عبد الغني يسرد ملامح التاريخ الوطنى للشرطة المصرية
كتبت: شيماء وائل
تحتفل اليوم 25 يناير 2023، الشرطة المصرية بعيدها الـ 71 هذا العيد الذى يأتى تخليداً للموقعة التى وقعت فى الإسماعيلية، فى مثل هذا اليوم، والشهر، (25 يناير) من عام 1952، والتي واجه فيه عدد من رجال الشرطة البواسل، قوة غاشمة من الاحتلال البريطانى، وضحى الرجال البواسل من الشرطة المصرية، بأرواحهم رافضين تسليم أنفسهم، أو إخلاء مبنى قسم الإسماعلية، والمحافظة (المديرية) لقوات الاحتلال الإنجليزي.
وفى هذه المناسبة الاحتفالية، قال الكاتب الصحفي عاطف عبد الغني إن تضحيات الشرطة المصرية لم تبدأ في عام 1952 فقط ولا بدأت مع معركة الإسماعيلية الشهيرة، مشيراً إلى وجوب معرفة الأجيال الحالية سجل هذه التضحيات، وهناك تقصير من الاعلام والدراما في هذا الأمر.
وأضاف عبد الغنى فى حواره لبرنامج “ملفات” الذي يقدمه الإعلامي إيهاب اللاوندي، المذاع على التليفزيون المصرى، أن الشرطة المصرية منذ بداية الاحتلال البريطاني لمصر كانت دائما في صف الشعب المصري وتتلاحم مع المدنيين وتساعد الفدائيين في مواجهة العدو الموجود بالداخل.
وتابع “هناك تاريخ وحوادث معروفه في كتب التاريخ وصولا إلى معركة الإسماعيلية الشهيرة أو معركة الشرف والكرامة التي دافع فيها عدد من جنود وضباط الشرطة البسطاء، موضحاً أمرين في هذا الحدث:
أولهما هو الصمود والتحدي والإحساس بالكرامة، وبسالة الدفاع عن الرمز من قبل القوات المصرية، وهو الأمر الذي أجبر القائد الإنجليزى فوكسهام الذي كان يرأس القوات البريطانية التى هاجمت القسم أن يأمر قواتهأن تؤدى تحية شرف وإجلال للجنود المصريين، الذين رفضوا الاستسلام، حتى استشهد 58 من صفوفهم وجرح 80 ونفذت ذخيرة من تبقى على قيد الحياة ولم يستطيعوا الاستمرار فى القتال.
الأمر الثاني أننى عثرت في الوثائق البريطانية على بعض شهادات الجنود الذين شاركوا فى المعركة وكانوا على قيد الحياة يحتلون القناة، وعادوا إلى بلادهم، وقدموا شهادتهم عن المعركة في برلمان بلادهم “مجلس العموم البريطاني” وأظهروا فى شهاداتهم استعلاءا كبيرا على المصريين، فقد كان الاحتلال يؤمن أن الرجل الأبيض الأوروبى، وصى على بلاد الشرق، وجاءوا إلى بلادنا لينشروا الحضارة (حسب إدعاءاتهم) وهم يتصفون بالعنصرية وبالتوحش.
أهمية الاحتفال
قال عبد الغني أن الإنسان يتميز بأنه كائن لديه تاريخ، والأمة التي تفتقد التاريخ لا يكون لها حاضر ولا مستقبل.
وحدّث الكاتب الصحفى الأجيال الحالية بتذكيرهم أن أبائهم وأجدادهم خاضوا هذه المعارك بشرف وتضحية، مؤكدا أن الأجيال تسلّم بعضها والأجيال الماضية دفعت الثمن من دمائها وحياتها والأجيال الحالية أيضاً ليست أقل انتماءا لهذا الوطن ممن سبقوهم.
وأشار إلى ضرورة تغذيتهم ثقافيا، وتنمية عقولهم لمواجهة هجمة العولمة التي تعمل على خلع الإنسان من جذوره وتهدم بنيان الدولة الوطنية وهذا ما يسمى بـ “حروب الجيل الرابع” أو الغزو الفكري القادم من الخارج.
وأوضح عبد الغنى أن المتطرفين المتواجدون بالدول العربية يوجهون سلاحهم لقلب الوطن ولديهم أيديولوجية غريبة ويدَّعون أنها أيديولوجية إسلامية وهي بعيدة كل البعد عن الإسلام نظراً لأن ديننا الإسلامي هو دين الأمن والسماحة والطمأنينة.
وأكد الكاتب الصحفي أن هذا الإرهاب بدأ يتغلغل منذ عام 2004 حيث حدث العديد في رفح وسيناء ودهب وفندق هيلتون، لافتاً إلى أن سيناء كانت مستهدفة بشكل أساسي لأفكار ومشاريع استعمارية، واستمرار الإخوان في الحكم كان سيساعدهم في تنفيذ تلك الخطط، ثم بدأت عمليات الإرهاب بشكل أوسع بعد عام 2011، حيث لم يستهدف الإرهاب فئة معينة فكانت هناك ضربات عشوائية وسقط فيها الكثير من المدنيين.
العلاقة بين رجل الشرطة والمواطن
وتعقيبا على العلاقة بين رجل الشرطة والمواطن، أعطى عبد الغني مثالاً قال فيه: أنه في وقت من الأوقات كان التعامل مع سيناء تعامل أمني ثم تحول الأمر ليتم التقرب من المواطنين لمعرفة احتياجاتهم، وأضاف أن سيناء تم التعامل معها من خلال ثلاث محاور أمني، تنموي، فكري.
وأكد أنه قبل 2011 كانت هناك مبالغات مقصودة، فى غير محلها، لإفساد العلاقة بين الشعب وجهاز الشرطة وبدأت العلاقة تتغير بعد 2011.
احترافية رجال الشرطة
وأشاد عبد الغني بالجهود المبذولة، وظهور العديد من الآليات الجديدة ووسائل العلم الحديثة من أجل تأهيل رجل الشرطة لتأدية مهامه ليس فقط تأهيلا بدني، حيث أصبحت كل الوسائل متاحة، مشيراً إلى دور الشرطة في حماية الموانئ والمطارات؛ لوجود العديد ممن لديهم مصالح ومخططات لعمل ثروات من الحرام، ومخالفة القانون، فمن هنا تعمل الشرطة على حماية حدود مصر.
مبادرة كلنا واحد
واختتم عبد الغني مؤكداً أن وزارة الداخلية، جزء من الحكومة المصرية التى لا تملك تحديد تسعيرة جبرية ولكن هناك جهود أمنية لمواجهة جشع التجار بجانب وضع آليات لضبط الأسواق والمستهلكين حيث توفر وزارة الداخلية مبادرات مثل كلنا واحد بالإضافة إلى المعارض لتوفير السلع بأسعار مناسبة لضبط الأسواق.