الربيع الرحيمة إسماعيل يكتب: لهذا السبب لا تضع قائمة للقراءة في بداية العام
قبيل شهر من الآن نشر اليوتيوبر المتميز محمود إسماعيل تحدٍ للقراءة لمدة عام و كأي مسافر يتجهز بعتاده للرحلة وضع قائمته الكاملة للرحلة بأربعة و عشرون كتاباً ، أي قراءة كتابين في كل شهر .
تمنيت له التوفيق بدوري كمتابع ، و لكني اختلفت معه ، لا في اختيار الكتب و لا في التحدي نفسه و إنما في الإختيار المسبق و التقيد بمسار ثابت على مدى عام كامل و هنا سأشرح لك لما لا يجب عليك وضع قائمة بالكتب بهذه هذه الطريقة.
تلك الطريقة المذكورة آنفاً أراها تصلح للفترات الزمنية قصيرة المدى ، و ليست تلك التي تساوي سنةً كاملة .
إنما أن تضع قائمة لعام كامل ، فهذا و ربي إزهاق في حق الذات و روح الفضول!
و ” الفضول شهوة العقل” كما قال إيمانويل كانط.
أثناء بداياتي الأولى في قراءة الكتب … وقعت عيني على عبارة مفادها : “و الكتب يجر بعضه بعضا ” و التي لم تعد من بعد عبارة قرأتها فقط بل أضحت خاطرة تشكل و حضوراً يوما بعد الآخر و سأستفيض معك في شرح فحوى تلك الخاطرة.
فأنت ما أن تقرأ كتاباً إلا و سيدلك على كتاب آخر ، أو مبحث جديد للتوسع فيما تقرأ ، فحين قرائتي لكتاب “مذكرات قارئ” و ذاك كتاباً يحوي في داخله عشرات الكتب و التوصيات خرجت من التجربة و لم أعرف أي الكتب سأقرأ لكن علق في ذهني مجموعة من المؤلفين كجبرا إبراهيم جبرا و خالد المنيف و غيرهم.
و لطالما أعتبرت أن القراءة في ديدنها عملية تحرر و إستقلالية ، لذا لا أرى في هذا التقيد الجاف بقائمة مسبقة سوى تمادٍ في الملل و الرتابة.
فإن كنتُ عزيزي القارئ ممن وضعوا أهداف القراءة لهذا العام فمن الجيد أن تختار ثلاث أو أربعة كتب فقط لأول شهرين ثم من بعدها قم بتجديد تلك القائمة بما يتناسب مع الذوق و الفكر لاحقاً.
و تذكر أن أكثر الطرق رتابةً تلك التي نعرفها قبل المسير فيها ، و من المؤلم أن لا تمنح نفسك فرصة إستكشاف أغلفة جديدة لعام كامل سوى تلك التي وضعتها مسبقاً في بداية العام.
أتمنى لگ عاما زاخراً بالقراءة و الإستكشاف في بحر المعرفة الشاسع.