الأوكرانية الساخنة اليوم، ليست وليدة أشهر أو سنوات، بل تعود إلى ثمانينيات القرن الماضي، عندما أقرّ مجلس الأمن القومي الأميركي توصيات “بريجنسكي” المذكورة، والتي نشرها في كتابيه: “رقعة شطرنج” و ”خطة لعب”، وهناك من يرى أن استهداف “روسيا” أبعد من ذلك بكثير، ويعود إلى صعودها في القرن الثالث عشر، “كروما شرقية جديدة”، أو “بيزنطة الأرثوذكسية”، في مقابل الغرب، سواءً في القرون الوسطى أو لاحقا.
إن العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا أكبر من معركة روسية أوكرانية، فهي حلقة في سلسلة طويلة من حالة الصراع على العالم كله، و ليس بلا معنى أن نجد تحالفًا نازيًّا – يهوديًّا يحكم أوكرانيا، على الرغم مما يبدو من تعارض بين الطرفين. فالتحالف هنا لم يتشكّل، وفق حسابات داخلية، بل وفق إملاءات وتركيبة خارجية، من صنع الاستخبارات البريطانية والأميركية.
فاستنفار الغرب كله ضد “روسيا” ليس مُفاجِئًا، فالأخطار الاستراتيجية على الغرب، مثل المشروع الأوراسي الروسي وطريق الحرير الصيني، هي التي وحَّدت المتروبولات الرأسمالية، في كل تياراتها، بما في ذلك العديد من الدول، مثل ألمانيا واليابان وسويسرا والسويد؛إذ أن المصالح الإمبريالية أكبر من الامتهان الأميركي للكرامة القومية الجريحة لدى “الألمان” و“اليابان”، منذ الحرب العالمية الثانية.
فنجد أن العالم لم يتحرك قيد أنمله عندما غزت “أمريكا” “أفغانستان” بحجة طرد الروس منها واستولت عليها هي ولم يستطيع العالم ان يخلص افغانستان من أيدي أمريكا حتى الآن, ثم غزو أمريكا للعراق وقتل أكثر من مليوني عراقي والقضاء علي أطفالها وتشويه الرجال وتدمير العراق بحجة صدام الطاغية كما يقولون، وكذلك تدخلها في اليمن وتدميرها، وبث الفتنة بين طوائفها بحجة “إيران” والقوس الشيعي وإيهام السعودية ان إيران والمذهب الشيعي سيدخل المملكة من الجنوب كما طوقها من الشرق والشمال في صورة سورية وحزب الله في لبنان .
وعلي مرأى ومسمع من العالم الانتهاكات الصهيونية وتدمير المنازل وطرد أهلها واحتلال اراضيهم وقتل الشباب وانتهاك حرمات النساء وضياع “فلسطين” علي أيدي اليهود وبمساندة أمريكا، ولم تتفوه أي من الدول التي تنادي بحقوق الإنسان بكلمة واحدة لإدانة إسرائيل!!..
ولأن الموضوع من مخططات عائلة ريتشالد اليهودية الذي يحرك “أمريكا” وقف الجميع يندد بروسيا وأنها مجرمة حرب، لِمَ لم تكن امريكا من قبل مجرمة حرب في العراق؟!..ولِمَ لا تكن إسرائيل مجرمة حرب؟!.. لأن اليهود يقومون بتمويل الحرب في أوكرانيا؛ فتجد وبالمثل المصالح والمكاييل المزدوجة، فالسمسرة المالية والتستّر على أموال الفساد والمافيا والملاذات الضريبية أهم من كذبة الحياد عند دول، مثل سويسرا وأمثالها.
وللحديث بقية