60 جثة على الشاطىء و 40 ابتلعهم البحر.. مأساة جديدة للهجرة غير الشرعية
رسالة إيطاليا: إكرامى هاشم
استيقظت مدينة كروتوني بإقليم كالابريا الواقعة علي السواحل الجنوبية لإيطاليا علي مجزرة راح ضحيتها أكثر من 60 شخصا لقوا حتفهم غرقا نتيجة تحطم قارب من قوارب الموت قبالة سواحل المدينة علي بعد 150 متر من الشاطئ.
تفاصيل المأساة
قارب الموت كان قد غادر مدينة أزمير التركية منذ أربعة أيام محملا بأكثر من 250 شخصا من جنسيات مختلفة من راغبي الهجرة غير الشرعية إلي أوروبا و لم يكن القارب المتهالك ليتحمل إستكمال الرحلة الطويلة في عرض البحر المتوسط ليصل بحمولته الزائدة إلي السواحل الإيطالية بسلام .
طالع المزيد:
– «الخارجية» تحذر من التعامل مع سماسرة الهجرة غير الشرعية وتحث على الإبلاغ عنهم
– القوى العاملة تواجه «الهجرة غير الشرعية» بتوفير فرص عمل بديلة
وتم رصد القارب المنكوب مساء أول أمس السبت من قبل طائرة فرونتكس في دورية على بعد حوالي 40 ميلا قبالة ساحل كالابريا، وتم إخطار رجال الإنقاذ على الفور وخرج زورق دورية، لكن حالت ظروف البحر دون الوصول إلى القارب، واضطرت سيارتا الدورية إلى العودة حتى لا تعرض سلامة الطواقم للخطر، وكان هذا قبل أن يتحطم القارب إلى قسمين بفعل الأمواج في البحر الهائج.
رواية فرق الإنقاذ
وبحسب تصريحات أفراد فرق الإنقاذ التي هرعت إلي نقطة تحطم القارب بعد إبلاغها من قبل قوات خفر السواحل أن القارب قد تحطم وانشق إلي نصفين ربما بفعل قوة الأمواج العالية أو إصظدامه بجسم صلب .
وبحسب ما أعلنته فرق الإنقاذ و متطوعو منظمة أطباء بلا حدود فقد تم إنتشال حوالي 60 جثة و إنقاذ 80 شخصا و بحسب توقعاتهم ربما يصل عدد الضحايا لأكثر من 100 غريق
وكان من بين الضحايا 12 قاصرا و ثلاثة أطفال لم يتجاوز عمرهم عاما واحد منهم توأمان.
ومن ناحيته توجه علي الفور وزير الداخلية الإيطالي ماتيو بينتدوسي إلي مدينة كروتوني و ترأس إجتماعات مع جميع ممثلي الإقليم و رؤساء قوات النظام و الشرطة المالية، وتحدث بينتدوسي للصحفيين قائلا: “إن ما حدث في كروتوني، مأساة احزنتنا بشدة، ونتساءل كيف يمكن الذهاب إلى أبعد من ذلك لإشراك النساء والأطفال في مثل هذه المعابر الخطرة”.
وواصل بينتدوسي: “نحاول بناء قدرة الدول الاخرى على التدخل لحل هذا الوضع “.. مضيفا “فيما يتعلق بقضية المهاجرين ، ربما تحتاج أوروبا إلى فعل المزيد.
شاهد عيان
وبحسب رواية أحد الأطباء المشاركين في عمليات إسعاف الناجين، أنه عندما وصلوا إلى موقع حطام السفينة ، رأوا جثثًا تطفو في كل مكان.
وأضاف الطبيب فى روايته: “أنقذنا رجلين كانا يحملان طفلاً، لكن لسوء الحظ مات الطفل الصغير، وشُفي الشخصين البالغين ، وهما شقيق الطفل وعمه”، وأوضح الطبيب: “حاولنا إحياء الصغير لكن رئتيه كانتا ممتلئتين بالماء. كان عمره سبع سنوات”.
إعلان الحداد
و كان رئيس اقليم كالابريا “روبرتو أوكيوتو” قد أعلن الحداد في الأقليم علي ضحايا القارب المنكوب كما أعلن في مذكرة أن المجلس الإقليمي لاقليم كالابريا يعرب عن خالص تعازيه لضحايا غرق هذا القارب، وتساءل أيضا في مذكرته عن دور أوروبا في ملف الهجرة غير الشرعية.
ومن ناحيته أعلن البابا فرنسيس بابا الفاتيكان أنه سيصلي من أجل الضحايا، معربا عن تألمه بسبب الحادث، وأضاف أنه سيدعو الله لكل واحد منهم ويصلي من أجل المهاجرين الآخرين الباقين علي قيد الحياة.
أطباء بلا حدود
وصرحت منظمة أطباء بلا حدود علي لسان أحد مسؤوليها قائلة إن “دراما كروتوني هي نتيجة لخيارات سياسية محددة تمنع طرق الوصول القانوني والآمن إلى أوروبا”
وأضاف المنظمة : “مع دعم الحياة سنستمر في القيام بدورنا لمساعدة أولئك الذين يواجهون صعوبات، وإنقاذ الأرواح، لكن الحقائق تظهر أنه من الضروري لإيطاليا وأوروبا تنظيم مهمة بحث وإنقاذ، ووضع إصلاح للنظام، والحصول على حق الوصول واللجوء والاستقبال وفتح السبل القانونية للدخول لأولئك الذين يسعون للحصول على فرصة لحياة أفضل.
شاهد أيضا: