رجب الشرنوبي يكتب: حوار وطني أم معارك سياسية ؟!

أيام قليلة وتبدأ المناقشات علي طاولة الحوار الوطني.. الذي جاء تلبية للدعوة الكريمة من قيادة الدولة في هذا التوقيت العصيب الذي يشهده المسرح العالمي.

هذه الخطوة الرائعة التي لاتقل في روعتها عن إرادة حديدية تحلي بها المشير عبد الفتاح سعيد حسين السيسي قبل عدة سنوات، حينما تعرضت مصر لأقوي إختبار حقيقي يستهدف طمس هويتها الحضارية وتغيير معالم عطاءتها ومساهماتها الإنسانية.

تجلت حينها هذه الإرادة في تجميع ماتبقي من شتات الصورة التي كادت أن تتبعثر وتضيع ملامحها إلي الأبد.

عادت مصر وفي غضون عدة سنوات أقوي مما كانت علية..تواصل من جديد كتابة فصول أخري من تاريخها الحضاري الذي يضرب في أعماق التاريخ آلاف السنين.

أروع مافي هذه الدعوة الكريمة هو التوقيت الذي أُطلقت فيه، بعد أن أطمأن قائد المسيرة وبدعم كامل من الشعب المصري العظيم إلي صلابة ومتانة القواعد التي تقف عليها مصر الآن، دون أي خوف أوشكوك في قدرتها علي إستكمال مابدأته من البناء والتنمية في السنوات الثمان الماضية.. رغم قوة وضخامة التحديات الداخلية والإقليمية والدولية المتنوعة..التي أستطاعت مصر أن تتعامل معها وتحتويها بحكمة وحنكة شديدة.

مانحن بصدده الآن هو حوار وطني يستهدف بالأساس تعظيم الإستفادة من كل الأطروحات والأفكار.. التي تحملها وتتبناها وتؤمن بها كل النخب والتيارات والأحزاب داخل الوطن الواحد بما فيه مصلحة كل أبناء الشعب المصري.. سواء كانت هذه الإطروحات ذات طابع سياسي أو تمثل هذه الأفكار نهجاً إقتصادي أو برنامج إجتماعي.

أعتقد جازماً أن الفرصة متاحة أمام كل من تنتمي إيدلوجياته وإنتماءته مع تكوين هذا الشعب العظيم..يدلو بدلوه كما يشاء ويعرض ويناقش كل مايؤمن به من أفكار وسط هذا الإطار الوطني الديموقراطي..حتي يستفيد به الجميع إن كان في ذلك مصلحة الوطن والمواطن..أما من تقاطعت مصالحه وأهدافه وإيدلوجياته معنا نحن أبناء هذا الوطن..فلا أهلاً ولا سهلاً ولامكان له بيننا أبناء الشعب الواحد،،

أحزاب سياسية ونقابات مهنية.. جمعيات مدنية ومنظمات مجتمع مدني.. مفكرين وكتاب ومبدعين.. رجال قانون ومثقفين وأساتذة جامعات.. صناع وزراعيين وقامات صحفية وإعلامية.. أغلبية وأقلية.. سلطة ومعارضة.

حضور من المفترض أنه يمثل كل أطياف الشعب المصري إلا من اختار بمحض إرادته أن يخرج علي إرادة الشعب المصري.. يجتمعون ساعات وأيام في حوارات ومناقشات علي طاولةحوار واحدة..جلسات متتالية من الحوار وعد الرئيس بالحضور والمشاركة في بعضها..الهدف هو مستقبل الأجيال القادمة من أبناء هذا الشعب العظيم،،

التوافق علي لغة حوار واحدة يجب أن تكون غاية كل المجتمعين أغلبية ومعارضة.. وسط هذه التحديات التي يمكن تُحدث تغيرات جوهرية علي ملامح العالم خلال الزمن القادم.. القواسم المشتركة ونقاط الاتفاق يجب أن تكون في مقدمة الأولويات بعيداً عن كل مناطق الخلاف.. رغم إيماني الشديد بأن الإختلاف في الرأي لايُفسد للوطن قضية،،

نتمني أن يكون الجميع عند مستوي المسئولية أمام مصلحة الوطن وهموم المواطن.

الآن نحن أمام حراك وطني ولسنا بصدد منافسات سياسية أو مصالح حزبية.. هي بالتأكيد لحظة فارقة يمكن أن تساهم في خلق واقع مستقبلي مشرق لأبنائنا وبناتنا من الأجيال الحالية والقادمة.. كما يمكن أن تقدم إطاراً مشرفاً من العلاقات الصحيحة والصحية التي تربط بين كل أبناء الوطن الواحد.

نتوقع ونتمني أن يصدر عن هذا الملتقي الوطني مخرجات تتناسب مع طموح هذا الشعب العظيم،،

اقرأ أيضا للكاتب:

 

زر الذهاب إلى الأعلى