شريف عبد القادر يكتب: عجائب مصرية (1)
عجائب العالم سبعة.. وعجائب المصريين لا تعد ولا تحصى.. وإن كنت لا تصدقنى تعال نرصد ونعد معا:
(1)
نذكّر أولا بأن الأهرامات، من عجائب الدنيا السبع، ولا أعدها ضمن العجائب الأخرى التى تسمنا (من الوسم والعلامة)، ومنها على سبيل المثال عجيبة ارتفاع أسعار الأسماك.
فى الثمانينات من القرن العشرين (قبل 20 سنة تقريبا) كنا نستوردها مجمدة من فيتنام، ودول أخرى، وهو ما يعد عجيبة نظراً لتميزنا عالمياً حيث نطل على البحرين الأبيض والأحمر، ويمر نهر النيل من جنوب مصر لشمالها، بالإضافة لبحيرات شاسعة.
وعلى الرغم مما سبق رغم ذلك، نحن فقراء سمكيأ فى حين كان من المفترض أن نتميز بوفرة السمك وبأسعار رخيصة وفى متناول الفقراء وقطط الشوارع.
ليس هذا فقط ولكن نصدر أيضا فائض للخارج لزيادة الدخل القومى بما يقرب من دخلنا من حقل ظهر، حسب تصورى.
لكن للأسف اشغل بعض الصيادين عندنا بأمور أخرى لجلب فلوس بعيدا عن مهنتهم الأساسية، فتخصص نفر فى تهريب البشر من الشباب راغبى الهجرة غير الشرعية، والبعض الأخر يحملون أجهزة كهربائية وغيرها من السلع على مراكبهم ويبحرون بها لدول متأخرة فى الصيد ليصطادوا فى مياهها الإقليمية ويقومون برشوة مسؤلى الحدود لدي هذه الدول ليتركوهم يصطادوا، ويفعلون هذا بدلا من تطوير أدواتهم.
والسؤال متى نلمس تطويرا لمراكب الصيد لنستطيع توفير الأسماك بأسعار تكون عاملا فى تهذيب واعتدال أسعار اللحوم الحمراء والطيور.
(2)
العجيبة الثانية تعود أيضا إلى سنوات الثمانينيات وما قبلها، حين كان تلميذ المرحلة الابتدائية الذى لا يهوى الدراسة يتم الحاقة بمهنة يهواها وغالباً مهنة والدة أو أحد أقاربه ويبدأ صبى ويتدرج فى المهنة أو الحرفة، حتى يصبح أوسطى محترف.
وغالباً ما يكبر هذا الصبى ويستقل بنفسة ليصبح صاحب عمل.
كان هذا الأسلوب هو السائد إلى صدر قانون يمنع تشغيل الصبية الصغار فى الورش، وأصبح بموجب هذا القانون يتم تحرير محاضر لأصحاب الورش الذين يقومون بتشغيل صبية متسربين من التعليم.
وظل القانون مفعل لفترة ثم اختفى لعدم جدواه وإن كان ضرره أكثر من فائدته لأن ما حدث أن الصبية المتسربين من التعليم كان يتم استغلالهم كباعة لأشياء مختلفة بالطرقات والأسواق والمواصلات العامة.
ومع مرور الزمن تفشى عمل الصبية كباعة، ثم ظهر “التوكتوك” فزاد الطين بلة باتجاه بعض أصحاب الورش لإغلاقها لعدم وجود صبية لمساعدتهم، بعد أن اتجهوا للعمل على التوكتوك بسبب عائده المغرى، الذى يزيد على عائد يومية أى ورشة.
وما سبق يستدعى من الدولة إنشاء مراكز تعليم مهنى للصبية حاملى الشهادة الابتدائية ليتعلموا المهنة التى تستهويهم خلال دراسة مكثفة لمدة قليلة من الوقت، ويصبحوا مؤهلين للعمل بالورش.
وعلى الجانب الأخر الحد من حالة الإنجاب ألاإرادى “للتوكتوك” الذى ينافس المصريين فى زيادة الإنجانب فيتوقف استيراده وقطع غيارة وتصنيعة محلياً حتى لا نفاجأ فى المستقبل القريب بـ “توكتوك لكل مواطن”.