ماذا وراء توقف إذاعة «بي بي سي» العربية

كتبت: شيماء وائل

توقف صوت إذاعة “بي بي سي نيوز” العربية، التابعة لـ “هيئة الإذاعة البريطانية” منذ ساعات بعد 85 عاما منذ انطلاقها، وبدلا عنها، تم إطلاق صفحة إلكترونية تحمل عنوان: “هنا لندن”، تبث من خلال الموقع الإلكتروني.

وبررت إدارة “هيئة الإذاعة البريطانية” هذا التوقف بأنه جاء مواكبا للتطور التكنولوجي، ومن هنا جاء لتحوا، لكن نفس الإدارة لم تستطع أن تنكر العوامل الاقتصادية فى قرار الإغلاق، واعترفت فى تقرير لها، جاء فى برنامج “نقطة حوار” أن “هناك العديد من التحديات والضغوط التي واجهتها (الإذاعة) أبرزها الوضع الاقتصادي والتمويل”.

سمير فرح
سمير فرح

وفى ذات التقرير أوضح سمير فرح رئيس القسم العربي بإذاعة “بي بي سي نيوز” ، أن الإذاعة مؤسسة غير ربحية ولا تسمح بإعلانات بشكل عام على منصاتها وهذا يؤمن الاستقلالية من أي ضغوط تجارية ويضمن لمستمعي الإذاعة الحيادية والاستقلال.

وواصل رئيس القسم العربي بالإذاعة، يوضح عن الأسباب الجوهرية لإغلاق الإذاعة، قائلا إنهما سببين أولهما هو استراتيجية رقمية للمستقبل؛ لأن الاتجاه المستقبلي رقمي ومستخدمي بي بي سي هم من اتخذوا هذا القرار؛ لذلك سيتم التركيز على مستقبل رقمي لأن هذا هو المكان الذي يتواجد فيه عدد متزايد من مستخدمي “بي بي سي”.

طالع المزيد:

صور الأسبوع| 10 صور من أفريقيا رشحتها لك «بى بى سى»

منال هيكل رئيس «صوت العرب»: تم بث رسائل مشفرة عن طريق الإذاعة فى ظروف معينة 

والسبب الثاني الذى كشف عنه “فرح” هو وجود العديد من الضغوط المادية على “بي بي سي” والكثير من المؤسسات الأخرى، مضيفا: “لذلك يجب عليها أن تسير في طريق التغيير؛ لكي تواكب العصر”.

وأكد فرح أن لا دخل للعوامل السياسية في هذا الشأن، وقد يكون هناك بعض الاهتمام حاليا بالأمر الروسي الأوكراني ولكن لا يعني هذا أن الأمر يتعلق باهتمام حكومي بريطاني متزايد بروسيا أو أوكرانيا.

وأضاف أن “الوسيلة في إذاعة “بي بي سي” قد تتغير ولكن المنتج ما زال موجود وهو الثقة والصحافة الحرة والاستقلالية والحياد”، مؤكداً أن “الأرشيف كنز لا نستطيع التفريط فيه وسيكون متوفراً بشكل أو بآخر على موقعنا على الإنترنت”.

وفى الإجابة على سؤال: “هل هناك تضييق على إذاعة “بي بي سي” في الدول العربية لذلك اضطرت إلى اتخاذ هذا القرار؟”، قال فرح إنه بسبب الصحافة، ونوع الصحافة الذي تقدمه الإذاعة فهناك وجود بعض الخلافات التي تحدث وليس هناك تضييق معين على “بي بي سي” في أماكن معينة ولكن هناك بعض الضغوط، مشيراً إلى أنه لا علاقة لتلك الضغوط بقرار وقف البث الإذاعي مؤكدا استمرار “بي بي سي” بقناتها التليفزيونية والرقمية.

وعن عدم استمرار الإذاعة بجانب العنصر الرقمي مثل المؤسسات الأخرى، أشار فرح إلى أن حال المؤسسات الأخرى إما أنها أوقفت بثها الإذاعي أو أنها بصدد دراسة ذلك بشكل جدي ، موضحاً أنه لو كان بالإمكان قيامها بكل النشاطات في كل المجالات ولكن في هذا العصر عليهم الاختيار؛ لوجود القرارات الصعبة التي يجب أن تتخذها أي مؤسسة.

وذكر رئيس القسم العربي أن القرار الصعب هنا هو ليس في ما نحب أن نقدمه والوسائل التي نقدمه بها، وإنما في ما لا يمكننا أن نواصل تقديمه.

وعن شكل المستقبل، قال فرح إن القناة التلفزيونية مستمرة على مدار 24 ساعة وهي التي تجذب الغالبية الساحقة من مستخدمي “بي بي سي” حيث يستخدمها حوالي 30 مليون كل اسبوع فبالتالي سيستمر رقميا برامج إخبارية ستكون يومية وكل البرامج وكل المنتج سيكون متوفر على صفحتنا على الانترنت “هنا لندن” وبطريقة اختيارية حيث يمكن الاستماع إليها في أي وقت.

وأخيرا بشأن إسهام الضغوط الاقتصادية والمادية فى كثير من الضغط لإغلاق منصات أخرى كالتليفزيون، اختتم فرح أنه لا يمكن لأحد في العالم الذي نعيشه حاليا أن يضمن المستقبل، مؤكداً أن مانعرفه اليوم هو أن القناة التليفزيونية باقية بالإضافة إلى بقاء المنصات الرقمية وكذلك الاستثمار فيها بشكل متزايد أما فيما يخص ما يحدث بعد سنوات فهذا في علم الغيب.

زر الذهاب إلى الأعلى