د. ناجح إبراهيم يكتب: يوميات عيادتي (3) أ.د. رشدي الخياط.. رائد الجراحة والإنسانية

كتب الدكتور ناجح إبراهيم مقالا بعنوان: “أ.د. رشدي الخياط.. رائد الجراحة والإنسانية” ونشر فى جريدة الشروق اليوم السبت، وفى التالى نص المقال:
• كانت تتألم ألماً شديداً في رأسها ,تشعر أنه يدق بعنف,تطور الأمر إلي لحظات إغماء بين الحين والآخر, هرعوا بها إلي الأطباء, بعد الفحوصات والأشعات تبين أنها تعاني من ورم في أغشية المخ  “meningioma”.
• حزنت لهذه الصدمة حزناً شديداً,أخذت تبكي كثيراً , كانت صوامة قوامة,طيبة القلب والمشاعر, تساعد الآخرين, تنحدر من أسرة متوسطة الحال ولكنها معروفة بالكرم ورثته من أجدادها, هي قريبة لي أسمها “أم هاشم” لها حظ من اسمها.
• لم أجد فارساً من فرسان جراحة المخ والأعصاب أعظم ولا أسمى من أ.د/ رشدي الخياط الأستاذ المتفرغ بطب أسيوط رائد جراحة المخ ورائد الإحسان إلي المرضى في الصعيد كله, هاتفته فأخبرني أنه في العمرة, حكيت له قصة السيدة/ أم هاشم فقال : أعود بإذن الله بعد أسبوع ونراها, تفاءلت بالرجل الصالح خيراً أنه سيجري لها الجراحة بعد طاعة كبرى من طاعاته.
• قرر لها الجراحة وأجراها لها بعدة عدة أيام من عودته, رغم أنه لا يجرى جراحات بنفسه في المستشفي الجامعي بأسيوط إلا للحالات الفقيرة’ فقد اعتزل الجراحة حتى في مستشفاه الخاص ولا يجريها فيها إلا مجاناً أيضا.
• نجحت الجراحة بفضل الله ثم بعلم وبركة هذا العالم الطيب أ.د/ رشدي أحد فرسان عائلة الخياط العريقة في العلم والفضل , فقد تبرع د/ رشدي من قبل بجهاز ميكروسكوب جراحي لقسم جراحة المخ يبلغ ثمنه 3/4 مليون جنيه, وبني مسجداً كبيراً في أسيوط الجديدة وجهزه علي نفقته الخاصة تجهيزاً رائعاً وينفق علي كل شيء فيه حتى اليوم بعد أن رفضت الأوقاف ضمه إليها وأصبح هذه المسجد منارة في منطقته.
• لقد ورث د/ رشدي خصال الخير من والده المهندس عبد العزيز الذي كان يرفض أخذ أجر عن تصميم أي مسجد أو كنيسة, ومن الطريف أنه صمم منذ عشرين عاماً مسجداً في قرية الدوير بصدفا وتعطل بناء وافتتاح المسجد عشرين عاماً, فجاء رواده يسألون عن المهندس/ عبد العزيز الخياط والد د/ رشدي فقالوا لهم : لقد توفي منذ فترة , فقام د/ رشدي بافتتاحه نيابة عن المرحوم والده.
• لقد ورثت هذه الأسرة عن روادها الأوائل صنع الخير ورغبوا أن يكونوا ممن قال الله عنهم” كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا “وتبرع د/ رشدي لهذا المسجد فقد كان والدهم ينصحهم دوماً إذا ذهبت إلي أي مسجد فضع فيه طوبة”, أي اصنع فيه خيراً يبقي فيه,لذلك حاول أولاده أن يقدموا صدقات جارية لوالدهم ووالدتهم رحمهم الله.
• وعرف عن د/ رشدي وكذلك د/ محمود راغب استشاري الأنف والأذن وهما من أخميم بالتكفل بأي مريض يموت في المستشفي الجامعي بأسيوط فيقومون بكل نفقات وتجهيزات غسله وتكفينه وسيارة نقله إلي بلدته, لعلمهما بانشغال وحاجة أسرته وعدم معرفتها بالإجراءات المعقدة.
• لقد ورث آل الخياط عن والدهم الخير فقد كان يهوي الإصلاح بين الناس ويزوج الشباب, ويصنع المعروف, وهذه المسيرة سار عليها أِشقاء د/ رشدي, أ/ خيري الخياط, و م/ يسري الخياط, وكذلك أولادهم د/ مريم رشدي الخياط الأستاذة بطب أسيوط, د/ حسين خيري الخياط أستاذ جراحة مناظير الصدر.
• تعلم صنع الخير وبذل المعروف يحتاج لأمرين جينات رائعة من أسرة كريمة اليد والنفس وبيئة وتجارب إيمانية كثيرة في هذا الباب حتى يستقر هذا المعني في النفوس.
• لن يكون أحد من صناع الخير حتى يكون العطاء أحب إليه من الأخذ, ابتسامة الفقير أو الملهوف بعد تفريج كربته أحب إليه من كنوز الأرض.
• سلام علي صناع الخير وباذلي المعروف , ومغيثي الملهوف, ومحبي الفقراء والضعفاء, والشكر الجزيل لمعالي أستاذنا الدكتور / رشدي الخياط, وألف سلامة للسيدة الفاضلة أم هاشم, والشكر موصول لكل من وقف إلي جوارها ويسر أمورها ومنهم د/ مصعب سمير أخصائي جراحة المخ .

زر الذهاب إلى الأعلى