«نساء الروتين اليومي».. العيب والحرام في ثوبٍ جديد
تحقيق: أسماء خليل
عجائب وغرائب بتلك الآونة، ظاهرة جديدة من نوعٍ خاص، نساء مُقنعات الوجوه ترتدين ملابسًا ضيقة واصفة وربما كاشفة، وتفتح الفيديو مُتجولة ببيتها وهي تقوم بعمل أي نشاط منزلي كتنظيف المنزل أو غسل الأطباق وغيره..
وما بين تطهير السجاد وتلميع الصيني وتنظيف النوافذ وتنسيق الأسِرَّة؛ تتبدَّى بواطن الأمور بحركات جسدية جنسية لا تليق بربات بيوت محترمات، وتحرصن كل الحرص ألا يرى أحد وجوههن، وكل ذلك من أجل زيادة عدد المشاهدات، في ظل الأزمات الاقتصادية التي ضربت العالم بعد جائحة كورونا..
بضاعة مُزجاة
ما بين مَنْ تسعى للحصول على دورات تدريبية في الحياكة، وتشتري ماكينة خياطة ولو لتصليح الملابس.. وما بين مَن تصنع الحلوى وتقوم بتغليفها وتوزيعها عبر صفحات التواصل الاجتماعي.. أو من تقومُ بصنع الصابون وسوائل التنظيف والاستحمام، ومَن تعرض خدماتها لتنسيق الحفلات… إلخ؛ هناك من تقوم بعرض جسدها بارتداء عباءة ضيقة والذهاب والإياب أمام الكاميرا لحصد “اللايكات”..
اعتقاد خاطئ
كثير مَنْ يعتقد أن تلك الظاهرة نشأتها مصرية؛ ولكنها بدأت بإحدى الدول العربية ثم انتشرت في مصر على وسائل التواصل، فكثير من الشابات المغربيات قمن بابتداع ذلك، حيث ظهرن في الفيديوهات وتصدرن الـ“ الترند المغربي”، وبات الجميع في باقي الدول تقلدهن، وقد تعالت مطالب كثيرة بالمغرب بوقف تلك المنصات ومثول صاحباتها لقانون رادع..
“يوتيوبر” ومحتوى فارغ
الأصل في إنشاء قناة على “اليوتيوب” أن يقوم صاحبها بتقديم “محتوى هادف”، كتعليم بعض المهارات، أو فنون الطبخ، أو محاضرات التنمية البشرية، أو أن يقوم أحدهم بالإرشاد الأسرى، أو القيام بدور توعوي، أو تقديم موهبة، وكل ما هو مفيد في شتى النواحي الثقافية والتاريخية وربما الترفيهية،،
ولكن ماذا تمتلك تلك السيدات من أدوات لتقدم شيئًا؟!.. وياليت الأمر يقتصر على عرض محتوى تافه، بل يتعدى ذلك لاستنان سنة سيئة، حيث يقتدى أخريات بهن ويقمن بتقليدهن، إضافةً إلى خلق جيل غير واعٍ يعتقد أن الحصول على الأموال قد يأتي بكل سهولة وأساليب غير مشروعة..
الروتين اليومي والقتل
نشرت جريدة “الصباح” المغربية بالعام الماضي 2021، مُلابسات جريمة قتل، حيث قام زوج بطعن زوجته بعد أن قامت برفع مقاطع فيديو لها وهي تمارس أعمالها المنزلية وترتدي ملابس تجسم جسدها بشكل يستدعي الانتباه لتحقيق ربح سريع..
قام الزوج بالتهجم على زوجته بطعنات مُتتالية بآلة حادة، بعدما أفجعه المنظر، حيث لم يكن على علم بما تفعله، وقال أمام المحقق أنه تأثر جدا حد الجنون حينما رأى زوجته تحاول إظهار أجزاء حساسة من جسدها وهي تقول أنها تنظف البيت..
وجهات نظر
تقول “إيمان. خ” لـ “بيان” وهي زوجة ثلاثينية، تعيش بإحدى قرى مصر، إن ما لفت نظرها حقًا هم تلك السيدات اللاتي تقمن بإنشاء قناة على “اليوتيوب” تحت مُسمى “الروتين اليومي”، وهن تعشن بالريف، تظهر الواحدة منهن وهي تتناول طعام الفطور، ثم تقوم بالصعود لسطح المنزل لتطعم الطيور والبط والإوز وهي تظهر جسدها مُجسما أثناء تجولها المُتعمد بالمكان.. ماذا استفدنا من محتوى يعرض امرأة “تزغط البط”؟!
وعن سؤال “ سعاد. م”، زوجة اربعينية، تسكن إحدى المدن المصرية، عن احتمالية امتهان ذلك العمل في يومٍ ما، قالت لـ“بيان” إنه ليس بإمكانها القيام بذلك العمل مهما كلفها الأمر، فهناك أعمال كثيرة جدا باستطاعة المرأة القيام بها دون امتهان لكرامتها، وقد يسرت شبكة المعلومات الدولية “الإنترنت” الحصول على دورات تدريبية في عمل كل شيء بالعالم، تمهيدًا للقيام بعدة مشاريع صغيرة..
رأى القانون
يؤكد الخبير القانوني أحمد خليل، على تجريم أفعال تلك النساء، وينصحهن بعدم التمادي في تلك الأعمال المُشينة؛ لأن هناك قانونا سيطولهن يومًا ما، كما سبق وأن قضى على “حنين حسام” بالحبس،،
ويوضح أن القانون 10 لسنه 1961 قانون مكافحه الآداب، يُبين العقوبة والتي تصل إلى 5 سنوات، و المراقبة من قبل الشرطة لخمس سنوات أخرى، لمن تقوم بنشر أي مادة تحتوي على الإباحية أو الإيحاءت المُخلة على وسائل السوشيال ميديا .. وذلك طبقا للمواد 178 و269..
ويُواصل أن أي شخص يقوم بعمل من شأنه هدم الأسرة المصرية وتسهيل الجريمة، يقع تحت طائلة المادة 25 و26 من قانون الإنترنت الجديد، ويُشير إلى أن مصر من أولى الدول التي وضعت قوانين رادعة للجرائم الإلكترونية..