هل الفتاة المذبوحة شهيدة ؟.. فقيه إسلامي وقانوني يجيبان على السؤال
كتبت: أسماء خليل
جريمة هزت مصر بعد مشاهدة فتاة المنصورة “نيرة أشرف” الطالبة الجامعية، تطعن ثم تذبح كالشاة، وتسقط غارقة في دمائها، في وضح النهار، وسط حضور لفيف من الطلاب الذين أصابهم الذهول فجعلهم متصنمين لا يستطيعون التصرف، وقد صورت الكاميرات المحيطة بالحرم الجامعي تلك الواقعة المؤسفة، وقد أصاب المجني عليها هبوطًا حادًا بالدورة الدموية والتنفسية على إثر تلقيها لطعنات نافذة،،
ومن بين من أوقف مراسم عرسهِ في بلدها، ومن انتحب طوال الليل، ووسط كل الدموع التي ذرفها القاصي والداني؛ هناك من يتساءل – علَّ الإجابة تُثلج الصدور- هل موت نيرة بتلك الطعنات كذبيحة يُعد شهادة؟!
فقيه إسلامي
يقول الشيخ “أحمد القصاص” إمام وزارة الأوقاف، عضو المقارئ المصرية، فى تصريحات خاصة لـ “بيان” : نُقدم تعازينا لأسرة الطالبة المغدور بها، وإجابةً عما إذا كانت المقتولة شهيدة أم لا، يؤكد أن الحال في المُشاجرات التي تُفضي إلى موت مختلف عما عليه من قُتل غدرًا، فالذي يتشاجر لديه الفرصة الدفاع عن نفسه، ولكن الآخر لا؛ فلم يتثنى له الوقت للدفاع عن ذاته..
ويشير القصاص إلى أن كل مسلم تم قتله غدرًا أو ظلمًا، فهو شهيد الآخرة، ولكنه في تلك الدار الدنيا يتم تغسيله والصلاة عليه ليس كشهيد حرب، ولكن الشهادة تُحتسب عند الله سبحانه وتعالى..
كانت مُسالمة
ويُردف بأن الفتاة لم تكن مُعتركة بل كانت مُسالمة بشهادة الشهود ورؤى الكاميرات، وعليه فبينما كان الصحابة مُتحلقين حول رسول الله – صلى الله عليه وسلم -إذ سألهم: “ من تعدُّون الشهيد فيكم” ؟ قالوا: يا رسول الله، من قُتِلَ في سبيل الله فهو شهيد. قال: “إن شهداء أمتي إذن لقليل” . قالوا: فمن هم يا رسول الله؟ قال: “من قُتِلَ في سبيل الله فهو شهيد، ومن مات في سبيل الله فهو شهيد، ومن مات في الطاعون فهو شهيد، ومن مات في البطن فهو شهيد” رواه مسلم، ويكمل الشيخ إذن شهيد “البطن” هو المطعون في بطنه، فنحتسب الفتاة عند الله من الشهداء..
رأى القانون
يستهل أحمد خليل، المحامي بالاستئناف العالي ومجلس الدولة، عضو اتحاد المحامين العرب، حديثه لـ “بيان” بكلمات من الذكر الحكيم سورة النساء الآية 93“وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا”، فإنَّ الله توعد للقاتل بنار جهنم خالدًا فيها.
شرف المهنة
يقول خليل مشيرًا إلى نقطة في غاية الأهمية، بأن شرف المهنة يستدعي عدم المرافعة في مثل تلك القضايا، تبنيًا لما قام به الجاني تجاه المجني عليه، وواضح كل الوضوح ما ارتكبه أمام مرأى ومسمع من الجميع، فكيف سيقف الدفاع في دار العدل ليطلب العفو والسماح بالحجة والبراهين على قاتل عمد مع سبق الإصرار والترصد..
وحول عقوبة القاتل الجاني، يؤكد المحامي بالاستئناف العالي، على استحقاق القاتل للإعدام، وذلك حسبما نصت الفقرة الثانية من المادة 2344 من قانون العقوبات على أنه “ يحكم على فاعل هذه الجناية (أي جناية القتل العمد) بالإعدام إذا تقدمتها أو اقترنت بها أو تلتها جناية أخرى”..