خبير الطاقة م. محمد فؤاد لـ«بيان»: مصر تسبق الزمن للحد من تغير المناخ (3من 5) قتل الأرض
كتبت: أسماء خليل
هل تتوقع أن يختفي العسل تماما من سطح الكوكب؟!.. نعم سيؤثر ارتفاع درجة حرارة الأرض على كثير من الحشرات ومنها النحل، وسيؤدي إلى انقراضها بالكامل مثل العسل، بل وحيوانات مثل الفيلة وسمك القروش والزرافات… بل وبعض المحاصيل مثل الموز والقهوة وغيرها، ليس ذلك فحسب بل ستختفي مدن بأكملها من على هذا الكوكب نتيجة غرقها على أثر ذوبان جليد القطبين، وارتفاع منسوب المياه فى البحار والمحيطات.. إنه ليس خيال.. بل واقع يؤكده تغير المناخ.
وفي ذلك الصدد يستكمل خبير الطاقة م. محمد فؤاد، مدير تنفيذي بإحدى شركات وزارة البترول، طرحه ل“بيان” حول الحد من المؤثرات التي تؤدي إلى تغير المناخ، وكيف أصبح الاحتباس الحراري القاتل الصامت الذي يقترب منا بمرور الزمن..
يُشير م. محمد إلى أنه خلال أكثر من خمسين عامًا وقُبيل القرن، سيتغير شكل كل ذلك العالم من خلال ظاهرة “الاحتباس الحراري”، إنه يقتل الأرض قتلَا، وما يزيد ذلك هو عدم التزام بعض الدول الكبرى مثل الولايات المتحدة الأمريكية “باتفاقية باريس” التي عقدت في الثاني عشر من ديسمبر للعام 2015 ذلك اليوم التاريخي لمكافحة تغير المناخ، إنها الاتفاقية المُلزمة تاريخيا بخفض الانبعاثات؛ لإبقاء درجة حرارة الكوكب دون درجتين مئويتين مقارنة بعصر ما قبل الصناعة..
قتل الأرض
ويندد خبير الطاقة، باستمرار تلك الغازات مثل غاز ثاني أكسيد الكربون، الذي يعد أكثر الأسلحة المُتسببة في قتل الأرض بزيادة الاحتباس الحراري، لكون ذلك الغاز مسؤولًا عن أكثر من65٪من الاحترار الناجم عن الغازات الدفيئة، بالإضافة إلى الميثان وأكسيد النيتروز، وتركز الجهود الدولية فرض غرامات على مُستخدمي الكربون للحد من استخدام الوقود الأحفوري، بالإضافة إلى تزايد غازات أخرى ضارة..
غاز البكاء
ويستكمل م. محمد بناءً على تقارير أعلنت عنها الدراسات مؤخرًا؛ فغاز الميثان الذي يُسمى غاز الضحك، لم يعد يُضحك، ولكنه يُبكي، إذ أن له التأثير الأكبر على المناخ بعد غاز ثاني أكسيد الكربون، فهو ينتج عن تحلل المواد العضوية في البيئات الخالية من الأكسجين، وكذلك ذوبان الجليد السرمدي.. وذلك يشكل 40٪فقط،ولكن الأنشطة البشرية تُشكل 60٪ وذلك من خلال “تربية الماشية” والأنشطة الزراعية ومعالجة النفايات وصناعة الفحم، وتجشؤ الأبقار وإنتاج الأعلاف يُسهم بشكل كبير في الاحتباس الحراري..
غاز أكسيد النيتروز
يقول خبير الطاقة، إن غاز أكسيد النيتروز هو غاز الضحك أيضا، وينتج عن طريق الزراعة المكثفة“ التسميد” واحترق الوقود الأحفوري، رغم أن تركيزه أقل من غاز الميثان إلا أن تأثيره في الاحترار العالمي أكبر بكثير لأن طاقة التسخين لغاز أكسيد الميثان أعلى 265من غاز ثاني أكسيد الكربون، وللأسف يومًا بعد يوم يزداد تركيزه بالغلاف الجوي..
غرق دول بأكملها
يُشدد مهندس محمد علي أن عدم انتباه العالم واستمرار ظاهرة الاحتباس الحراري، سيجعل درجة حرارة الأرض في استمرار الارتفاع وصولًا لذوبان الجليد بالقارة القطبية الجنوبية والقطب الشمالي، مما سيتسبب في غرق بلاد بأكملها بسبب ارتفاع منسوب البحار والمحيطات، وتبلغ تلك الدول 52دولة وموت ملايين البشر وهجرة ملايين العائلات من بلادهم، ومن أمثلة الدول المهددة بالاختفاء؛ دولة “بنجلاديش” من سطح الأرض، حيث تقع جنوب شرق آسيا، وعدد سكانها 163مليون نسمة، وكذلك “جزر المالديف” غرب الهند، وتتكون من 1100جزيرة، وما يزيد الكارثة هو تآكل بعض الشواطئ، كما يشير أن هناك بعض الدول تعرضت لفيضانات مدمرة، فهولندا من الدول التي ستختفي تماما بارتفاع منسوب المياه..
حضارة دُفنَت تحت الماء
ويعرض خبير الطاقة جزءً مما نشره موقع البنك الدولي، ويشير إلى أنه لا يدعو إلى التفاؤل على الإطلاق، فأسطورة حضارة أطلانتس المدفونة تحت مياه المحيط تؤكد ما سوف يحدث مستقبل لكثير من البلاد والحضارات، فنيويورك وبوستن مُهددتان بالانقراض والاختفاء تمامًا حيث ستغمرهما المياه تماما، وكذلك ولاية فلوريدا أيضا “ريو دي جوني” في البرازيل، وكذلك بعض دول أوروبا، مدينة الضباب بلندن والبندقية بإيطاليا….. إلخ..
وللحديث بقية.