ناشطة نسوية تفجر سخط الجالية الإسلامية فى إيطاليا بسبب آرائها فى بنات المهاجرين

رسالة روما: إكرامي هاشم

 

 

أثار صدور كتاب يحمل عنوان: (سجناء سامان) في إيطاليا، لكاتبة إيطالية تدعي أناليزا كرياكو و هي ناشطة نسوية أيضا مهتمة بقضايا المرأة، ردود فعل ساخطة بين أوساط الجالية الإسلامية في إيطاليا.

قصة سامان

تعرض “أناليزا” في كتابها لحوادث العنف الأسري ضد الفتيات المسلمات من أبناء المهاجرين المسلمين و التي وصلت لحد القتل بسبب رغبة الفتيات في التمرد علي القيود المفروضة عليها بسبب اعتناق الأسرة للدين الإسلامي، حسب وصفها، متخذة من حادثة قتل وقعت على فتاة من أصول باكستانية تدعي سامان علي يد أفراد أسرتها في صيف العام الماضي بسبب تمردها علي علي رغبة أسرتها تزويجها من أحد أبناء عمومتها عنوانا وموضوعا لكتابها.

وتمضى المؤلفة تصف الفتيات المسلمات من أبناء المهاجرين بانهم سجناء عائلاتهم الأصولية الإسلامية حيث تري أن هؤلاء الفتيات مجبرات علي إتباع التقاليد و الثقافة الإسلامية رغما عنهن.

وتتخذ من بعض قصص العنف الأسري – التي وقعت في السنوات الأخيرة في بعض الأسر – دليلا علي نظريتها وذريعة لإلصاق تهمة العنف و إنتهاك المرأة بالإسلام و تؤكد أن أبناء المهاجرين المسلمين من الفتيات لديهن الرغبة في الحياة علي الطريقة الغربية.

وتتهم الكاتبة المهاجرين العرب بعدم رغبتهم في الإندماج في المجتمع الإيطالي و تتهمهم باللصوص الذين أتوا إلي إيطاليا من أجل الإستفادة فقط من إزدهارها الإقتصادي دون تقديم شئ للمجتمع.

كما طالبتهم بإحترام الدستور الإيطالي و قيمه و أولها المساواة بين الرجل و المرأة (من وجهة نظرها) وتذكر الكاتبة في أحدي فقرات الكتاب أن للإسلام مشكلة مع المرأة.

الصراع بين الهوية و الثقافة الغربية

ولاشك أن أبناء الجيل الثاني و الثالث من المهاجرين العرب في الغرب يواجهون صعوبات عديدة و ضغوط لا حصر لها من أجل محاولة الحفاظ علي هويتهم العربية و الإسلامية، وفي الوقت نفسه هم مطالبين بضرورة الإندماج في المجتمع الذين ولدوا و نشأوا فيه في ظل غياب التوجيه الصحيح من جانب الجهات المسؤولة عن الجاليات العربية و الإسلامية و من هنا ينشأ الصراع والذي يؤدي أحيانا إلي صدام بين الأبناء من ناحية و أسرهم من ناحية أخري.

وعلى الخلفية السابقة بدأت تلك الحوادث الفردية التي في الغالب كانت نتيجة إنتماء أصحابها لعادات معينة ذات صلة ببلدانهم الأصلية كالزواج المبكر أو فرض ارتداء الحجاب علي الفتيات في سن مبكرة.

الرد على الافتراءات

 أحلام بلحاج عمار
أحلام بلحاج عمار

وعن الكتاب وموضوعه، التقت “بيان” بالكاتبة التونسية الأصل، أحلام بلحاج عمار، الوسيطة الثقافية بإيطاليا، وسألناها عن موضوع الكتاب، والكتابة، ورأي الأخيرة في علاقة الإسلام بالمرأة.

قالت “عمار” فيما يخص آراء الكاتبة اظن لم تكن عقلانية، وخاصة في تحليلها لمقومات الدين الإسلامي، ورأي الدين في المرأة واحترامه لها إذ اتخذت من واقعة حدثت للبنت الباكستانية مثالا نسجته على كل العائلات المسلمة الموجودة في أوروبا، مع العلم أن ما حدث لهذه الفتاة كان بسبب تقاليد وعادات بلد معينة.

وأضافت “عمار” أن ما سبق ليس من الشريعة في شيى، إذ حرم ديننا أحبار الفتيات على الزواج وحرّم قتلهن لاي سبب من الأسباب، والقتل عموما محرما في ديننا، إلا خلال الحروب دفاعا عن النفس والأرض.

وأكدت أن الكاتبة كانت متطرفة في اتهام الدين الإسلامي عموما والعائلات المسلمة باجبار الفتيات وسجنهن بعقائد تحرمهم من الحرية الي أهداها المجتمع الغربي لهم، وهنا يجب أن نقوم بدورنا كمسلمين والمتمثل في الرد بالحجة والبراهين على هذه الادعاءات الباطلة دفاعا عن النفس والأرض.

التجربة الشخصية والواقع

وبسؤالها هل هناك مشكلة تواجهها الفتيات المسلمات مع بناتهن؟، قالت “عمار” حسب تجربتي الشخصية ومعرفتي بالعديد من العائلات نادرا ما تجد هذا التصادم لأننا من الأساس ومنذ الصغر نسعى كعائلات مسلمة شرح أسباب نهي ديننا عن العديد من التصرفات التي تراها البنت في المجتمع الغربي مثلا نشرح اسباب أهمية الزواج ورفضنا للمعايشة (covivenza) حفاظا على حقوق المرأة التي يضمنها لها فقط الزواج القانوني، ونبين لهن أن الحرية المبالغ فيها لها عواقب وخيمة وهذا ما نراه باعيننا ويشهد عليه الإيطاليون نفسهم .

ونبين لهم أيضا أن الله خلق لنا القرآن الذي يمثل خريطة حياة روحية وجسديا نضمن بها السعادة والراحة النفسية، دون أن ننسى بعض الخالات الشاذة من العائلات الي تحت الجهل بالدين وخلطه مع بعض العادات البائدة تجبر الفتيات دون اقناع أو شرح على القيام ببعض الأشياء غصبا وهذا ما يترتب عليه عنه هروب هؤلاء الفتيات من عائلاتاهم وعزوفهم عن الدين الإسلامي عموما، وهذا ما حدث مع الفتاة الباكستانية حيث تحدثت مع بعض العائلات الباكستانية وأكدوا لي انه تصرف غير مسؤول وبعيد كل البعد عن الإسلام.

تنشئة أبناء العرب

وعن رأيها في كيفية تنشئة أبناء العرب في إيطاليا بصفة خاصة و الغرب بصفة عامة تنشئة إسلامية دون الصدام مع المجتمع، قالت “عمار”: تنشئة الأبناء عموما ذكوري واناثا على الشريعة دون التصادم مع المجتمع الغربي الذي نعيش فيه تكون عن طريق المقارنة والحث على تبني إيحابيات الحضارة الغربية والاستغناء عن سلبياتها.

ونحاول أن نفهم نحن أولا جيدا طبيعة المجتمع بكل ناحيه حتى نستطيع المقارنة وإقناع أبناءنا بأن ديننا هو دين الفطرة اذا اتبعت تعاليمه تعش متوازنا.

ونعلم أبناءنا أهمية الأخلاق في المعاملات خاصة مع البقية حتى نصل إلى قلوبهم ونمحي الفكرة الخاطئة التي يريدون ان يشوهوا بها ديننا ،الحرص على زرع النقاش والحوار داخل العائلة والاقناع بالبرهان والحجة حتى يستطيع الطفل مواجهة الاتهامات بالبراهين والحجج المنطقية.

كما نزرع في أبنائنا روح التسامح والإخاء والاحترام للاخر وبذلك سوف يصلون حتما إلى تغيير الفكرة المشوهة التي تم بثها حول ديننا من طرف بغض الكتاب المتطرفين اللا عقلانيين.

زر الذهاب إلى الأعلى