محمد فؤاد يكتب: كيف تتخذ قرارًا صائبًا ؟
من خلال خبراتي المتواضعة التي اكتسبتها خلال ٤٠ عام مضت مرورا بالحياة، استطيع تعريف اتخاذ القرار في أبسط تعريفات له؛ إنه عملية الاختيار الناجح .
أمّا تعريفه اصطلاحا في مجال الأعمال، فهو المقدرة على الاختيار بين حلّين أو أكثر من مجموعة الحلول لمشكلة معيّنة.
إن اتخاذ القرار يعتمد على عدة عوامل شديدة الأهمية، هي ما تجعل القرار إما صائبًا أو خاطئا، ويتضح ذلك من خلال أثره على صاحب القرار ومن حوله فيما بعد، ومن أهم تلك العوامل مدى ما اكتسبه المرء من خبرات والاستفادة منها، وكذلك المنطق، بدراسة ما إذا كان القرار سيؤدي إلى التقدم والنجاح بالأرقام والأدلة والحقائق والبراهين،،
إن الثقة بالنفس”، من أهم عوامل اتخاذ القرار، فهي الخطوة التي من خلالها يمر القرار من كونه مجرد كلمات على ورق إلى حقيقة، وكذلك “الاستشعار ”، فلابد ألا يغفل أحد عن الإحساس بما يشعر به الانسان من نجاح أو فشل تجاه مشروعه .
وهنا أمر هام قد شغلني كثيرا؛ أيهما أهم في اتخاذ قرار صائب وبالإمكان الاعتماد عليه، الحس او الاستشعار أم المنطق، فوجدتُ أن الإنسان إذا اعتمد على المنطق فقط بحقائقه المطلقة دون الرجوع إلى ما بداخله من أحاسيس، فهو يهمل المشاعر الشخصية؛ ربما يتخذ القرار الخاطئ، وأيضا إذا اعتمد على حدسه فقط وطرح المنطق جانبا، فربما يكون القرار خاطئا أيضا، فالأحاسيس وحدها مجرد خيال مستقبلي فلا يصح الاعتماد عليها وحدها، إذن توصلتُ في النهاية إلى أن القرار الصائب يكون نتاج المزج بين المنطق والاحساس ..
ولكي يكون القرار صحيحا مناسبا هناك خطوات لاتخاذ القرار
١- تحديد المشكلة أو القضية أو الفرصة المتاحة
،٢- وضع قائمة بجميع الحلول الممكنة
٣- تقييم تكاليف وإيجابيات وسلبيات كلّ خيار من الخيارات المطروحة،
٤- يتم اختيار حلّ واحد أو إجابة مناسبة من بين الحلول المقترحة،،
٥- بمرور الوقت، لابد من وجود خطوة في غاية الأهمية؛ وهي مراجعة ردود الأفعال تجاه ذلك القرار، من الناحية العملية ومدى تأثيره على من يهمهم الأمر، والقيام بتقييم أثر القرار المتخذ، وإجراء أي تعديلات أو تغييرات ضرورية..
كثير من الناس يعتقدون اتخاذ القرار عملية فطرية، ولكنها بحق عملية مكتسبة من خلال مرور الشخص بالكثير من الخبرات التي تكسبه كثير من المهارات، فلا تحزن إذا وجدت نفسك لا تجيد اتخاذ القرار الصائب، فبالتدريب والتمرين كثير ..
عليك أن تساعد نفسك وتتدرب وتنمي مهاراتك، وتبدأ في خطوات معينة للنجاح في اتخاذ القرار الصائب، ومنها أن تبدأ بجمع معلومات كافية عن الموضوع قبل أن تقوم بالتفكير في اتخاذ قرار بشأنه، عليك فهم كلّ العوامل والجوانب المتعلّقة بهذه القضية أو المشكلة، ويجب أن تكون على دراية بكامل جوانب القضية موضع العمل، وأيضا عليك باستشارة أهل الرأي والخبرة بالتشاور مع العديد من الأطراف،،
عليك بالبعد عن التسرع وتغليب العاطفة الخاصة بالميل لأي طرف، وتأكد جيدا أنك قد أخذت وقتا كافيا لاتخاذ ذلك القرار، وتروى وخذ حذرك في القرارات المصيرية، لكي لا تندم حاضرا ومستقبلا..
ومن أهم عوامل نجاح القرار الذي يتخذه الفرد؛ ألا ينظر لتأثير الموقف على المدى القصير فقط، من ربح مادي ومعنوي، ولكن أيضا عليه بالنظر إلى المستوى البعيد ومدى تحقيق ذلك القرار على المدى البعيد الطويل، لكي لا يتم إهدار الكثير من الوقت والجهد والمال،،
وأخيرا، إذا أردت أن تنجح في اتخاذ القرار المناسب، عليك بمقارنة السلبيات والإيجابيات بكتابتهم بالورقة والقلم، ثم عقد مقارنة بين كليهما، وقم بتوجيه مجموعة من الأسئلة لنفسك: هل حقق ذلك القرار دخلا مناسبا لي؟..هل ساعدني على امتلاك ما يكفي من الوقت للمتعة؟..هل حقق لي مزيدا من التعرف على شخصيات وتوسيع نطاق العمل؟..هل كان له تأثيرا بالسلب أو الإيجاب على الجودة والإنتاج؟..ما مدى تحقيقه الراحة أو التعب والإرهاق؟..هل كام هذا القرار فرصة للتطور والنمو؟..
وبعد الإجابة عن كل تلك الأسئلة، حينها ستعلم إذا كان قرارك صائبا أم لا.. عليك أن تضع أمامك دائما أنه ليس هناك فشل دائم، فإذا فشلت مرة ستنجح العديد من المرات..
ملخص اتخاذ القرار الصائب
# قرار صائب فى وقت مناسب يعطى نتيجة إيجابية.
# قرار صائب فى وقت غير مناسب يعطى نتائج سلبية.
# قرار غير صائب فى وقت مناسب يعطى نتائج سلبية
# قرار غير صائب فى وقت غير مناسب هذا نتائجة غاية بالفظاعة، وليست سلبية فقط.
…………………………………………………………………………………………………………….
كاتب المقال: مهندس مدير عام تنفيذى بإحدى شركات وزارة البترول المصرية محاضر معتمد، من مركز الدراسات الاستراتيجية جامعة عين شمس وخبير الطاقة.