أم تتسبب فى موت رضيعها مختنقا.. حادث يفجر الغضب فى إيطاليا
رسالة روما: إكرامى هاشم
حالة من السخط والغضب اجتاحت خلال الساعات القليلة الماضية، المجتمع الإيطالى، وذلك بسبب حادث إهمال وقع فى إحدى المستشفيات الحكومية فى روما، نتج عنه وفاة رضيع مختنقا، وفور الكشف عن الحادث، تفجرت موجة الغضب عبر وسائل التواصل الاجتماعى، مستدعية حوادث إهمال مثيلة، حدثت سابقا ونتج عنها ضحايا.
فتح أيضا الحادث حالة من الجدل بين رواد التواصل، حول الرعاية الصحية للولادات
وبدأت القصة عندما اكتشفت إحدي ممرضات مستشفي “بيرتيني” بروما، وجود جثة هامدة لرضيع مولود حديثا، بجانب أمه المستغرقة في النوم على سريرها فى المستشفى التى ولدت فيها الطفل الذى فارق الحياة.
ومع اكتشاف أن الطفل قد فارق الحياة، أصيب طاقم المستشفي و بعد التحقيقات الأولية تبين أن الأم كانت مرهقة و تشعر بالإعياء الشديد بينما طلب منها القيام بإرضاع المولود دون متابعة من أو ملاحظة من قبل طاقم التمريض الخاص بالمستشفي.
طالع المزيد:
– حصرى بالصور والفيديو | العثور على جثة سامان عباس فتاة الشرف
– صور | روما تشهد إنطلاق أول حركة كشفية من أبناء العرب
وأظهرت التحقبقات الأولية أن نعاس الأم (أم الطفل) أثناء قيامها بإرضاع مولودها الذي لم يتجاوز عمره ثلاثة أيام داخل إحدي مستشفيات روما، نتج إختناق الرضيع ومن ثم موته بسبب عدم قدرته علي التنفس الأمر الذي فتح جدلا حول الرعاية الصحية للوالادات الجدد داخل المستشفيات الإيطالية .
وفور وقوع الحادث و الإعلان عنه من قبل سلطات التحقيق في روما انفجرت موجه من الغضب و الإستياء لاسيما علي صفحات التواصل الإجتماعي، وتداخلت فى النشر أمهات أخريات أخبرن عن تجربتهن مع الولادة داخل المستشفيات الحكومية و أدلين بشهادتهن مؤكدات فى شهاداتهن نفس الشئ، وهو إحساسهن خلال تجربة الولادة بتلك المستشفيات، بعدم الإهتمام و الرعاية الكاملتين.
وقالت إحدي الأمهات أنها اضطرت للتبول علي نفسها بسبب عدم تقديم طاقم التمريض المساعدة لها حيث كانت لاتستطيع الحركة من سريرها.
وأخري نشرت ما حدث معها، فقالت إنها ولدت طفلها ولادة قيصرية ، وبعد أقل من أربع وعشرين ساعة أجبروها على الوقوف فجأة، وأغمي عليها من الألم.
وأضافت: “يقولون إنني أصبت بنوبة هلع لأنني كنت أبكي. أجبرت على الذهاب إلى الحمام بمفردي ، لا يمكنني غسل نفسي. في الثالثة صباحًا ، أذهب إلى الحضانة وأتوسل إلى النوم لمدة ساعتين. يقولون لي: “لا يمكن فعل ذلك ” ».
وثالثة كتبت علي صفحتها ما حدث أمامها مع سيدة كانت معها في نفس الغرفة وقالت: “كنت في غرفة مع فتاة خضعت لعملية قيصرية ولم تكن على ما يرام على الإطلاق. في الليلة الأولى سمحوا لوالدته بالدخول، وفى الثانية لم يسمحوا لها.
وفي أول طلب للمساعدة، أخبرتها الممرضة أنها ستضطر إلى النهوض والتغيير لطفلها، لأنه لن يكون هناك قابلات في المنزل لمساعدتها.
وأضافت المرأة: “شعرت بالإذلال الشديد تجاهها لدرجة أنني عرضت تغيير طفلها ومساعدتها في كل ما تحتاجه”
كما علقت أخري مخبرة عن قصتها مع الولادة داخل المستشفي قائلة: “بعد أربع وعشرين ساعة من الولادة ، اتصلت بالممرضة لأطلب منها الاحتفاظ بالطفل من أجلي، فأجابت: “عليك أن تبذلى جهدًا ، لا يمكنك المطالبة بهذه الأشياء”.
وأضافت: “لقد أحضروها إليّ عند منتصف الليل، ولدت ناقصة الوزن وعلى ترولى، فسألتهم أن يساعدوني في إرفاقها بالثدي، فوضعها على بطني وقال لي: “إنها أمور فطرية سيفعلها الطفل بنفسه”.
وعلي إحدي المجموعات المخصصة للأمهات علي موقع “فيسبوك” نشرت إحدي الأمهات معلقة علي حادث الطفل المختنق قائلة:
“كنت بمفردي في غرفة مع امرأة أنجبت للتو طفلاً يعاني من مشاكل خطيرة للغاية، سألت إذا كان بإمكاني ترك الطفل في الحضانة، حان الوقت لأغتسل، فجاء الجواب بهدوء: “لا سيدتي، ماذا ستفعلين لتغتسلي في المنزل؟ هل تدعو الجار؟!”
هذه الشهادات المخيفة ومئات غيرها وضعت المنظومة الصحية في إيطاليا في مأزق وتعاني من نقص شديد في الأطقم الطبية .
وفى سياق الحدث دخل النائب العام علي الخط، موجها تهمة القتل العمد ولكن دون تحديد المتهم حتي الآن.
وبحسب بحث “للأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال”، تعد مشاركة السرير أحد عوامل الخطر التي تؤدي إلى وفاة الرضع المفاجئة وغير المتوقعة (من عمر 0 إلى 12 شهرًا)”
وفي الصدد يوصي البحث ببيئة آمنة لنوم المولود الجديد من أجل تقليل المخاطر، وعلي وجه التحديد يوصي البحث بالآتى:
“الاستلقاء على ظهرك ، واستخدام سطح استرخاء صلب وغير مائل، ومشاركة الغرفة ولكن ليس السرير. لذلك يُنصح بشكل مثالي خلال الأشهر الستة الأولى، أن ينام الأطفال حديثي الولادة في غرفة والديهم، بالقرب من سريرهم، ولكن على سطح منفصل مناسب لعمر الطفل وحجمه”.
وفي نفس التقرير تعبّر الهيئة الأمريكية على أنها تحترم حاجة الوالدين أو اختيارهم لمشاركة السرير مع الطفل، ومع ذلك، بناءً على البيانات المتاحة، لا توصي بهذه الممارسة تحت أي ظرف من الظروف، كما في الحالة التي حدثت في روما ، يمكن أن تحدث مشاركة السرير بشكل لا إرادي إذا نام الوالدان أثناء إطعام الطفل، أو في لحظات التعب الخاص، لذلك من الضروري أن يكون الآباء يقظين بشكل خاص لتجنب النوم.
وفي هذا الصدد، من الضروري إعادة التأكيد على أهمية شبكة الدعم حول أولئك الذين يعتنون بمولود جديد، لأنه في مثل هذه المرحلة الدقيقة، يمكن أن يحدث التعب في أي وقت، ويؤثر على الحالة.