«خطافة الرجالة».. فى الغرب أيضا ثلاثية الزوج والزوجة والعشيقة

سردية تكتبها: أسماء خليل
ثلاثية الزوج والزوجة والعشيقة.. تيمة موجودة فى بلاد الغرب ولا تقتصر على الشرق، أو المجتمعات العربية المغلقة كما يصفونها، فقط.
أكاذيب أنصفت الغرب في مقابل حكايات منسوبة للعرب.. ومن بين ما تم ترويجه على أنه حقائق؛ أن المرأة بالدول الأجنبية تُعييها زيادة ثقتها بنفسها، إنها لا تهتم ببيت الزوجية وتخون ريثما تتزوج.. الحياة الأسرية مُفككة ولا استقرار فيها.. “خطافة الرجالة” ليست موجودة سوى لدى الشعوب الأخرى.. نعم هناك اختلافات وفروق فردية، وعدم تكرار الحدث بشكل كبير لا ينفي وجود كثير من السمات والظواهر التي لا نعرف عنها شيء،،
مِنْ وسط من يعيشون في تلك الدول، والأخبار والمقالات التي يتداولونها في صحفهم؛ ربما تكتشف مزيدًا من الخبايا والصفات المُجتمعية التي تُفسر الكثير.
سيدة أوكرانية تخطف زوجًا بريطانيًّا

إذا تأملت تلك الواقعة، ستجد أسرة بريطانية، مكونة من زوج وزوجة وأولاد كانت مُسقرة، ثم تأتي امرأة أوكرانية تخطف الزوج وتأخذه من زوجته وأولاده.
تُدعي “صوفيا كركديم” أوكرانية بالعقد الثالث من عمرها، وبعد الأحداث التي حدثت مؤخرًا في أوكرانيا، نزحت إلى بريطانيا، واستقبل كثير من الأسر البريطانية هؤلاء اللاجئين، وكانت الأسرة المكونة من الزوج “طوني جارنيت”، وزوجته “لورنا” وقد جمعتهما قصة حب وزواج لمدة عشر سنوات، وكان الزوج“مدمن منزل” كما تصفه إحدى الصحف البريطانية، وما يُسمى في ثقافتنا العربية “رجل بيتوتي”، كان اهتمامه الأول بزوجته وأولاده.

تزعم صوفيا – والتي تعمل مديرة لتكنولوجيا المعلومات- أنها ليست مسؤولة عن انهيار تلك الأسرة، وأن الرجل هو الذي وقع في غرامها، واعترف طوني لجريدة The Sun”أنه حقًّا عشق السيدة كركديم، ولكنه لم يكن ينتوي ذلك، حيث أنه انجذب إليها فيما بعد وأحبها حينما انتقلت لتعيش معهم،،
لم تهتم صوفيا بمدى الدمار والخراب الذي ألحقته للورنا وأسرتها السعيدة وزوجها الحبيب لمدة عقد من الزمان، وما أهمها هو صالحها، وبالفعل أخذت بيد طوني وهربا بعلاقتهما مخلفين وراءهما قصة جديدة “لخطف الرجالة”..
خطفته بعد عشرين عامًا

“جون” و“جيل” ظلا زوجان لمدة عشرين عامًا، تحكي الكاتبة الصحفية “هيلين كارول”، تلك القصة عن امرأة تُدعى“نيكولا ألكساندرا”، حيث تقول نيكول لهيلين أن الذنب يُلاحقها بعد مرور سنوات كثيرة من الزمن أنجبت بهم طفلان وسيمان هما “سام” و“روث” يبلغان من العمر 11 و 7 سنوات، ورغم ذلك شبح الندم يطاردها وهو ما ينغص عليها صفو حياتها..
فقد اقتحمت نيكولا حياة “جيل” السيدة المُتدينة التي تمتد أصولها إلى الروم الكاثوليك الصارمين-منذ عشرين عامًا- غافلت في تلك الحقبة الزوجة الطيبة الرقيقة واستطاعت بالحيلة والدلال أن تستولي على قلب “جون” الزوج، حيث كان حينها بالغًا تبلغ من العمر 46 عامًا، وتقول ألكساندرا: “لم تعتقد جيل أنني أخطط لسرقة حياتها” ..
تستكمل ألكسندرا أفقدتُها الدفء العائلي والأولاد، وكانت قد أشرفت هي وزوجها لأن يكونا أجدادًا في سن مبكر، حيث زواج ابنتهما الكبرى وكانت بانتظار مولود.. فتقول: دمرتُ كل شيء وأخذت الرجل من عقر داره، رغم أن المرأة استضافتني بكل ترحاب وكانت تقدم لي أفضل أنواع الشراب والمأكولات، هربتُ أنا وجون..
وتروي نيكولا في مزيد من الأسى، كان كل شيء سيكون على ما يُرام وها هي السعادة، حيث زوجي جون الذي كاد أن يكون خاتما بأصبعي وهو يبلغ من العمر – الآن-66عامًا، وقد أسسنا شركة خدمات تسويقية نتربح منها الكثير جدا، وولدينا اللذان يحبانا ونحبهما ونسعد بجوارهما؛ إلا أنني لا أهنأ بالنوم كلما ذهبتُ إلى سريري، وسادتي تشهد على شعور الذنب الذي كاد أن يقتلني..
وتؤكد ألكسندر لهيلين على أن تكتب في تلك الموضوعات وتنصح كل امرأة تنتوي فعل ذلك الذنب المُشين، بأن تُحجم عن ذلك وتتراجع؛ حتى تستطيع النوم فيما بعد..
شاهدٌ من أهلها

وما يدل على استشراء تلك النماذج بالمجتمعات الغربية، هو خبراء الإرشاد الأسرى وحديثهم بشكل مُستمر حول مناقشة الأمور الخاصة بكيفية تصدى الزوجة لخطف زوجها بواسطة امرأة أخرى، وكذلك كم النصائح التي يقدمونها للزواجات دائمًا..
تهتم “إيلي تيشر” وهى كاتبة صحفية كندية، بأمر نشر الاستشارات الزوجية التي تساعد كلا الزوجين للاستفادة من الرؤى المهنية لهؤلاء الأخصائيين، وتتساءل إيلي – في أحد مقالاتها- على لسان كثير من الزوجات: لماذا تسرق المرأة شريك امرأة أخرى؟..
وتستكمل الكاتبة – من خلال رصد آراء عينة عشوائية من النساء- أنه من المُفترض أن تكون العلاقة الزوجية مأمونة من الناحية النفسية، فهي “أمانة مُقدسة” على حد قولها.. وتقول أن التوتر في العلاقة وعدم الانتباه للشريك والسخط العام في كل الحياة، هي أحد الأسباب مُجتمعة أو مُنفردة لحدوث تلك الظاهرة..
شريك أناني
ترصد حالة امرأة، قالت على علاقتها بشريكها ووصفها له بأنه “زوج أناني”، حيث اكتشفت أن امرأة أخرى كانت تتحين الفرص لمقابلته، لدرجة أنها كانت تراهُ ما يُقارب ثلاث مرات أسبوعيا، وتُحادثه بشكل يومي، وهي من تبدأ حتى إذا نسي هو، حتي انفردا بحياتهما في الأخير وترك زوجته بعد علاقة حب طويلة..
وتُعلِّق إيلي بأن هذه هي النماذج الواقعية التي أصبحنا نعيشها، فتقول آسفة : “تضع بعض النساء أنظارهن على الرجل المتزوج ، لمجرد أنهن تستطعن ذلك”.
“زوجته أهملته”
هذا هو شعار حملة قامت بها بعض النساء، وليس الرجال؛ وذلك محاولة منهن للحد من تلك الظاهرة بمحاولة معرفة الأسباب والقضاء عليها، حيث أرجعوا الأمر لأن الزوجة في الواقع مشغولة بشكل قهري بالعديد من الأشياء والمهمات بما في ذلك وظيفة بشكل يومي، ورعاية المنزل وربما تستكمل دراسات عليا، ورعاية الأطفال وتعليم أطفالها.
وأرجع البعض تفسير تلك الظاهرة للقرب من المكان الذي يعيشان فيه أو يعملان به المرأة الخاطف والزوج ، فتتم بينهما إشارات وغزل وتقوم المرأة الغريبة بالتقرب من الزوج ويوضح لها هو أنه مُتاح ومُتفرغ خارج نطاق الزواج، وكذلك يعود الأمر باهتمام كلاهما بشكل أساسي بالإثارة الجنسية وخاصة بالعصر الحديث..