فى مثل هذا اليوم 30 يناير تولى هتلر الحكم فى ألمانيا.. مختصر سيرة الفهرور

سردية يكتبها: عاطف عبد الغنى
فى مثل هذا اليوم 30 يناير 1933 أدى الزعيم الألمانى أدولف هتلر، اليمين كمستشار لألمانيا، وبوصوله للحكم،
وصل أيضا حزب الاشتراكية الوطنية (بالألمانية: Nationalsozialismus) الحزب النازي إلى حكم ألمانيا بقيادة هتلر، ومنذ هذا التاريخ شرع زعيم الحزب النازى ورجاله باستعمال القوة لتحقيق أيديولوجيته، وأفكاره.

ومسمى “النازية” هو وصف لحركة الأفكار والممارسات المرتبطة بالحزب النازي، أو الحزب القومي الاشتراكي العمالي الألماني، كما أسلفنا، والجماعات اليمينية التى آمنت بأفكار وأهداف الحزب، وهتلر نفسه، وأبرزها الوطنية الشوفينية، ومعاداة الشيوعية والديمقراطية.

ولد هتلر في النمسا – المجر، ونشأ بالقرب من لينز، عاش في فيينا في وقت لاحق في العقد الأول من القرن العشرين وانتقل إلى ألمانيا في عام 1913.

أما الحزب النازي فقد تأسس في ألمانيا بعد الحرب العالمية الأولى، وسوف يتمكّن فيما بعد من خلال زعيمه التاريخى أدولف هتلر من الهيمنة الشمولية على السلطة في ألمانيا عام 1933، وإنشاء ما يسمي بدولة الزعيم والمملكة الثالثة.
وكشف الزعيم هتلر، فى مذكراته التى كتبها، وضمنها كتابه الشهير “كفاحى” عن أسباب إيمانه العميق بالقومية الألمانية، وأرجعها إلى سنوات تكوينه الفكرى الأولى التي قرأ فيها كتاب فى مكتبة أبيه عن الحرب الفرنسية البروسية وجعل بعدها الفتى هتلر يسأل نفسه بأسى حول الأسباب التي جعلت والده وغيره من الألمان ذوي الأصول النمساوية يفشلون في الدفاع عن ألمانيا أثناء الحرب.

وفى شبابه انضم إلى الجيش الألمانى ، وشارك فى الحرب العالمية الأولى، وتم تكريمه أثناء خدمته، ومن الوقائع المؤثرة بشكل كبير فى تكوينه النفسى والعقل، هى ما حدث لهتلى أثناء الحرب، ففى 15 أكتوبر 1918، دخل الجندى هتلر إحدى المستشفيات الميدانية على إثر إصابته بعمى مؤقت عقب تعرضه لهجوم بغاز الخردل، ويشير عالما النفس الإنجليزيين ديفيد لويس و بيرنارد هورسمتان إلى أن إصابة هتلر بالعمى قد تكون نتيجةً اضطراب تحولي ” هيستريا ” وعقّب هتلر على الواقعة فقال إنه أثناء هذه التجربة أصبح مقتنعًا أن سبب وجوده في الحياة هو “إنقاذ ألمانيا”.

وخرج هتلر من الجيش، وعمل بالسياسة، وفي عام 1919، انضم إلى حزب العمال الألماني (DAP) ، ثم حزب الاشتراكية الوطنية “النازي” ، وعُيِّن زعيماً للحزب في عام 1921.

شكّل الحزب النازى ميليشيا مسلحة، ومن خلال هذا الذراع العسكرى للحزب النازي، جرت محاولة الانقلاب والاستيلاء على السلطة بالقوة فى عام 1923، ولكن المحاولة باءت بالفشل وانتهت بسجن أدولف هتلر قائد الحزب آنذاك، لمدة خمس سنوات، وفي السجن أملى الجزء الأول من سيرته الذاتية وبيانه السياسي Mein Kampf “كفاحي”.

وبعد خروجه من السجن استطاع هتلر أن يقنع أعضاء الحكومة أنه لن يلجأ ثانية لاستخدام القوة، وسوف يسعى للسلطة من خلال السياسة، وقنواتها اشرعية، فتم فك الحظر المفروض عليه، وعاد للسياسة، والعمل الحزبى.

كان العامل الرئيسي في ازدياد شعبية هتلر بين الناس هو قدرته على استدعاء روح العزة الوطنية التي عرضتها معاهدة فيرساي للمهانة والتي فرضها الحلفاء الغربيون على الأمبراطورية الألمانية المهزومة. وخسرت ألمانيا جزءًا ذا أهمية اقتصادية من أراضيها في أوروبا إلى جانب مستعمراتها.
وبحلول نوفمبر 1932، احتل الحزب النازي أكبر عدد من المقاعد في البرلمان الألمانى “الرايخستاج”، لكن لم يكن لديه أغلبية، ونتيجة لذلك، لم يتمكن أي حزب من تشكيل ائتلاف برلماني أغلبية لدعم مرشحه لمنصب المستشار، فتدّخل عدد من القادة والمحافظون وأقنعوا الرئيس الألمانى فى هذا التاريخ، “بول فون هيندنبورج” بتعيين هتلر مستشارًا (رئيس للحكومة) في 30 يناير 1933.

وبعد فترة وجيزة، أصدر الرايخستاج قانون التمكين لعام 1933 الذي بدأ عملية تحويل جمهورية فايمار إلى ألمانيا النازية.

وصعد هتلر إلى السلطة كقائد للحزب النازي، وأصبح مستشارا، وفي عام 1934 حاز لقب فهرور Führer”” والتى تعني بالألمانية: الزعيم.

واكتسب هتلر دعمًا شعبيًا من خلال مهاجمته معاهدة فرساي والترويج لعموم الجرمانية ومعاداة السامية ومعاداة الشيوعية من خلال الخطابة الكاريزمية والدعاية النازية، وكان دائم الهجوم على الرأسمالية الدولية والشيوعية كجزء من مؤامرة يهودية على العالم.

وفرض هتلر من خلال الحزب النازى، ديكتاتورية، قائمة على أيديولوجية شمولية استبدادية. سعى هتلر إلى إنشاء نظام جديد لمواجهة ما اعتبره ظلم النظام الدولي بعد الحرب العالمية الأولى الذي هيمنت عليه بريطانيا وفرنسا.
نتج عن السنوات الست الأولى التي قضاها في السلطة انتعاشًا اقتصاديًا سريعًا من الكساد الكبير ، وإلغاء القيود المفروضة على ألمانيا بعد الحرب العالمية الأولى ، وضم الأراضي التي يسكنها ملايين الألمان العرقيين ، مما منحه دعمًا شعبيًا كبيرًا.

كما سعى إلى توسيع المجال الحيوي للشعب الألماني في أوروبا الشرقية، وتعتبر سياسته الخارجية العدوانية السبب الرئيسي للحرب العالمية الثانية في أوروبا.
ووجه الزعيم النازى بإعادة تسليح على نطاق واسع بدأ في أوروبا بغزو بولندا في 1 سبتمبر 1939. وكان منخرطًا بشكل وثيق في الجيش العمليات خلال الحرب وكانت محورية في ارتكاب المحرقة والإبادة الجماعية لحوالي ستة ملايين يهودي وملايين الضحايا الآخرين.

في يونيو 1941، أمر هتلر بغزو الاتحاد السوفيتي، وبحلول نهاية عام 1941 ، كانت القوات الألمانية وقوى المحور الأوروبي معظم أوروبا وشمال إفريقيا. تم عكس هذه المكاسب تدريجياً بعد عام 1941.
أواخر عام 1942، أصيبت القوات الألمانية بالهزيمة، في معركة العلمين الثانية، وهى الهزيمة التى وضعت حدًا لمحاولة هتلر الاستيلاء على قناة السويس والشرق الأوسط.

وفي فبراير من عام 1943، انتهت معركة ستالينجراد الهائلة بتدمير الجيش السادس الألماني، وبعد ذلك، وقعت معركة كورسك الهائلة، وصارت قرارات هتلر العسكرية غريبة الأطوار بشكل متزايد، وأخذ الوضع العسكري والاقتصادي لألمانيا في التدهور.

ومع التدهور الكبير للجيوش الألمانية على عدة جبهات تدهورت حالة هتلر الصحية، وتم تشخيص أمراضه، مرة بأنه عانى من مرض الشلل الرعاش، ومرة بأن مرض الزهري كان السبب في الأعراض المرضية التي ظهرت على هتلر.
وخلال عام 1945 وبعد معارك مريرة كانت قد تأكدت هزيمة جيوش الحلفاء، وعلى رأسها الجيش الألماني، وعلى الرغم من الهزيمة، ووقوف العدو على الأبواب، فقد قرر هتلر وعشيقته إيفا براون الزواج، وكان ذلك في 29 أبريل 1945، وتم الزواج فى كهف “مخبأ” الزعيم في العاصمة الألمانية برلين، وبعد أقل من يومين، انتحر الزوجان لتجنب أسر الجيش الأحمر السوفيتي، واحترقت جثثيهما.

تحت قيادة هتلر والأيديولوجية ذات الدوافع العنصرية ، كان النظام النازي بقيادة هتلر مسؤولاً عن مقتل ما يقدر بـ 19.3 مليون مدني وأسير حرب، بالإضافة قتل 28.7 مليون جندي ومدني نتيجة الأعمال العسكرية في المسرح الأوروبي، هذا غير الضحايا المدنيين الذين قتلوا خلال الحرب، وهو عدد غير مسبوق في الحروب، وشكلت الخسائر البشرية أكثر الصراعات دموية في التاريخ.

وفى تلخيص لسيرة هتلر فى الأدبيات الغربية، فقد وصف المؤرخ وكاتب السيرة الذاتية البارز إيان كيرشو، أدولف هتلر بأنه “تجسيد للشر السياسي الحديث” ، وأنه “لم يسبق في التاريخ أن ارتبط هذا الخراب – الجسدي والمعنوي – باسم رجل واحد”.

وذهب هتلر لكن ما زالت أفكاره “النازية” تشكّل عقائد ثابتة لدى بعض الأحزاب والمجموعات اليمينية، والأفراد، ممن يطلق عليهم : “النازيون الجدد” ، يعتنقون النازية الجديدة: “Neonazismus” أو الأفكار القومية الجديدة، التى تؤرق سلام ألمانيا، وأوروبا، بل وسلام العالم.

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى