خطر داهم يهدد حق أطفالنا فى الحياة.. تقرير حقوقى يكشف عنه ويقدم حلولا
كتب: على طه
ظاهرة الانتحار التي بدأت تعرف انتشارًا بين أوساط الأطفال والمراهقين بسبب الإدمان على الألعاب الإلكترونية، مشكلة خطيرة تهدد الأجيال الناشئة، والجديدة من أولادنا، لذلك فهى تستحق أن نخضعها للبحث والدراسة بشكل كبير ومعمق.
وفى هذا الصدد أصدرت مؤسسه “ملتقى الحوار” للتنمية وحقوق الإنسان اليوم الأحد، تقريرا عن الألعاب الإليكترونية، يتناول بالبحث والدراسة هذا الخطر الداهم الذى يهدد حق الأطفال في الحياة.
بداية يتناول التقرير ظاهرة الانتحار التي بدأت تعرف انتشارًا بين أوساط الأطفال والمراهقين بسبب الإدمان على الألعاب الإلكترونية، وقد تناول هذه المشكلة الخطيرة من خلال عدة محاور وهي:
ما هى هذه الألعاب ؟!
تعريف الألعاب الإلكترونية، وعرض نماذج لهذه الألعاب، توضيح أسباب تعلق الأطفال بها، وتوضيح خطرها على الأطفال، عرض بعض ضحايا هذه الألعاب من الأطفال والمراهقين في مصر، عرض الجهود الدولية والمصرية للحد من خطر هذه الألعاب على الأطفال والمراهقين، هذا قبل تقديم توصيات لحل الأزمة.
وشهدنا فى مصر، ودول أخرى من العالم، في الآونة الأخيرة انتشارًا مذهلًا للألعاب الإلكترونية العنيفة التي باتت تجتاح أغلب البيوت وتشكل خطرًا كبيرًا على الأطفال، حيث تسببت هذه الألعاب في وقوع العديد من الأطفال والمراهقين في فخ الانتحار تنفيذًا لأوامر اللعبة.
كثير من الأضرار
وأفادت البحوث والدراسات النفسية التي أجريت في هذا الإطار أن الألعاب الإلكترونية تحمل الكثير من الأضرار على الطفل، وخاصة على صحته الجسدية والنفسية والعقلية والسلوكية، وعلى محمل أنماط ثقافته بشكل عام، وذلك لما تفرزه الكثير من الألعاب الإلكترونية من معطيات سلبية ونتائج خطيرة، إذ أن نسبة كبيرة من الألعاب الإلكترونية تعتمد على التسلية والاستمتاع بقتل الآخرين وتدمير أملاكهم والاعتداء عليهم بدون وجه حق.
كما تعلم هذه الألعاب الأطفال والمراهقين أساليب ارتكاب الجريمة وفنونها وحيلها وتنمي في عقولهم قدرات التنمر والعدوان ونتيجتها الجريمة، وهذه القدرات مكتسبة من خلال الاعتياد على ممارسة تلك الألعاب.
وعلى الرغم من الفوائد التي تتضمنها بعض الألعاب الإلكترونية إلا أن سلبياتها في نظر البعض أكثر من إيجابياتها لأن معظم الألعاب المستخدمة من قبل الأطفال والمراهقين ذات مضامين سلبية تؤثر عليهم في جميع مراحل النمو لديهم.
الحلول والتوصيات
وقد انتهى التقرير بعدد من التوصيات تمثلت في الآتي:
1. التوعية والمراقبة من الأهل هي الحل الأمثل والأهم حاليا لمنع الأطفال والمراهقين من الدخول في عالم هذه الألعاب التي تسبب في الأذى للنفس أو للغير.
2. ينبغي على الوالدين أن يختارا الألعاب الإلكترونية المناسبة لأعمار أولادهم، وأن تكون خالية من أي محتوى يخل بأخلاقهم وصحتهم الجسمية والعاطفية والنفسية.
3. على الأهل أن يحيطوا أولادهم بالرعاية والاهتمام، ومنحهم المزيد من الوقت ليكونوا معهم، ومراقبة حالتهم النفسية، وأي متغيرات طارئة على حياتهم، وألا يستهينوا بأي تراجع لحالة أطفالهم النفسية، أو تغيرات في السلوك وطريقة التفكير.
4. ويجب على الوالدين أن يراجعوا أجهزتهم بشكل دائم ليراقبوا التطبيقات التي يقومون بتحميلهـا واستخدامها.
5. ينبغي على الوالدين أن لا يسمحا للطفل بممارسة الألعاب الإلكترونية إلا بعد الانتهاء من الواجبات المدرسية.
6. إشغال الأطفال بالأنشطة المدرسية، وغير المدرسية كالاشتراك في النوادي الرياضية أو الثقافية أو الفنية التي تغذي الجسم وتهذب الوجدان.
7. تبني وتضمين عناصر الجذب والإثارة والتشويق المتضمنة في الألعاب الإلكترونية شائعة الانتشار في إنتاج ألعاب الكرتونية تعليمية وتربوية تتوافق مع عادات وتقاليد المجتمعات الشرقية والعربية.
8. تحديد وقت يومي لممارسة الألعاب الإلكترونية والالتزام به.
9. ممارسة الأهل للألعاب الإلكترونية مع أولادهم تعد فرصة للرقابة على نوعية وصفات الألعاب، ما يساعدهم على منع أطفالهم عن ممارسة الألعاب المتصفة بالعنف.
10. ضرورة سن تشريعات وقوانين تمنع بث وتصميم هذا النوع من الألعاب الإلكترونية القائم على العنف وإزهاق الأرواح.
11. حظر الألعاب الخطيرة ووقف نشاطها، بخاصة الألعاب الإلكترونية التي برزت خطورتها على الناشئة والمجتمع، منها ألعاب تدفع بعض المدمنين إلى الانتحار.
الاحتواء.. والحوار
ومن جانبه أكد سعيد عبد الحافظ رئيس مؤسسه ملتقى الحوار على ضرورة احتواء الأبناء وتأسيس مناخ أسرى إيجابي، وتشجيع الأبناء على الحوار حول خبرات الحياة ووقائعها، لمساعدتهم على مواجهة الضغوط وضبط انفعالاتهم، وممارسة التفكير والتأمل والتدبر،
كما اشارت زينب صالح الباحثة بمؤسسه ملتقى الحوار أن الألعاب قد تكون أكثر ضررًا من أفلام العنف التلفزيونية لأنها تتصف بصفة التفاعلية بينها وبين الطفل وتتطلب منه أن يتقمص الشخصية العدوانية ليلعبها ويمارسها