طارق السيد متولى يكتب: يوميات زومبى (39) زومبى العيد
ينقسم الزومبى فى العيد إلى ثلاثة أقسام:
القسم الاول زومبى كسول جدا تجده نائما طول الوقت من بداية العيد لنهايته وكأنه تناول عقار مخدر فهو لا يكاد يستيقظ ليتناول الطعام وهو شبه نائم حتى يعود مرة أخرى إلى الفراش لينام، وهكذا ، هذا الزومبى من الصعب ان تخرجه من البيت فى أيام العيد وإذا نجحت فى اخراجه فسيخرج فقط لعمل زيارات عائلية، يخرج بجسده فقط دون روحه وعقله حيث يظل جالساً صامتاً لا يشارك فى اى حديث ربما يشاهد أى شىء فى التلفاز من الأفلام والمسرحيات المعادة والمكررة واعتقد أنهم يذيعونها خصيصا لهذا النوع من الزومبى كأنها جزء من تكوينه والغريب أنه لايمل من مشاهدتها وكأنه يشاهدها لأول مرة.
هذا النوع من الزومبى تشعر أنه يكره الإجازة ويكره الإحتفال مثل زميلى فى العمل محمد الذى يذهب إلى المكتب فى العيد على الرغم من أن الشركة كلها إجازة ولايوجد سوى عامل الأمن وبعض السعاة إلا أنه يذهب ليجلس فى المكتب يحتسى الشاى والقهوة ويعود إلى بيته فى أوقات العمل زومبى مدمن للعمل والمكتب حتى فى أوقات الفراغ لا يطيق البيت والتواجد وسط العائلة خصوصا عندما لايكون هناك شيئا يفعلونه سوى تناول الطعام، وتبادل الأحاديث المملة والتنقل بين غرفة المعيشة وغرفة النوم وضوضاء الإطفال.
ويكون السفر الى الشواطىء والمدن الساحلية فوق الطاقة وفى غير الإمكان.
هذا الزومبى غالبا من الطبقة الوسطى بين الزومبى الغنى الذى يذهب إلى الشواطىء الفاخرة والفنادق الفخمة وتراه هناك على طبيعته متحرر من كل شىء من ملابسه ومن العادات والتقاليد يبحث عن المتعة مثل ابن صاحب الشركة الذى دعانى لقضاء يوم فى أحد الفنادق الفاخرة فى الأسكندرية بمناسبة العيد، فوجئت هناك بمجموعة من أصدقائه رجال ونساء النساء شبه عرايا والرجال شبه رجال يحتسون الخمر بأريحية مع مالذ وطاب من الطعام.. كنت انا الوحيد الذى لا يشرب الخمر.
سهرنا حتى وقت متأخر من الليل وأصبح الجميع يترنح من السكر ويأتى بأفعال يندى لها الجبين ،تنتشر بين هذا النوع من الزومبى الخيانة وكثرة الزواج والطلاق، بالطبع فكثرة المال مع هؤلاء تجعلهم لا يكترثون لأى شىء ولا حتى لأبناءهم فتجد الأبن أو البنت يقعا فى الإدمان والعلاقات المحرمة الشائكة بسهولة.
فى الصباح فررت منهم كى أعود إلى حياتى العادية الحياة العادية البسيطة نعمة من الله .
وبين الزومبى الفقير الذى يشبه الزومبى الغنى فى عدم اكتراثه وأخلاقه وسلوكه مع اختلاف أدواته فهذا الزومبى تجده على الشواطىء العامة وفى الحدائق والمتنزهات يخربها ويلوثها فهو يعتبر زومبى بدائى غير مهذب فتسمع فى أماكن تجمعه من الألفاظ والشتائم والسباب والمشاجرات على الشواطىء بالأسلحة البيضاء والعصى ما يصيبك بالغثيان.
وطبيعى أن تجد هذا الزومبى يجلس على الشاطىء وقد ربط رأسه بالشاش والقطن بعد أن أصابته ضربة عصا أو طعنة سكين لكنه يستمتع بالسباحة فى البحر الذى تغيرت رائحته ولونه وهربت منه جميع الكائنات البحرية والأسماك وتركوه تحت وطأة هجوم الزومبى العجيب .
وتستمر الحكاية وعيد سعيد على كل حال.. نكمل فى يوم اخر من يوميات زومبى فإلى اللقاء.