بين الدين والسياسة.. 4 آلاف عام فى عمر القدس
كتب: على طه
يعود تاريخ مدينة القدس إلى حوالي خمسة آلاف سنة، هذه المدينة المقدسة التى علا ذكرها فى الأديان السماوية، وحكاياتها الأثيرة فى التوارة والإنجيل والقرآن، فى نصوص مقدسة عند أتباع الديانات السماوية الثلاث.
ودون الدخول فى تفاصيل القصص الدينى المتعلق بالقدس التى شهدت أحداث فصولا عديدة فى صراع طويل كان كل فصل فيه ينتهى فى الغالب بفوز عباد الله المخالصين، الموحدين.. وكان هذا لب الصراع وجوهره فى مدينة بنى فيها بيت للرب، الأله الواحد الأحد، وفى كل مرة كان يغزو المدينة والبيت عنصر خارج عن طاعة الله، أو منحرف برسالته، أو مغير فى شريعته، كان يرسل الله جنود له فيهزموا الشر، ويطهروا البيت، ويصححوا الناموس، هذا ملخص الصراع الدينى على القدس، وبين طيات هذا الصراع محطات هامة تلخص تاريخ المدينة السياسى.
طالع المزيد:
-
بارليف يسمح للمستوطنين اليهود بمسيرة الأعلام الاستفزازية فى القدس
-
مصر تحذر من مغبة اقتحام المتطرفين باحات المسجد الأقصى
ذُكرت القدس، أول مرة، في النصوص المصرية القديمة، في القرن التاسع عشر قبل الميلاد، وفي صحائف تل العمارنة (واللوحات الحجرية) في القرن الرابع عشر قبل الميلاد. ويمتد تاريخ القدس إلى حوالي خمسة آلاف سنة:
أ. ما قبل العصر الإسلامي
منذ القرن الخامس والعشرين قبل الميلاد، كانت أرض كنعان، أو الفينيقيين أو الفلسطينيين أيضاً، يسكنها الكنعانيون (أجناس سامية من الجزيرة العربية)، وتقع تحت حكم المصريين. ثم غزاها العبرانيون. وتلاهم الفلسطينيون Philistines (شعوب البحر) والآراميون، فيما بين 1200 ـ 1170 قبل الميلاد.
(1) في عام 701 ق.م، دخل جيش الأشوريين مدينة القدس.
(2) في عام 586، ق.م، احتل البابليون المدينة (في عهد الملك نبوخذ نصر الثاني).
(3) في عام 537، ق.م، هزم الفرس البابليين، واستولوا على القدس، حتى عام 333 ق.م.
(4) في عام 333 ق.م، ضم الإسكندر الأكبر Alexander the Great فلسطين إلى إمبراطوريته، بما فيها القدس.
(5) بعد موت الإسكندر الأكبر (في عام 323 ق . م) حكم خلفاؤه (المقدونيون والبطالمة) مدينة القدس. وقد استولى عليها، في ذلك العام، بطليموس Ptolemy حاكم مصر، وضم فلسطين إلى ملكه.
(6) في عام 198 ق.م، ضم خلفاء سيلوكس نيكاتور Seleucus I Nicator (قائد جيوش الإسكندر) المدينة إلى ولايتهم في سورية.
(7) في عام 63 ق.م، استعادت روما مدينة القدس، فأصبحت تحت الحكم الروماني. وأعاد الإمبراطور هيرود Herod the Great (عام 40 ق. م) بناء المدينة. وحكمها الرومان حتى عام 636م [ ذكرت بعض المراجع تاريخ دخول المسلمين إلى القدس، سنة 15 هـ/636 م. والبعض الآخر 17 هـ/638م. ] .
(8) في عام 130م، زار القدس الإمبراطور هادريان.
(9) في بدايات القرن الرابع، عندما أصبحت المسيحية الدين الرسمي للإمبراطورية الرومانية، تطورت القدس، لتصبح مركزاً للحجاج المسيحيين.
(10) بنى الإمبراطور قسطنطين الأول Constantine I (The Great) ما بين ( 306-337م ) ، في القدس، كنيسة القيامة، في عام 326م.
(11) أغار الفرس على المدينة (بين عامَي 614 و 628م). لكن الرومان استردوها، وظلوا بها حتى عام 636م.
ب. العصر الإسلامي
في عام 636 م (15 هجرية)، دخل المسلمون القدس، وفي مقدمتهم الخليفة عمر بن الخطاب، دون قتال، بعد حصار دام أربعة أشهر، بعد أن أعطى سكانها المسيحيين صكاً بالأمان، سُمّي بـ “الأمان العُمري”.
(1) اهتم الأمويون (وعاصمتهم دمشق، من 661 ـ 750م) بمدينة القدس. وبنوا مسجد الصخرة، ذا القبة الذهبية (من 682 – 691م)، والمسجد الأقصى، ذا القبة الفضية، الذي بناه الخليفة الوليد، عام 710م.
(2) حكم العباسيون من عام 750م. وفي عام 878م، ضم الطولونيون، حكام مصر، دولة فلسطين، ومعها القدس، إلى ملكهم.
(3) كان التسامح مع الديانتين، اليهودية والمسيحية، في العصر الإسلامي (وخاصة في القرنين العاشر والحادي عشر) مثالاً لسماحة الإسلام، حتى عهد الحاكم بأمر الله (من 996 – 1021م).
(4) استولى السلاجقة على القدس، في عام 1071م.
ج. الحروب الصليبية
وقعت الغزوات الصليبية الثلاث للقدس في أعوام 1148م، 1187م، 1191م، على التوالي. وتوحدت كلمة العرب بعد عام 1138م، تدريجياً، على يد قادة بارزين (منهم السلطان الأيوبي صلاح الدين، الذي حكم مصر عام 1169م، وهزم الصليبيين في موقعة حطين عام 1187م).
(1) في عام 1260م، ضم المماليك في مصر مدينة القدس، مع فلسطين، إلى ملكهم، بعد أن هزموا المغول في موقعة عين جالوت. وفي المائة وسبعة وخمسين عاماً، التي تلت هذا التاريخ (حتى 1517م)، أعلى المماليك الشخصية الإسلامية للقدس ودعموها.
د. العصر العثماني
عندما هزم العثمانيون المماليك (1516 ـ 1517 م)، وحتى القرن التاسع عشر، لم تكن للقدس أهمية إستراتيجية أو اقتصادية أو سياسية كبيرة. ومع اضمحلال الإمبراطورية العثمانية، بدأت عدة دول أوروبية في التحكم في مدينة القدس. ومن ثم، في محاولة الحصول على امتيازات، تتيح لها السيطرة على هذه الأماكن المقدسة.
(1) في القرن التاسع عشر، أصبحت فلسطين، ومن ثمّ القدس، محوراً للاهتمام العالمي، بسبب موقعها الذي يعد معبراً إلى الهند والشرق الأقصى.
(2) بعد الحرب العالمية الأولى، هُزم الأتراك العثمانيون، وأخرجوا من فلسطين.
هـ. الحماية / الانتداب البريطاني
منحت عصبة الأمم حق الحماية لإنجلترا على فلسطين. وفي عام 1917، احتل الإنجليز القدس، وصارت عاصمة لدولة فلسطين، التي كانت تحت الحماية البريطانية (من 1920 حتى 1948).
(1) مع نهاية الحرب العالمية الثانية، أحيلت هذه القضية إلى هيئة الأمم المتحدة، التي أصدرت قرارها في 29 نوفمبر 1947، الذي أوصى بتدويل القدس (جعلها مدينة دولية).
و. منذ حرب 1948
في عام 1948، قُسّمت القدس، وحكمت الأردن الجزء الشرقي منها لمدة 19 عاماً، حتى نهاية عام 1967، حين استولت إسرائيل على باقي فلسطين (الضفة الغربية وقطاع غزة)، واحتلت القدس الشرقية.
ز. أهم دُور العبادة والآثار الإسلامية في القدس
(1) المسجد الأقصى.
(2) مسجد قبة الصخرة.
(3) حائط البراق.
(4) بقية أماكن العبادة والآثار الإسلامية في القدس