د. قاسم المحبشى يكتب: قلق الانتظار

الانتظار حالة ملازمة للكائنات الحية بما فيها الإنسان، فالنحل ينتظر تفتح الأزهار لامتصاص رحيقها والعصافير تنتظر الفجر لمعاودة تغريدها والصقور تنتظر الطرائد للانقضاض عليها والأسود تنتظر الفرائس لتسد جوعها، وهكذا هي معظم الحيونات من أصغرها إلى أكبرها.

والإنسان مسكون بالحلم والأمل والترقب وللانتظار عنده مقامات وأحوال كثيرة وهو الكائن الوحيد الذي يكون للانتظار عنده حالة من حالات القلق المشفوع بالصبر والخوف والرجاء.

فالأم تنتظر ميلاد جنينها والأب ينتظر قدوم أبنه والطفل ينتظر حليب أمه والفتاة تنتظر فارس أحلامها، والعريس تنظر ليلة دخلته، والطالب ينتظر نتيجة امتحانه، والكاتب ينتظر صدور كتابه، والعابد ينتظر جزاء ربه، والمشتاق ينتظر رؤية موضوع شوقه، والعاشق ينتظر لقاء معشوقه، والعامل ينتظر ثمن عمله، والمغترب ينتظر العودة إلى وطنه، والمريض ينتظر شفاء سقمه، والسجين ينتظر الخروج من سجنه، والشعوب تنتظر استقرار أوطانها، والمسافر ينتظر قلوع طيارته.

وهكذا هو الإنسان يعيش سلسلة من الانتظارات الدائمة في كل لحظة من حياته منذ الميلاد حتى الممات ولا يكف الكائن عن الانتظار الا حينما يتوقف قلبه عن النبض فبعضهم ينتظر رسالة وبعضهم ينتظر موافقة وبعضهم ينتظر بشارة وبعضهم ينتظر إشارة وبعضهم ينتظر مكالمة وبعضهم ينتظر إجازة وبعضهم ينتظر طعامه فمن منكم لا ينتظر الآن شيئا؟!

.. قل لي ماذا تنتظر أقول لك من أنت. أما أنا فلي ما انتظره وينتظرني اليوم دعواتكم.

اقرأ أيضا للكاتب:

زر الذهاب إلى الأعلى