« اليورانيوم المنضب » هل هو سلاح نووى؟!.. توصيفه وخطورته على البشر
كتب: على طه
ما أن تم الكشف عن تزويد بريطانيا لأوكرانيا بقذائف اليورانيوم المنضب التى تخترق الدروع، وذلك لاستعمالها في دبابات “تشالنجر 2” البريطانية الصنع والتي منحتها للجيش الأوكراني، حتى أشعلت غضب الدب الروسى، وجاء رد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على هذه الخطوة، مؤكدا أن بلاده سوف ترد بشكل مناسب، معتبرا أن الغرب “بدأ الغرب باستعمال أسلحة تتضمن مكونات نووية” حسب تصريحاته.
والسؤال الذى تفجر بعد هذا السجال: ما هو اليورانيوم المنضب؟.. وهل هو بالفعل سلاح نووى؟!.
السجال السياسى
فى الرد على اتهامات موسكو ردت وزارة الدفاع البريطانية بالقول إن العالم يعلم أن اليورانيوم المنضب لا يعتبر سلاحا نوويا، وأن هذا النوع من اليورانيوم يوجد في العديد من الأسلحة، بما فيها أسلحة تستعملها روسيا نفسها.
لكن موسكو لم يقنعها الكلام السابق، وأصرت تصر على أن استعمال هذه قذائف اليورانيوم المنضب يعتبر تطورا خطيرا، ويجر العالم نحو حرب نووية.
وفى هذا الصدد قال ديمتري ميدفيديف، رئيس مجلس الأمن الروسي: “إن تزويد أوكرانيا بهذه الأسلحة يقرب العالم من نهاية نووية”.
ما هو “اليورانيوم المنضب”
وفى البحث عن إجابة السؤال: ما هو “اليورانيوم المنضب” وجدنا الإجابة التالية:
يستخدم اليورانيوم الطبيعي لإنتاج اليورانيوم المخصب من خلال عمليات كيميائية، وذلك لاستخدامه كوقود نووي في محطات توليد الكهرباء بالطاقة النووية، أو لاستخدامه في الأسلحة النووية، ويعتبر اليورانيوم المنضب نتيجة ثانوية أو عادماً لعمليات إنتاج هذا اليورانيوم المخصب.
وبمعنى أخر هو المادة المتبقية بعد إزالة معظم أشكال اليورانيوم ذات النشاط الإشعاعي المرتفع والمعروفة باسم (يو-235 U-235) من خام اليورانيوم الطبيعي، وتعتبر هذه الأشكال هي القادرة على توفير الوقود المستخدم لإنتاج الطاقة النووية والرؤوس النووية المستعملة في الأسلحة النووية.
واليورانيوم المنضب يستخرج أيضا من الوقود المستنفذ، والذي يتم استخدامه فى المفاعلات النووية، وذلك عند فصل البلوتنيوم.
ويستخدم اليورانيوم المنضب في تزويد الأسلحة والقذائف، بقوة تدميرية تستطيع اختراق الدبابات والدروع بسهولة أكثر بسبب كثافته وخصائصه الفيزيائية.
التطبيقات العسكرية لليورانيوم المنضب
حسب “الوكالة الدولية للطاقة الذرية” فأن اليورانيوم المنضب يستخدم في الأسلحة المخترقة للدروع وكذلك في تصنيع الدروع نفسها لتقويتها، وتصبح القذائف التي تحتوي على اليورانيوم المنضب أكثر حدة وقوة وتشتعل بسرعة عند ملامستها للدروع.
وخلال سبعينيات القرن العشرين بدأ الجيش الأميركي في صنع قاذفات خارقة للدروع تحتوي على اليورانيوم المنضب، وأضافته إلى دروع الدبابات لتقوية قدرتها على مقاومة الصواريخ.
دروع الدبابات الثقيلة والطائرات
يستعمل اليورانيوم المنضب في تقوية وتعزيز دروع الوقاية، والتي تشمل تغطية الفولاذ باليورانيوم المنضب والتي تمثل كثافة 2.5 ضعف كثافة الفولاذ العادي. يستخدم هذا النوع من الدروع في دبابات أم1 أبرامز ومدرعات م2 برادلي كما في طائرات إيه – 10 ثاندر بولت الثانية وهارير جامب جيت. ولقد تم دمغ هذه الدبابات بخاتم يشير إلى أن مستوى الإشعاع الصادر من اليورانيوم المنضب قليل، وفي الحدود المقبولة والمسموح بها لدى وكالة التنظيم النووي الأمريكية.
أيضا قام الجيش الأميركي بإدخال اليورانيوم المنضب إلى الصواريخ التي تطلقها طائرات الدعم الجوي من طراز “إيه 10” (A10)، وهذه الصواريخ قادرة على تدمير الدبابات.
كما تم استخدام اليورانيوم المنضب وبكثرة من قبل الجيش الأميركي في حرب الخليج الأولى سنة 1991 ضد الدبابات العراقية من طراز “تي-72” (T-72) الروسية، وكذلك سنة 2003 خلال غزو العراق، كما تم استعماله في صربيا وكوسوفو.
هل هو سلاح نووى ؟
يؤكد معهد الأمم المتحدة لأبحاث نزع السلاح، على أنه لا يمكن اعتبار ذخيرة اليورانيوم المنضب أو المستنفد أسلحة نووية، وإن هذا اليورانيوم لا يفي بالتعريف القانوني للأسلحة النووية أو الإشعاعية أو السامة أو الكيميائية أو الحارقة.
تأثيراته على الصحة:
وحسب الموسوعة الحرة “ويكبيديا” فقد أوضحت الدراسات أن المخاطر البيئية الرئيسة من ذخائر اليورانيوم المنضب المستهلكة، إنما هي بسبب مخاطر السموم الكيميائية أكثر منها من المخاطر الإشعاعية.
وفي واحدة من أوائل الدراسات العلمية، لتقييم طبيعة الجزيئات المتولدة أثناء تجارب معقدة لمعرفة آثارها، تم إجراء خمس تجارب بإطلاق مخترقات اليورانيوم من عيار 30ملم (272 جرام) على أسطح دروع الوقاية، كما تم تحليل جزئيات الدخان المتصاعدة والمتنفسة لمراحل مختلفة، وأظهرت النتائج أن مخترقات اليورانيوم المنضب تفقد جزءا ملحوظا من كتلتها أثناء الاحتراق، بحيث يمكن قياس 30% من اليورانيوم المنضب، بينما يتحول الجزء الباقي (حوالي 70%) إلى دخان ورماد.
بمعني آخر: أن انتشار دخان اليوارنيوم المنضب -الناتج عن الانفجار والحريق- هو الغالب على غيره من الاحتمالات وبالتالي فإنه يشكل خطورة كيميائية على الإنسان عن طريق التنفس.
وبالتالى يكون نشاط اليورانيوم غير المنضب بشكل رئيسي على شكل جزيئات “ألفا” التي لا تخترق الجلد، وهذا يعني أن مخاطر الإشعاع من اليورانيوم المنضب قد تنشأ من استنشاق الغبار أو شرب ماء ملوث به أو دخول الشظايا إلى الجسم.