خبير الطاقة م. محمد فؤاد لـ«بيان»: مصر تسبق الزمن للحد من تغير المناخ (4من 5) حان وقت استيقاظ العالم
حوار: أسماء خليل
يستكمل مهندس محمد فؤاد خبير الطاقة ومدير تنفيذي بإحدى شركات وزارة البترول ما مضى فى سلسلة الحوارات التى أدلى بها لـ “بيان”، وعرضنا فى 3 حلقات تأثير المناخ على صحة الإنسان وزيادة عدد الوفيات، وتأثير تغير المناخ على الزراعة والمنتجات الزراعية، وتأثير المناخ على اختفاء النحل والعسل والشوكولاتة، وانهيار وذوبان الجليد وارتفاع منسوب البحار والمحيطات والأنهار وغرق كثير من المدن والدول الساحلية..
ويستهل م. فؤاد هذه الحلقة بالتأكيد على أنه حان الوقت لأن يستيقظ العالم كله؛ لمواجهة الحد من هذه التأثيرات الخطيرة التى أثرت على اقتصاديات الدول؛ حيث نجد يقظة مصر ودورها الريادي بقيادة فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي منذ توليه الحكم في ٢٠١٤، واضعًا بصمته فى كل المجالات، مثل النقل كاستكمال خط المترو الثالث من العتبة إلى عدلي منصور تحت الأرض وفوق الأرض، ومعلق يعمل بالكهرباء لتقليل الانبعاثات الكربونية، ومبادرة تحويل السيارات للعمل بالغاز الطبيعي، وتشجيع سائقي “التاكسي” و” الميكروباص” وتسليم السيارات القديمة وأخذ سيارات جديدة بتسهيلات في السداد، وليس ذلك فحسب، بل إن البحث العلمي أصبح له دورًا حقيقيًّا، وقريبًا يُمنع استخدام “التوكتوك” واستبداله بسيارات كهربية..
محطات إنتاج الطاقة الخضراء
ويستطرد م. محمد، أنه حين ذكرنا مجال الطاقة الكهربائية وإنتاجها من الطاقة الخضراء المتجددة النظيفة وصديقة البيئة، التى ليس بها أى انبعاثات نجد أنه تم الاتفاق على محطة الطاقة النووية بالضبعة، وهي عبارة عن أربع مفاعلات بقدرة ١٢٠٠ ميجاوات لكل مفاعل ، وتتوالى المشروعات، مثل أكبر محطة طاقة شمسية في العالم “محطة بنبان” مركز دارو بمحافظة أسوان، وقد كثفت مصر جهودها – بالآونة الأخيرة- لوضع استراتيجيات لمواجهة تحديات تغير المناخ مثل تقليل الانبعاثات الكربونية بترشيد الاستهلاك والاعتماد على الطاقة الخضراء النظيفة صديقة البيئة..
ويلفت خبير الطاقة م محمد فؤاد الانتباه، إلى وجود علاقة طردية بين مشروعات الطاقة المتجددة، وزيادة قدرات تخزين الكهرباء؛ حيث إنه كلما توسعت الدولة في تلك المشروعات، كلما زادت القدرة التخزينية، وتتجه الدولة لذلك مع تحقيق فائض فى الطاقة الكهرباء للتصدير لدول الجوار .
وتعالج مصر الان مشاكل انقطاع الكهرباء في بعض الأماكن بإفريقيا،
أهم مشروعات تخزين كهرباء بقارتنا
يذكر م. محمد مجموعة من أهم المشروعات لتوليد وتخزين الكهرباء بإفريقيا، مثل “مشروع نور ورزازات” ويوجد بالمغرب في المغرب، ويضم ذلك المشروع محطات الطاقة الشمسية المركّزة بالعالم ذات القدرة الهائلة التي تعد الأكبر، وتصل محطاته الـ4 إلى 582 ميجاوات.
ويُردف أن عمليات تخزين الكهرباء في تلك المحطة من 1 إلى 3 تسمح بتوفير يصل إلى 3 ميجاوات/ساعة.
وتأكيد لما يطرحه، يوضح خبير الطاقة ان تلك القدرة الهائلة للمحطة تبلغ في “نور 1” 160 ميجاوات ،بينما تصل قدرتها في محطة “نور 2” إلى 200 ميجاوات، وفي “نور 3” إلى 70ميجاوات.
إنجولا والطاقة المُتجددة
ويُكمل م. محمد ضربًا لأمثال مشروعات الطاقة الكهربائية بمحطة إنجولا في جنوب أفريقيا، حيث يمثل ذلك المشروع أعلى المراتب في تخزين الكهرباء، و تصل سعة التخزين إلى 21 ميجاوات/ساعة..وتتكون من 4 توربينات بقدرة 333 ميجاوات التي بإمكانها توليد 1332 ميجاوات، وتبلغ السعة المائية لها 22 مليون متر مكعب..
“بنبان” في قلب الحدث
ويختتم م. محمد فؤاد، بأن ما تم ذكره هو جزء فقط من مشروعات ضخمة بإفريقيا على مستوى العالم، لا تسع السطور لذكرها، ويُشير إلى أنه ليس بأى حال يمكننا ذكر الطاقة الشمسية وتوليد الطاقة الكهربائية، دونما المرور بمحطة “بنبان”، حيث تعد أكبر مجمع للطاقة الشمسية بل والأضخم على مستوى العالم في مدينة “أسوان” بمصرنا الغالية،،
ويوضح خبير الطاقة أن المشروع يُقام على مساحة قدرها 37 كم2 تشمل 8843 فدانًا ويشمل 40 محطة لإنتاج الكهرباء كل محطة بطاقة 50 ميجاوات، حيث يشكل إنتاج المحطة من الكهرباء 2000 ميجاوات، ويجدر بالذكر أن تكلفة المشروع الاستثمارية 3,4 مليار يورو تقدر بنحو 40 مليار جنيها، ولك أن تصدق أن المشروع ساهم في تفادي 2 مليون طن من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون.