قل شكوتك: « آباء اليوم وبئر يوسف »
المحررة: أسماء خليل
“..آباء اليوم وبئر يوسف”..ذلك البئر الذي لا يمتلئ مهما ألقيت فيه من هموم الحياة، ذلك البئر الذي إذا اجتمع حول فوَّهته عشرات المارين يملاؤونه بالماء العذب، ليشرب العالم، فشخصٌ واحدٌ فقط قادرٌ على تعكيره”.
إنها سطور مختصرة من حياة المُعذبة“ و.ك” والتي روتها عبر البريد الإلكتروني، فاستطاعت أن تحكي من خلالنا، ما لم تستطع البوح به أمام الجميع؛ لذلك سنحاول إرشادها بما يتراءى لنا من حلول علها تستطيع السير آمنة وسط دروب الحياة..
“و.ك”
لم أجد مفرا من البوح بما يجتاح مشاعري من ألم أثَّر على كل جوانب حياتي، فأنا المعذبة التي أرهقها الأنين من أقرب الناس إلى قلب الإنسان،،
أنا أخصائية علاج طبيعي، زوجة ثلاثينية العمر ولدي ابنان وزوجي طبيب أسنان..حياتي على مستوى أسرتي الصغير مستقرة، وفي أفضل حال وأحمد الله سبحانه وتعالى ،،
قد تتعجبين وتتساءلين سيدتي عمَّا أهمني!..إن مشاكلي الحقيقية ماتزال مع أسرتي الأم حيث والديَّ وأخوتي، فأنا ابنة لأب كان يحلم بإنجاب الذكور، فمنحه الله تعالى أربعة بنات، وبعد طول انتظار رزقه بالولد..
قد تبدو حكايتي للوهلة الأولى تقليدية متشابهة مع كثير من القصص الحياتية، ولكنها ليست كذلك، إنه طريق مفعم بالغرائب..
كانت البداية منذ طفولتنا ومجيئنا بالحياة في أحد مدن محافظات الوجه البحري، لأب يعمل رجل أعمال وأم ربة منزل، أحسنت تربيتنا وتحملت تنمر أبي عليها لعدم إنجابها للولد لسنوات طويلة،،
حتى جاء أخونا الذي يصغرنا بسنوات كثيرة، فأقل فارق بينه وبين بين أختنا الصغرى اثنى عشر عاما، أما أنا وأخوتي البنات فالفروق العمرية بيننا تقارب العامين بين كل واحدة والأخرى..
كان التفوق ملازما لي أنا وأخواتي البنات، فمنا المهندسة والطبيبة والمحاسبة، ولكن كان أخونا شديد التدلل ولم يستطع الحصول إلا على شهادة متوسطة، والعمل مع أبي، إلى هذا الحد ولابأس،،
إلى أنا بدأت شخصية أخي تظهر على حقيقتها بعدما تجاوز العشرين من عمره وتزوج، بالطبع كنا جميعا متزوجات، منا من كان في نفس الحي والأخريات بالأحياء المجاورة لبيت أبي..
كانت الأجواء العائلية مشحونة، ففي أي مجلس كان أبي ينصر أخي علينا، بعد مشادات كلامية ينهرنا فيها جميعا أنا وأخواتي رغم أنه الأصغر، ويحدث ذلك في يوم التجمع الأسري آخر الأسبوع، وإذا ردت أحدنا عليه نجد أبانا قد غضب وثار، فما برح الشاب نفسه يرفع صوته على أبينا وهو سعيد به،،
اتفقنا أنا وأخواتي بألا نتجمع في يوم واحد حتى لا نتقابل معه، رغم أن ذلك يحمل من الصعاب والمشاق علينا جميعا؛ لأنه ليس يوم العطلة الرسمية، ولكنه أيضا لم يكف عن إيذائنا نحن وأولادنا وأزواجنا،،
طلب من أختي بأحد المرات أن تأتي لمساعدة زوجته فقد كان لديه ضيوف، فحاولت أختي أن تأخذ ذلك اليوم عطلة من العمل فلم تستطع، ذهب إليها ليلا وأهانها أمام زوجها وحدثت مشادة كلامية بينهما كانت ستتطور أكثر من ذلك،،
وفي أحد المرات طلب من أحد أخواتي بعض المال على سبيل الاقتراض، وهو حينما يقترض لا يرجع ما اقترضه يعتقد أنه حق مكتسب؛ لأنه قد يرى أبي بعطينا بعض المال، وحينما جمعت له أختي نصف المبلغ أخذه، ولكنه تشاجر معها وقذفها بالشتائم مما جعل ابنها الأكبر يتشاجر معه ووصل الأمر للكمات مما أثر على نفسية أختي وأسرتها بالسلب،،
حاولتُ أنا خصامه تماما وقاطعته، فقابلني برد فعل لم يصل خيالي إليه، قام بالتهكم علي بكل وسائل التواصل وقذفي بالشتائم ولم يذكر اسمي حتى لا أشكوه، ولكن الجميع يفهم الأمر، وقام بحملة تشهير لزوجي ما ضره في عمله،،
كما تشاجر أيضا مرة أخرى مع أحد أخواتي، وحينما حاول زوجها الدفاع عن نفسه وزوجته وصد الهجوم اعتبر ذلك إهانة له، فهو يحب أن يعادي ولا يُعتدى عليه، فقام أخي باستئجار بلطجي ولفَّق لزوج أختي قضية ضرب، حيث ضرب نفسه بآلة حادة ومازال زوج أختي على زمة تلك القضية بسبب شهود الزور،،
هل تسأليني سيدتي، وما موقف أبي وأمي من ذلك كله؟!..للأسف أبي في صف أخي انحيازا طوال الوقت، يحكي أخي من جانبه بشكل ادعائي يحمل في طياته الكذب والتلفيق، وأبي يصدقه، ولكن أمي مكلومة تبكي من أجلنا وفكرت أكثر من مرة بترك المنزل لأبي،،
وصل الأمر بنا أن اتهمنا أبي وأزواجنا باضطهاد أخي وعدم حبه، لم نستطع بأية حال معاداة أبي، فنحن متدينون، وهو لا يكف أذى أخي عنَّا، ويعشقه عشقا أعمى مدمرا، صنع منه بلطجيا لا يتوانى عن الزج بإحدى أخواته البنات أسيرة السجون، هي أو زوجها أو أحد أبنائها لمجرد حدوث أي مشادة أو مشاكسة معه أو زوجته أو أحد أبنائه..
قمنا بالتشكي لأخوالنا وأعمامنا، ولا أحد باستطاعته الحوار معه، إذ أنه سليط اللسان وليس له كبير، ولا يتوانَ عن إدخال عمه أو خاله السجن، مثولا لقانون الظلم والتزوير الذي ينتهجه،على عكس ما عليه نحن الأربع بنات، إذ يشهد الناس على حسن أخلاقنا ويتعجبون من كون أخونا هكذا!..
بالإضافة إلى أنه اشتهر بالبلطجة أمام أي أحد يتعامل معه في عمله، كما قام أبي بكتابة نصف ما يملك له، ويمنحه ببذخ ما يريد، ما جعله يدمن نوع من أنواع المخدرات،،
ماذا أفعل سيدتي بحق الله؟!..فقد أعيتنا كثرة المشكلات، وأصبحت في طريقها لإصابتنا بالاعتلالات؟!..
عزيزتي “و.ك” كان الله بالعون..
حينما جعل الله لنا الأرض مهادا منبسطة، وقال بمحكم آياته“ هو الذي جعل لكم الأرض ذلولًا فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه وإليه النشور”؛ سهل علينا أمور الحياة،،
ما بالكِ أنتِ وأخواتكِ لا تستطعن معاداة أبيكن، وقد استنفذتن كل الطرق الموصلة لقلب أبيكن الذي ختم عليه عشق أخيكن، وكأنه قال له افعل ما شئت فقد غفرت لك،،
على الإنسان أن يختار الرفيق قبل الطريق؛ لأن الرفيق أهم من الطريق نفسه، فبيده أن يجعله مفروشًا بالورود وبيده زرع الأشواك فيه وحوله، ولكن في حالتكن لم يكن لديكن مساحة لاختيار شيء، فأبيكم هو من اختار لكم الرفيق الذي عرقل الطريق،،
اهرعوا وذويكن من ذلك الحي بأكمله وربما المدينة، ابتعدوا عن ذلك الشخص، فما برح إيذائكن بلا رحمة أو ضمير، وكل واحدة تأتي لزيارة أبويها حينما يكون هو بالعمل،،
الهروب من مكان منشأكن، هو هروب من مآذق وهلاك محقق، فمن الممكن أن يتشاجر الفتى الطائش لما لديه الآن من قوة بدنية دفعته للغرور بنفسه؛ أن يتشاجر مع أحد أبنائكن ويدخله في غيابات السجون، بالبلطجة وشهود الزور فهو متمرس في ذلك، مثلما فعل مع زوج أختكن ..
إذًا لابد مما ليس منه بُد، فالسيكوباتيون لا علاج لهم، وادعو لأبيكن بالهداية والرحمة، فهو ما دفع أخاكم نحو ذلك المنحدر..
وإنني أدعو كل أب بعدم التجني على البنات ووصم أمهن بالعار لأنها لم تنجب ولدا، وماذا فعل الولد بأخواته ، ربما يأخذهن أدراج الرياح ببلطجته ،،
وعلى كل أب أن يعلم جيدا، أنه ليس كل من أنجب بناتا سيدخل الجنة، فكما علمنا رسول الله – صلى الله عليه وسلم -أن الرجل يدخل الجنة إذا أحسن تربية أبنائه ولم يفضل ابنه عليهن.
منحكِ الله السعادة وراحة البال.
…………………………………………………………………………………………………..
راسلوني عبر الواتس آب 01153870926 و “قل شكوتك” وأنت مطمئن لعلى بعد الله أستطيع أن أخففها عنك.