روبوت المحادثة أو « شات جي بي تي ChatGPT ».. حان آوان التجربة
كتب: على طه
ما هى تقنية “شات جي بي تي” (ChatGPT) ؟.. وطبيعة عملها ؟.. وكيفية الحصول على المعلومات من خلالها ؟.. ومجاراتها؟.. وهل حان أوان تجربة هذه التقنية الحديثة لتحسين خدمات تكنولوجبا المعلومات؟
ما هو روبوت المحادثة؟
“شات جي بي تي” (ChatGPT)، وهو روبوت محادثة أو “شات بوت” (Chatbot) يعتمد على الذكاء الاصطناعي لإجراء محادثات مع البشر.
و “روبوت المحادثة”، في أبسط صورة له، هو برنامج كمبيوتر يحاكي المحادثة البشرية (المكتوبة أو المنطوقة) ويعالجها، ما يتيح للبشر التفاعل مع الأجهزة الرقمية كما لو كانوا يتواصلون مع شخص حقيقي.
وزيادة فى التوضيح يمكن أن تكون “روبوتات المحادثة” بسيطة مثل البرامج البدائية التي تجيب عن استعلام بسيط من خلال استجابة مكونة من سطر واحد، أو متطورة مثل المساعدات الرقمية المتقدمة، والمتخصصة، والتى تقوم بجمع المعلومات ومعالجتها.
وربما تكون عزيزى قارىء هذه السطور قد قمت بالفعل بالتفاعل (دون أن تدرك البرنامج) مع أحد “روبوتات المحادثة”، حين تفاعل معك – على سبيل المثال – أثناء بحثك على جهاز الكمبيوتر الخاص بك عن منتج ما، وظهر لك نافذة على الشاشة “روبوت المحادثة” يسألك، إذا ما كنت بحاجة إلى المساعدة، وما سبق مجرد مثال على “روبوت محادثة”.
بداية التقنية والهدف منها
وقبل أن نجيب عن سؤال: “كيف تعمل روبوتات المحادثة؟” دعنا نعطى لك لمحة عن تاريخ هذه التقنية.
في نهاية شهر نوفمبر من العام الماضى 2022، أطلقت منظمة الأبحاث “أوبن إيه آي OpenAI” نسخة تجريبية أولى لبرنامج “شات جي بي تي ChatGPT”، ” أو “شات بوت Chatbot”.
وهذا البرنامج الذى يعتمد على الذكاء الاصطناعي لإجراء محادثات مع البشر، حقق استقبالا هائلا بمجرد إطلاقه فقد وصل عدد مستخدميه المليون، قاموا باستخدامه خلال أسبوع واحد من إطلاقه، بعد أن انتشر الحديث عن التقنية الجديدة في رحلة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وخاصة على منصة تويتر.
كان الهدف من إطلاق مشروع “روبوت المحادثة” هو العمل على جعل التحدث باستخدام الذكاء الاصطناعي، أكثر سلاسة وطبيعية، كما لو كان الكلام يدور بين البشر.
وفى تلك المحادثات على سبيل المثال، يمكن للمستخدم طرح سؤاله على الروبوت، ويجيبه الأخير بجمل كاملة، في محاولة لتقليد إيقاع المحادثة الطبيعية مع شخص حقيقي، لكن مخترعوا البرنامج يحذرون المستخدمين من أنهم لا يضمنون أن الإجابات دائما صحيحة أو مناسبة، وبالمناسبة هو الأمر ذاته الذى يمكن أن يحدث حين يلجأ المستخدم لبرامج البحث على الإنترنت.
كيف تعمل؟
والآن نجيب على سؤال: كيف تعمل روبوتات المحادثة؟
تقوم روبوتات المحادثة القائمة على الذكاء الاصطناعي، والقواعد الآلية، ومعالجة اللغة الطبيعية (NLP)، والتعلم الآلي (ML)، بمعالجة البيانات لتقديم استجابات للطلبات على اختلاف أنواعها، وهناك نوعان رئيسيان من روبوتات المحادثة.
الأول: روبوتات المحادثة (غير الإجرائية) لتحقيق مهام محددة، وهي برامج أحادية الغرض تركز على أداء وظيفة واحدة، باستخدام القواعد ومعالجة اللغة الطبيعية (NLP) وقدر ضئيل من التعلم الآلي (ML)، تُنشئ ردودًا تلقائية ولكنها حوارية على استعلامات المستخدم.
وتتميز التفاعلات مع روبوتات المحادثة هذه بأنها محددة للغاية ومنظمة وأكثرها قابلية للتطبيق على وظائف الدعم والخدمة — الأسئلة الشائعة التفاعلية، والتفكير بطريقة سليمة.
ويمكن لروبوتات المحادثة الموجهّة لتحقيق مهام محددة التعامل مع الأسئلة الشائعة، مثل الاستفسارات عن ساعات العمل أو المعاملات البسيطة التي لا تتضمن مجموعة متنوعة من المتغيرات.
ورغم أنها تستخدم معالجة اللغة الطبيعية بحيث يتمكن المستخدمون النهائيون من تجربتها بطريقة حوارية، فقدراتها بسيطة إلى حد ما. وهي في الوقت الحالي أكثر أنواع روبوتات المحادثة استخدامًا.
النوع الثانى: روبوتات المحادثة القائمة على البيانات والتنبؤية (التحاورية):
وغالبًا ما يُشار إليها باسم المساعدات الظاهرية أو المساعدات الرقمية، وهي أكثر تطورًا وتفاعلاً وتخصيصًا من روبوتات المحادثة الموجهة نحو تحقيق مهام محدّدة.
وتتميز روبوتات المحادثة هذه بأنها مدركة للسياق وتستفيد من فهم اللغة الطبيعية (NLU)، ومعالجة اللغة الطبيعية (NLP)، والتعلّم الآلي (ML) للتعلم أولاً بأول.
كما أنها تطبق الذكاء والتحليلات التنبؤية لتمكين التخصيص استنادًا إلى ملفات تعريف المستخدمين وسلوك المستخدم السابق. ويمكن للمساعدات الرقمية معرفة تفضيلات المستخدم بمرور الوقت، وتقديم توصيات، وتوقع الاحتياجات أيضًا. وفضلاً عن مراقبة البيانات والقصد، يمكنها بدء المحادثات. ومن أمثلة روبوتات المحادثة التنبؤية المنقادة بواسطة البيانات والموجهة نحو المستهلك Siri من Apple وAlexa من Amazon.
تحسين خدمات تكنولوجيا المعلومات
ويتم استخدام “روبوتات المحادثة فى تحسين إدارة خدمات تكنولوجيا المعلومات، حيث تتعمق في مجال الخدمة الذاتية وأتمتة العمليات المقدمة للموظفين الداخليين، وإنجاز المهام الشائعة، مثل عمليات إعادة تعيين كلمات المرور وتحديثات حالة النظام وتنبيهات الانقطاع وطلب المستلزمات وإدارة المعرفة بسهولة وإتاحتها على مدار الساعة، مع توسيع نطاق الوصول إلى واجهات المحادثة القائمة على الصوت والنص شائعة الاستخدام.
وعلى مستوى الأعمال التجارية تعمل روبوتات المحادثة على تعزيز الكفاءة التشغيلية وتحقيق وفورات في التكاليف للشركات مع توفير الراحة والخدمات الإضافية للموظفين والعملاء. كما أنها تتيح للشركات حل العديد من استفسارات العملاء والمشكلات بسهولة مع تقليل الحاجة إلى التفاعل البشري.
وفى البنوك مثلا توفر “روبوتات المحادثة” في الوقت بمتوسط يبلغ 4 دقائق في كل استعلام مقارنة بمراكز الاتصال التقليدية.
كما توفر القدرات نفسها التي تساعد الشركات على تحقيق قدر أكبر من الكفاءة وخفض التكاليف، وفوائد أخرى للعملاء، في شكل تجربة محسَّنة للمعاملات.
إنشاء روبوت محادثة
وهناك العديد من الأدوات المتاحة على نطاق واسع التي تتيح إنشاء روبوت محادثة على أجهزة الكمبيوتر.
وهذه الأدوات إما أن تكون موجّهة للاستخدامات في قطاع الأعمال، مثل العمليات الداخلية، أو موجّهًا للمستهلكين.
وتخبرنا أبحاث المستهلك أن تطبيقات المراسلة أصبحت بشكل متزايد الطريقة المفضلة للتواصل مع الشركات فيما يتعلق بأنواع معينة من المعاملات.
وأخيرا يمكن القول بأن أصل روبوت المحادثة يكمن في رؤية عالم الرياضيات وعالم الكمبيوتر الإنجليزى، آلان تورينج Alan Turing’s 1950s للأجهزة الذكية.
وكانت الرؤية التى قدمها هذا العالم فى الخمسينيات من القرن العشرين، هى الأساس فى تقدم الذكاء الاصطناعي، ومنذ ذلك الوقت شمل هذا التقدم أجهزة الكمبيوتر العملاقة فائقة الذكاء مثل Watson من شركة IBM، وغيرها من الأجهزة.