عبدالله حسن يكتب: متي تنتهي الحرب الأوكرانية؟!
الحرب الروسية الأوكرانية اندلعت منذ ستة أشهر عندما بدأت روسيا في قصف محطات الصواريخ التي نصبتها أوكرانيا بالقرب من حدودها والتي اعتبرتها روسيا تهديدا مباشرا لأمنها القومي.
أوكرانيا بلعت الطعم الأمريكي والأوربي بأنها ستنضم إلي حلف الناتو ثم الإتحاد الأوربي لتصبح عضوا في الحلف الذي يضم الدول الأوربية بالإضافة للولايات المتحدة، ودارت عجلة الحرب الجهنمية وحصلت أوكرانيا علي أسلحة متطورة من حلفائها للإستمرار في القتال وإطالة أمد الحرب علي أمل استنزاف القوات الروسية وإلحاق أكبر قدر ممكن من الخسائر في صفوفها وهزيمة الآلة العسكرية الروسية.
بينما استخدمت روسيا أحدث أسلحتها في هذه الحرب وهي تريد أن تستعيد مكانتها القيصرية التي تدهورت في أعقاب انهيار الإتحاد السوفييتي عام ١٩٩١ في عهد الرئيس جورباتشوف وانفراد الولايات المتحدة بأنها القوة العظمي الوحيدة في العالم، وأسفرت الحرب حتي الآن عن تدمير معظم المدن الأوكرانية وسقوط مئات الآلاف من الضحايا وهجرة أكثر من سبعة ملايين لاجيء إلي العديد من الدول الأوربي.
وشهد العالم خلال هذه الحرب عدة أزمات اقتصادية حادة تمثلت في ارتفاع أسعار البترول والغاز والسلع الغذائية وانهيار العملات الرئيسية وفي مقدمتها الدولار ، وكانت أمريكا وأوربا في مقدمة الدول التي تعاني من هذه الحرب.
كما امتدت آثارها بطبيعة الحال إلي باقي دول العالم بنسب متفاوته ومن بينها مصر ودول الخليج العربية ومنطقة الشرق الأوسط .
وفي تصعيد جديد للأزمة أعلنت روسيا خلال اليومين الماضيين خفض إمدادات الغاز الطبيعي إلي أوربا عبر خط أنابيب نورد ستريم ١ إلي ٢٠٪ من طاقته وقالت الشركة الروسية المصدرة للغاز إلي أوربا إن الإمدادات لن تزيد عن ٣٣ مليون متر مكعب يوميا بينما تبلغ القدرة الإستيعابية للأنابيب ١٦٧ مليون مترمكعب يوميا وسط مخاوف من شتاء أوربي بارد إذا استمرت هذه الحرب خلال الشهور القادمة.
وأمام هذه التطورات المتلاحقة اضطر الرئيس الأمريكي بايدن أن يزور منطقة الخليج بعد عامين من رئاسته علي أمل أن يجد مخرجا من هذه الأزمة وزار إسرائيل في البداية ليؤكد دعمه الدائم لها ثم مر علي رام الله ليلتقي الرئيس أبو مازن لمدة ساعة دون أي التزام أو حديث عن قيام دولة فلسطينية مستقلة علي حدود ٤ يونيو عام ٦٧ وعاصمتها القدس الشرقية.
وكان اللقاء الأهم في هذه الجولة في المملكة العربية السعودية حيث كان يأمل بايدن في أن ترفع السعودية إنتاجها من البترول لتساهم في تخفيف أزمة الطاقة التي تعاني منها أمريكا وأوربا بالإضافة لحاجته لبيع صفقة أسلحة بمليارات الدولارات ولم يتحقق له ما أراد، ثم التقي بقادة دول الخليج الست وقادة مصر والأردن والعراق وسمع منهم موقفا واحدا.
وعاد بايدن يبحث عن مخرج من أزمة الحرب الروسية الأوكرانية فاضطر للاتصال بالرئيس الصيني في محادثات لمدة ساعتين حذره خلالها من اللعب بالنار في تايوان ، وتسربت أنباء عن اتصالات محتملة قريبا بين وزيري خارجية أمريكا وروسيا ربما تكون هذه الإتصالات للتمهيد لاتصالات بين بايدن وبوتن يتفقان خلالها علي إنهاء هذه الأزمة.
ويظل السؤال الذي يطرح نفسه الآن هو متي تنتهي هذه الحرب ومن المستفيد منها ولماذا تصر الدول الكبري علي دعم أوكرانيا لاستمرار القتال والتدمير وسقوط الضحايا؟ المأساة الأسوأ ظهور أصوات في أمريكا وأوربا تستعد لدعوة الدول المانحة والبنك الأوربي لتمويل عمليات إعادة الإعمار والتبرع بمليارات الدولارات لتمويل شركاتها للتوجه إلي أوكرانيا لرفع أنقاض الدمار وإعادة إعمار المدن، ومن المسئول عن تعويض الضحايا الذين سقطوا تحت هذه الأنقاض دون أي ذنب ارتكبوه !