مستشار المركز الإسلامي بروما: نعتنى بأبناء المسلمين فى إيطاليا

د. نادر العقاد: نتواصل مع كافة الجهات الرسمية للجمهورية الإيطالية.. وننفتح على أتباع الديانات الأخرى

 إكرامى هاشم

رسالة روما: إكرامى هاشم

فى بداية هذا الحوار الذى أجريناه مع الدكتور نادر العقاد المستشار العلمي والديني للمركز الإسلامي بروما أشاد الرجل بتعيين الدكتور الرفاعي الشحات عبد ربه عيسي، إمامًا المركز، حيث ينتسب الأخير إلي مؤسسة الأزهر الشريف، الأمر الذي يبشر بفتح آفاقا جديدة لمستقبل الدعوة علي المنهج الإسلامي الوسطي، ويبشر بإثراء أنشطة المركز من أجل الوصول إلي أبناء الجالية المسلمة في إيطاليا.
فى هذا الحوار أيضا أكد د. العقاد علي الدور الكبير الذي يقوم به المركز في التواصل مع أبناء الجالية المسلمة في إيطاليا من أجل التأكيد علي وجودهم والحفاظ علي هويتهم في ظل اندماجهم داخل المجتمع الإيطالي.

العناية بأبناء المسلمين

وأشار المستشار العلمي والديني للمركز الإسلامي، إلى قيام المركز بالعناية بصفة خاصة بأبناء المسلمين من الجيلين الثاني والثالث، فى إيطاليا وعلي سبيل المثال قيام المركز بعقد ندوة حول التغير الديموجرافي للمسلمين في إيطاليا، وقد أظهرت الإحصائيات أن عدد المسلمين في إيطاليا بحسب أحدث إحصائية وصل إلي ثلاثة ملايين نسمة والرقم يمثل 4% من سكان إيطاليا ويمثلون بذلك أقلية يعتد بها داخل المجتمع الإيطالي ما يزيد من حجم التحديات ويبرز الدور الهام للمركز الإسلامي كونه الجهة الوحيدة المعترف بها رسميا كممثل عن الجالية الإسلامية في إيطاليا.
كما أكد د. العقاد أيضا علي الدور الذي يقوم به المركز في تعليم الثقافة العربية والإسلامية لغير الناطقين باللغة العربية وذلك من خلال المدرسة الملحقة بالمركز.

كما أعرب عن قرب مسؤولي المركز من العائلات المسلمة المقيمة داخل إقليم لاتسيو بشكل خاص نظرا لوجود المركز الإسلامي داخله وذلك للمعاونة في تنشئة أطفالهم علي التقاليد الإسلامية الصحيحة وربطهم بالثقافة والهوية الإسلامية علي المنهج الوسطي.

توصيل رسالة الإسلام

وعن دور المركز في توصيل رسالة الإسلام الوسطي إلي المجتمع الإيطالي أكد د. العقاد علي ما قاله فضيلة الدكتور الرفاعي عن المنهج الذي تبناه المركز منذ إنشاءه وهو المنهج الوسطي، الذى هو سمة الإسلام وصفة جليل من صفاته، كما أكد علي تواصل المركز مع كافة الجهات الرسمية للجمهورية الإيطالية بدءا من وزارة الداخلية حتي رئاسة الجمهورية من أجل التواصل و الحوار لفهم موقف الإسلام من القضايا المختلفة.

وأشار إلي العلاقات المتميزة مع دولة الفاتيكان والتي شهدت تطورا نوعيا في الفترة الأخيرة، وذلك بعد توقيع اتفاقية “الأخوة الإنسانية” بين فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، وقداسة البابا فرانسيس بابا الفاتيكان، تلك الوثيقة التى تم توقيعها في مدينة أبو ظبي في 4 فبراير عام 2019 والتي أتاحت للمركز القيام بنشاط أكبر في مجال الحوار بين الأديان وتبني سياسة الأبواب المفتوحة التي منحت غير المسلمين فرصة التواجد داخل المركز من خلال زيارات يتم خلالها ممارسة الحوار مع أصحاب الديانات الأخري.

طبيعة الدور

وأوضح الدكتور العقاد طبيعة الدور الذي يقوم به المركز في تحديد بداية الشهور العربية عن طريق استطلاع الأهلة من خلال اللجنة العلمية الخاصة لمراقبة الأهلة والتي تم إنشاؤها منذ عامين لتكون مرجعية خاصة بمسلمي إيطاليا وقامت اللجنة بإجراء اتفاقية مع المراصد الإيطالية تحت إشراف علماء متخصصين في علم الفلك ونجحت في إزالة أي لبس حول قضية بدايات الشهور العربية.

اقرأ أيضا:

واستطرد د. العقاد منوها إلى أن أحدث إنجاز قام به المركز، يتمثل فى الاتفاقية التي تم توقيعها مع المسؤولين الصحيين لإقليم لاتسيو، والتى يٌسمح بمقتضاها إجراء عمليات الختان على الطريقة الإسلامية، لأبناء المسلمين من الذكور، داخل المنشآت الصحية العامة.

وجاء الوصول إلى هذه الاتفاقية نتيجة جهد متواصل لسكرتير عام المركز الدكتور عبد الله رضوان مع كافة الجهات المعنية بالأمر حتي خرج الاتفاق إلي النور.

تاريخ المركز الإسلامي الثقافي بروما

تم وضع حجر الأساس لمركز الإسلامي الثقافي، بروما في عام 1984 ، وتبرعت بلدية روما بالأرض التي أقيم عليها المركز والتي تبلغ مساتها ما يزيد على 30 ألف متر مربع.

واستغرق بناء المركز 10 سنوات، وتم افتتاحه رسميا في شهر يونيو من عام 1995 بتكلفة بلغت حوالي 50 مليون دولار، تكفلت المملكة العربية السعودية بما يقرب من 70% من تلك التكلفة، كما ساهمت أيضا دول المغرب وباكستان ومصر وليبيا وقتها في عمليتى البناء والتجهيز .

ويعتبر المركز الإسلامي الثقافى، تحفة معمارية تزين العاصمة الإيطالية روما، وقام على تصميمه المعماريون: باولو بورتوجيزي وفيتوريو جيليوتي وسامي الموسوي.

زر الذهاب إلى الأعلى