15 خطوة.. روشتة د. إيمان عبدالله لعلاج نقص الطموح فى نفوس الأبناء
كتبت: أسماء خليل
يعاني كثير من الأبناء في سنوات عمرهم المختلفة من قلة الهمة والطموح، حيث تلاحظ الأم أن ابنها في طفولته لا يجيب على ذلك السؤال: “نفسك تكون أيه لما تكبر ؟!”.. فهو لا يحمل نظرة مستقبلية في غد مشرق، وكذلك في مرحلة المراهقة والشباب قد يلاحظ المحيطين بذلك الابن أنه لا يمتلك أي خطة لحياته يسير على هديها، بل إنه يعيش اليوم مرورا إلى اليوم التالي دون أي إطار فكري يحدده لنفسه.. هل يمكن لذلك الطفل أو الشاب أن يُتدارك الأمر داخله ويزيد طموحه؟!.. ما هي الاستراتيجيات التي تنتهجها الأسرة للنجاح في ذلك الأمر؟!.. حول الطموح ودوره وتأثيره وكيفية نمائه، تناقش “بيان” دكتورة “إيمان عبد الله” أستاذ علم النفس وخبيرة الإرشاد الأسرى وتوضح نقاط هامة لكل أسرة..
الطموح بين الزيادة والنقصان
توضح د. إيمان، أن هناك أسبابا تجعل الفرد طموحًا، وبالعكس قد تجعله غير طموح؛ فترتيب الابن داخل الأسرة يؤثر على ذلك الطموح، حينما يكون ترتيب الطفل هو الأوسط أو الأخير فهذا يجعل له مجال لمقارنة كفاءاته بأخوته، ومن هنا بالإمكان أن تعجز قدراته أمام باقي أخوته، أو تُلوِّن دفعة نفسية لشعوره بروح المنافسة.. كذلك “انعدام الأمان” يصنع المتضادين داخل الابن، إما أن ينسحب خوفا، أو يحاول متحديا كل الظروف لأن يكون لديه طموح فولاذي.. كذلك “الثقة بالنفس”، فعندما يعرف الفرد أن لديه مهارات وذكاء وقبول ويؤمن بقدراته تزيد أهدافه وطموحته، وهذا ما على الأسرة ضرورة زرعه داخل الطفل منذ الصغر، وأحيانا يحاول البعض إثبات أن “الآخر على خطأ” فيزداد سعيه في إثبات وجهة نظره فينمو طموحه نحو النجاح والتقدم، وهناك من يحاربون “التهميش”، فيقول في ذاته لابد أن أكون موجود ومؤثر حتى يراني الجميع..
حياة بلا معنى
وتستكمل أستاذ علم النفس، أن عدم الطموح يولِّد “حياة بلا معنى”، ووجد علماء النفس أن الطموح مرتبط جدا بالتعامل الأسرى مع الأولاد منذ الصغر، وطريقة التنشأة الاجتماعية وزرع الحماس لدى الابن وتشجيعه وتوجيهه ويمنحونه ثقة ووضع داخل الأسرة ويستمعون له، وله فرص للتعبير عن ذاته وكيانه، وليس مهمشا بل فعلا.. ولابد من زرع شيء هام جدا داخل الطفل منذ الصغر وهو “التفكير الإيجابي”..
التخيل والتقدم نحو المستقبل
تقول استشاري الإرشاد الأسرى، إنه ليس من الصعب تدارك الأمر، ولم يفت الأوان، فلابد من اتخاذ خطوات إيجابية لوضع استراتيجية نبثها داخل الابن، وأولها التأكيد على أن يكون إيجابي، يليها “التخيل”، وتصفه بأنه يصنع العظماء، بأن يتخيل المرء دائما في أحلام اليقظة مدى النجاحات والمكانة التي وصل إليها على أرض الأحلام وكيف أنه أصبح سعيدا.. تكرار ذلك الأمر يجعله مع مرور الوقت يحقق ذلك فعلا على أرض الواقع، يزامنها استعادة الأفكار الماضية الإيجابية وبناء الحاضر والمستقبل عليها..
استعادة طموح الشاب
تضع أستاذ علم النفس “روشتة” لعلاج نقص الطموح لدى المراهق الشاب، الذي يعتقد البعض أن الأوان قد فات لذلك، وهي كالتالي:
1- يزرع الآباء والمحيطين داخل نفس الشاب – بشكل دائم – ذلك السؤال “أنا عاوز اعمل إيه في حياتي؟!”، وإذا لم ينجحوا، يسألونه هم بشكل يومي ذلك السؤال.. فهذه طاقة جذب إيجابية لشخصيات بناءة.. فتكرار “التأكيدات الإيجابية” تساعد الإنسان على تنمية الطموح، فالطاقة عبارة عن موجات تفتح ملفات عقلية تجذبك نحو الأشياء التي تريدها..
2- سؤاله عن شريكة حياته المستقبلية، وما هي الصفات التي يريدها بها، وأيضا بشكل متكرر..
3- عمل “جروب” يضم نماذج للناجحين في عصرنا الحالي وكيف أنهم تخطوا الصعاب والعقبات، وغيروا حياتهم، ليعرف ان هناك جانب آخر في الحياة..
4- إلغاء فكرة اعتماد الشاب – الذي أنهى دراسته – على أبويه؛ باصطدامه بأرض الواقع والقول له بشكل مباشر: “انت كبرت خلاص ومش هينفع يكون لك مصروف”؛ هنا سيكون في صراع مع نفسه “أكون أو لا اكون”، فتلاحقه الأسرة بأنها لن تسمح له بخيار “ألا يكون”؛ لأنها لن تمد له يد العون ثانية إلا بالمساعدة في زواجه – على سبيل المثال إذا كانت ميزانية الأسرة تسمح..
5- تكرار فكرة أن العمر له أهمية بالغة لدى الإنسان، وتحاول الأسرة تدارك ما أهملته في الصغر من زرع مفاهيم خاطئة داخل الابن، وكذلك تنشأة خاطئة، فيبدأ من حوله بعدم المقارانات السلبية، والتحفيز اللغوي وعدم الإهمال وتغيير العادات السيئة التي كان يمارسها منها جلوسه أمام الإنترنت طوال اليوم، وتوجيهه لتجميع َ معلومات حول المجال الذي يرغب العمل فيه..
6- البدء في إلغاء بعض الأنماط المادية التي علمته “الاتكالية”؛ مثل إلغاء “باقة النت أو تقليلها” على سبيل المثال، لأن جلوسه متفرغا معتمدا على غيره في تنفيذ مطالبه جعله لا يتحرك..
7- مساعدته في رسم أهدافه..
8- مساعدته في تجهيز “سي في”، كملف شخصي يساعده على إيجاد عمل، وتوجيهه إلى الدورات التدريبية التي تفيده..
9- محاولة إبعاده لعواطف السلبية مثل القلق والتوتر، بل عمل كل شيء في هدوء..
10- مساعدته على تنظيم وقته وتوظيف قدراته، وممارسة الوعي التام بأنه جزء من بيئته لابد أن يكون له دور
11- البعد عن أفكار “كله محصل بعضه”، “عمري ما هقبل في الوظيفة دي”.
12- إبراز المواهب لديه، وإضافة لمحة عنها في السيرة الذاتية، والتقديم في العديد من الوظائف المناسبة..
13- ممارسة الهوايات والرياضة، وتعليمهم مفهوم “التصميم التمركز على الإنسان”، بأن يعلم دوره في المجتمع، ومعرفة ان الصحة النفسية والطموح وتقدير الذات مفاهيم متلازمة، كلما زاد أحدهم زاد الآخر.
14- مصاحبة أصدقاء ناجحين..
15- البعد عن التسلط، الذي كان له دور كبير في التأثير السلبى علي شخصية ذلك الشاب حينما كان طفلا؛ مما أثر على نماء الطموح لديه..