د. ناجح إبراهيم يكتب: سلام على الشهداء
• الزلازل والمصائب الكبرى مثل الكورونا وغيرها لا علاقة لها بالطاعة والمعصية في الغالب, إنما هي ابتلاء عام للناس لحكمة أرادها الله سبحانه وقد تأتي لأكثر الناس والبلاد صلاحاً وطاعة, وقد لا تقترب من الكفار والعصاة لحكمة أيضاً يريدها الله.
• وقد أصاب الطاعون الشام في عهد عمر بن الخطاب ومات منه كثير من الصحابة, علي رأسهم أمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح.
• وزلزال تركيا مثلاً خلف قرابة 14 ألف قتيلاً كلهم شهداء, وزلزال سوريا خلف قرابة 5 آلاف قتيل كلهم شهداء, فهذا اصطفاء واختيار للشهادة.
• وقد بشر رسول الله “صلي الله عليه وسلم” مثل هذه الشريحة بقوله “صاحب الهدم شهيد” وكأنه يهدهد علي نفوس أسرهم وأهليهم إنه رفع للدرجات, ومحو للذنوب, إنه الاختيار للشهادة يأتيه وهو نائم دون نية ولا طلب ولا سعي.
• سلام علي الشهداء ودعوات بالشفاء للمصابين وتحية للصابرين, وتحية لرجال الإنقاذ في كل مكان الذين يضحون بأنفسهم دون انتظار مقابل.
• من المواقف الإنسانية الرائعة التي حدثت في زلزال سوريا تلك الطفلة السورية التي صورتها الكاميرات العالمية تحت الأنقاض وهي تحاول إزاحة الأنقاض عن شقيقها الصغير وتحمي رأسه من الحجارة, مقطع مصور من 20 ثانية هزت وأدمت قلوب العالم العربي, مازحها المسعف قبل إخراجها ليشغلها عن محنتها, فسألها عن مهاراتها في الألعاب فقالت في براءة جميلة: “طلعنا يا عمو وأنا بشتغل خدامة عندك”.
• الآن هذه الطفلة في المستشفي مع شقيقها الأصغر الذي كانت تحميه, كلاهما مصاب بكسور في القفص الصدري وبعض العظام ونزيف داخلي.
• أما والديهما فقد لقيا حتفهما, إنها تحمي شقيقها بروحها وتفديه بنفسها وتحول دون سقوط الأنقاض فوق رأسه, إنها تقوم بدور الأم مبكراً بعد وفاة الأب والأم, سلام علي الشهداء, والشفاء العاجل لها ولشقيقها, تحية للمسعفين ورجال الحماية المدنية في كل مكان.