غلاء أسعار المعيشة بين الحكومات والشعوب.. فرض أسلوب جديد للحياة
كتبت: أسماء خليل
بالأمس القريب جعلت أزمة “كورونا COVID-19 العالم على شفا حفرةٍ من الانهيار، وما كادت تعلن الأزمة عن اقترب رحيلها مُخلفةً وراءها العديد من المشكلات الاقتصادية، وأبرزها غلاء الأسعار وانتشار البطالة؛ إلا وابتُلي العالم بأزمة “الحرب الروسية الأوكرانية”، التى فرضت آثارها المدمرة على الاقتصاد العالمي،،
ولا يوجد مواطن على ظهر كوكب الأرض إلا وشعر مؤخرا بارتفاع وغلاء المعيشة، فلست وحدك مَن تشعر بذلك.
ومع تفاقم التضخم العالمي ستظل أسعار السلع الغذائية والمنتجات المعيشية في ارتفاع،، كيف تواجه ذلك تكيفًا مع بيئتك؟!.. ما هي الآراء والمقترحات لكثير من أفراد الشعوب؟!..
التضخم بأكثر دول العالم تقدما
وما بين عشيةٍ وضحاها، باتت أكثر دول العالم تقدما تشكو من غلاء المعيشة نظرا لارتفاع الأسعار، ليقفز مستوى التضخم إلى 9٪ بالشهر السابق فقط بالولايات المتحدة الأمريكية، كمثل ونموذج لتك البلاد وما يحدث بها، ولم يعد السياسيون قادرون على وضع خطط لمجابهة التضخم، ما يضع ضغوطا على تلك الشعوب الأجنبية.. غلاء في النفط والسلع مثل القمح وارتفاع غير مسبوق للمواد الغذائية، وارتفاع تكاليف الملابس والمواد الدراسية وتذاكر الطيران وجميع الخدمات….إلخ.
وأشار مكتب الإحصاء الوطني ببريطانيا، أن المواطنين بدأوا بتقليل استهلاكهم للكهرباء والغاز والسلع والحبوب وجميع المتطلبات والمنتجات الغذائية،،
آراء الشعوب
تقول مواطنة أمريكية بأحد وسائل التواصل الاجتماعي “تويتر”،: “إن الأجور أصبحت لا تواكب ذلك الارتفاع المستمر للأسعار، وقد أثر التضخم على حياتي؛ إذ أنني في الوقت الراهن أعد نفسي من الأسر منخفضة الدخل، فقد أصبح شراء السلع والخدمات يمثل الجزء الأعظم من تفكيري، وسط وعود من الرئيس “جو بايدن” بتخفيض الأسعار، ولا شيء يحدث”.
بينما يقول مواطن أمريكي آخر على نفس التطبيق: “ إننا نواجه أكبر مشكلة وهي التضخم الحالي، الذي أدى إلى ارتفاع الأسعار، أعتقد أنني وكل أسرتي نمتلك معنويات أقل من السنوات السابقة، لقد وصل سعر جالون البنزين إلى 5دولارات”..
الدول العربية الأكثر ثراءً
وسط كل ما يُقال عن الثمن الباهظ للدينار الكويتي – على سبيل المثال- كدولة عربية أكثر ثراءً، مقارنة بكل عملات العالم، إلا أن السلع لها ثمن متناسب مع ما يحصلون عليه من أجور، فيشعرون هم كمواطنين بالغلاء أيضًا، وما يجعل دول الخليج أكثر دخل سنوي، هو الهبات التي منحها الله – سبحانه وتعالى – لهم من طاقات مدفونة تحت الأرض، من بترول وذهب، ومع ذلك هم كسائر الشعوب يشعرون بقدر من الارتفاع في الأسعار حتى لو أقل،،
تقول مواطنة سورية تعيش بأحد دول الخليج إن “الدعم والضمانات الاجتماعية ليس إلا على مواطني البلد فقط، ورغم ذلك هم يشعرون بغلاء المعيشة، فكيف نحن الذين نعيش في البلاد بلا أي دعم؟!”..
وما سبق يكشف معاناة النازحين إلى أي بلد غير بلدهم – وهم ليسوا بالقليل حول العالم – تكون أكثر بكثير، فبالكاد ما نغطي نفقات السلع الضرورية للمعيشة.
كما تشير العديد من استطلاعات الرأي، أن المواطنين بدول الخليج قللوا مشترياتهم؛ للحد من النفقات، ولا شك إن الأمر أكثر صعوبة على مستأجري البيوت والمحلات.
المواطنون وأسلوب جديد للحياة
وطالت الأزمة العالمية المواطن العربي، وبخاصة أن كثيرا من الدول العربية تعيش حالة من عزم الاستقرار، بعد ثورات الربيع العربي، وبعضها يعاني من الحروب الأهلية.
وشعر بما يحدث بالعالم – أيضا- المواطن المصري، ومن بين ما طرحه البعض من آراء وأقوال ومقترحات عبر وسائل التواصل.
يقول (محمد. س) على صفحته بأحد مواقع “السوشيال ميديا”: “لقد بلغ عدد العاطلين عن العمل، كما ذكرت منظمة العمل الدولية، في عام 2029 إلى 14 مليون شخص، وكنت أعتقد أن الأمر سينصلح بعد انتهاء جائحة كورونا؛ إلا أن الأزمة الأوكرانية الروسية أججت الأمر وزاد التضخم بالعالم، ما أثر على المشاريع الاقتصادية بالسلب، وبالتالي زيادة البطالة وانخفاض دخل الفرد مقارنة بأثمان الأسعار”.
تقليل النفقات
وتقول إحدى خبيرات التغذية، علينا بمجاراة الوضع والتكيف حتى مرور الأزمة الحالية، وذلك بتقليل النفقات وشراء الضروري فقط، والبعد عن الكماليات التي لا فائدة منها، والاقتصاد ببعض الوجبات وأثمانها، ومحاولة إيجاد بدائل لكثير من السلع التي لا معنى لها، فكيف كانت تعيش الشعوب سابقا، في ظل الحروب ونقص السلع والمنتجات بكل الأسواق؟!.وعلي كل فرد تنظيم مصروفه ودخله الشهري وتوزيعه على متطلباته بشكل أقل، حتى تمر الأزمة بسلام.