قمر صناعي يصور نفسه “سيلفي” في الفضاء
التقط قمر صناعي تابع لشركة الفضاء الليتوانية NanoAvionics، صورة سيلفي لنفسه في الفضاء، بدقة 4K من كاميرا طراز GoPro Hero 7.
ساعدت الصور الملتقطة في اختبار تشغيل الأنظمة على القمر الصناعي والتحقق من جودتها، إذ يوضح بايتنس بوزاس، الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة NanoAvionics: “مراقبة القمر الصناعي لنفسه ذات قيمة كبيرة في بعض الحالات، حيث يمكنك هذا من التأكد من العناصر المتحركة، مثل ملاحظة حركة الألواح الشمسية أو الهوائيات”.
وأضاف أنه ليس من الدارج في مهام الفضاء تركيب كاميرا GoPro على قمر صناعي، إذ تحتاج معظم المعدات التي تذهب إلى الفضاء إلى “تقوية كي تكون محمية من الإشعاع الشمسي.
لم يكن وضع الكاميرتين على القمر الصناعي سهلًا، إذ لا يتم تثبيتها فقط، بل كان لا بد من تجريد الأجهزة لاستيعاب متطلبات الفضاء على القمر الصناعي، ثم كان لا بد من ربط الكاميرات بوحدة التحكم والبرمجيات.
كانت الشركة على استعداد لتحمل المخاطر، لأن هذا النوع من التجارب هو جزء من طبيعة شركة NanoAvionics، التي تعود أصولها إلى مركز أبحاث أميس التابع لوكالة ناسا، حيث عمل بوزاس لفترة وجيزة مع ليناس سارجوتيس، الذي يبلغ الآن 36 عامًا. وقد ألهمتهما الخبرة المكتسبة في مركز الأبحاث لبناء قمر صناعي خاص بهما.
بنى بوزاس وسارجوتيس خلال 2013 ذلك القمر الصناعي، المسمى LituanicaSAT-1، بمساعدة جامعة فيلنيوس وأكثر من 30 منظمة شريكة.
تم بناء القمر الصناعي الصغير على منصة كيوب سات “cubesat” القياسية، وقد تم تجهيزه بكاميرا تم الحصول عليها من جرس باب ذكي ومعدات أخرى، وتم نشره من نظام Nanoracks، وهو مزود الوصول التجاري إلى الفضاء، على متن محطة الفضاء الدولية في أوائل 2014. كان هذا أول قمر صناعي ليتواني الصنع يطلق إلى الفضاء.
انطلاقًا من تلك التجربة، أسس الاثنان شركة NanoAvionics في 2014، بتمويل من منحة من الوكالة الليتوانية للعلوم والابتكار والتكنولوجيا.
وفي 2017، أطلقت الشركة أول قمر صناعي لها مدعومًا بنظام دفع مستدام طورته الشركة داخليًا.
وفي 2018، تم شراء حصة الأغلبية في الشركة من قبل شركة الإنترنت عبر الأقمار الصناعية AST & Science، التي يقع مقرها في تكساس في ميدلاند.
توسعت الشركة لتمتلك 156 موظفًا، مع منشآت في المملكة المتحدة وتكساس وإلينوي. وأطلقت حتى الآن 19 قمرًا صناعيًا، منها 8 في عام 2022 وحده، ونفذت أكثر من 100 مشروع فضاء تجاري.
عندما يتعلق الأمر بأحدث مشروع للشركة – التقاط صورة ذاتية للقمر الصناعي في الفضاء، والتي قد تبدو كأنها مزحة – يأمل بوزاس أن يذهب إلى أبعد من ذلك.
وقال في بيان “الصور ومقاطع الفيديو للأقمار الصناعية التي تدور حول كوكبنا يمكن أن تجذب المزيد من الاهتمام وتساعد المزيد من الأشخاص والمنظمات على إدراك الفوائد المجتمعية والاقتصادية والتعليمية والبيئية التي توفرها الأقمار الصناعية. كما يمكن أن يلهم المزيد من الأشخاص لشغل وظائف في صناعة الفضاء سريعة النمو”.