خبير الطاقة م. محمد فؤاد لـ «بيان» : مصر تسبق الزمن للحد من آثار تغير المناخ (2من5)
تأثير المناخ على الزراعة والأمن الغذائي المصري
حوار: أسماء خليل
سبق وأن طرح م. محمد فؤاد خبير الطاقة، والمدير تنفيذي لأحد شركات وزارة البترول، في الجزء الأول من هذا الحوار المطول الذى أجرته “بيان” معه، وننشره على حلقات، ونتناول فيه الطاقة الخضراء وتأثير المناخ على صحة الإنسان وزيادة عدد الوفيات، محاولًا تقديم مقترحات للحد من الآثار الناتجة لتأثير تغير المناخ على مستوى العالم..
ويأتى هذا الجزء الثانى من الحوار تحت عنوان: “تأثير المناخ على الزراعة والأمن الغذائي المصري”، وفى هذا الصدد يقول م. فؤاد:
يعتقد الجميع أن الشمس وارتفاع درجة الحرارة هي التي تؤثر على المناخ؛ من حيث ارتفاع وانخفاض درجة الحرارة، ولكن أيضًا تلعب حركة الرياح دورًا رئيسيا في الحركة وعدم السكون، وكذلك بخار الماء الذي يصاحبه الدخان والغبار وعوادم السيارات ومحلات الحاتى وما بنشاء نتيجة الاحتراق وصعود ثانى اكسيد الكربون .
مفاجأة كبرى
يشير م. فؤاد إلى أن الطاقة التي تصل إلى الأرض من الشمس ضئيلة جدا، وليست كل الطاقة النابعة من الشمس تمتلكها الأرض، ولكن ذلك الجزء تقوم الأرض بامتصاصه كاملًا، حيث يقوم بتسخين الأرض وتبخير المياه، وما لا تعرفه – أيضًا – أن الأرض نفسها تُشع طاقة ولكنها بسيطة جدًّا مقارنةً بطاقة الشمس، وفي تلك الحالة يكون الغلاف الجوي بمثابة الصوبة، من هنا أتت فكرة الزراعة المعتمدة على الصوبات..
أسباب تغير المناخ
يوضح خبير الطاقة أن تغير المناخ هو “اختلال” يحدث لعناصر المناخ من حرارة ورياح وأمطار وملوثات بيىية ؛ ما يؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة الأرض، فلم يشهد فصل الشتاء تغيرا أكثر من تلك الآونة، فقد أصبح الشتاء دافئًا بكل أنحاء العالم، حيث أن ذلك التغير يُحدث زيادة في نسب الغازات المحيطة بالأرض، مثل غاز ثاني أكسيد الكربون وغيره. وايضا الربيع اصعب اشد حرارة عن الاعوام القادمة حيث وصلت درجة الحرارة فى بعض دول العالم إلى ٢٤ درجة مئوية واكثر وكلنا عيشنا يوم حار جدا بمصر وصلت درجات الحرارة إلى ٥٠دوجة مئوية
أسباب بشرية
يؤكد م. محمد أن بعض الصناعات الملوثة للبيئة وسلوكيات البشر على مستوى العالم البشرية سبب تزايد التلوث يومًا بعد يوما الذى ادى الى ازدياد الاحتباس الحراري، وأيضًا مياه الصرف الصحي بما تبعثه من غازات مثل غاز الميثان الذي هو أخطر من غاز ثاني أكسيد الكربون..
عوامل طبيعية
ويستمر خبير الطاقة في توضيح الأمر، مؤكدًا أن هناك عواملً طبيعية تعمل أيضًا على تغير المناخ، وتلك لم يكن الإنسان هو سببها، مثل البراكين والعواصف الكونية..
التغير المناخي والزراعة
ويستكمل م. فؤاد شارحًا كيفية تأثير ذلك التغير المناخي على الزراعة؛ حيث أن النبات يقوم بعملية البناء الضوئي مُعتمدًا على صديقته الشمس مُتعبدًا في محراب الكون، ويبدأ بالتربة التي سرعان ما تتأثر بمدى توازن المياه، مما يزيدها جفافًا، وكذلك تتأثر المحاصيل الزراعية بارتفاع درجات الحرارة المتزايدة ما يزيد ارتفاع غاز ثاني أكسيد الكربون، الذي يؤثر بالسلب أكثر على الخضروات والفواكه التي يُتلفها تغير الجو بكل سهولة..
ويستطرد، بأن الحشائش والحيوانات والطيور لا تحتمل درجات الحرارة تلك، مما يساهم في نقل العدوى والأوبئة ويؤثر على جودة الأطعمة وطرق تخزينها، وكذلك زيادة تركيز غاز ثاني أكسيد الكربون الذي يؤثر أيضا على الوظائف الفسيولوجية للآفات الحشرية مما يجعل دورة حياتها قصيرة جدا، كما تنتشر أنواع جديدة من الآفات مما يؤدي بدوره على تذبذب الحالة الاقتصادية بكثرة إنفاق الأموال في مقاومتها لمواجهة الإضرار بالأراضي الزراعية..
مُقترحات نحو بيئة أفضل
يقترح خبير الطاقة مجموعة من الاستراتيجيات للتكيف مع البيئة؛ ومنها الحد من انبعاثات غازات الاحتباس بتقليل التلوث نتاج تكثيف الوعي الموجه، وكذلك تحديث طرق للوقاية للحد من التقلبات المناخ، وأيضا يشكل توعية المزارع بزراعة المحاصيل تحت ظروف متوقعة ومحسوب لها، كما يمكن زراعة محاصيل لا تستهلك مياه مثل بنجر السكر كبديل لقصب السكر.
وأهم مما سبق هو تكثيف الأبحاث في مجال الهندسة الوراثية، بمحاولة إيجاد أنواعا من النباتات تتحمل درجات الحرارة، وكذلك استنباط أنواعا جديدة بإمكانها مواجهة تلك التحديات بارتفاع درجة الحرارة المتزايدة يومًا بعد يوم.
ويركز م. فؤاد علي ضرورة تدوير مخلفات الزراعة بطريقة آمنة، مثال قش الأرز واستخدامه في تصنيع المستحضرات الصيدلانية، وكذلك الاهتمام أكثر بالرعاية البيطرية لتجنب الأوبئة، وأيضًا تحسين طرق تخزين المحاصيل الزراعية باتباع طرق صحيحة في جنيها، وتوفير أخصائيين في طرق التخزين وتوفير تقنيات جيدة لتعبئة الثمار..
وللحديث بقية..