صائمون وبالنهار يعملون.. مصطفى 57 عامًا فران: عملي يبدأ بعد السحور

كتب: إسلام فليفل

الصيامُ فى رمضان له مذاقٌ خاص لا يعلمه إلا من تذوقهُ طوال الشهر الكريم، وإذا كان الله قد أمرنا بالصيام فى شهر رمضان فتلك المشيئه الربانية، قال تعالى: “كُتِب عليكم الصيام كما كُتِب على الذين من قبلِكُم لعلكم تتقون”.

اقرأ أيضًا.. الكويت تواجه المجاهرين بالافطار في نهار رمضان بعقوبات رادعة

وعلى قدر المشقة فى العمل خلال الشهر الكريم يكُن الثواب من الله عز وجل.

وفى هذا الإطار أمامنا نموذجٌ طيب لأحد الصائمين وهو يعمل فى صناعة الخُبز، مما يلزمهُ الوقوف بِضع ساعات يوميًا أمام الفرن، حيث مهنته “خباز” ومن أجل إبتغاء مرضاة الله ونَيل الثواب العظيم من الله فإنه لم يُفطر يومًا ما فى رمضان، علي الرغم من الرغم من شدة العطش الناتجة عن وقوفه أمام الفرن لساعاتٍ طويلة.

فيقول مصطفى الخرباوي من سكان مدينة شبين الكوم بمحافظة المنوفية، أعملُ خبازًا طوال العام، وعندما يأتى شهر رمضان أواصل العمل وانا صائم، وبالرغم أننى ابلغ من العمر 57 عامًا إلا أننى أُواصل العمل وانا صائمٌ، ولا أُفكر فى الطعام أو الشراب نهار رمضان رغم مشقة العمل أقم بذلك إبتغاء الأجر والثواب من الله تعالى.

حرارة الفرن عالية

وأضاف، الصيام مُتعةٌ وأجرٌ عظيم فكيف لا أصوم ما دمتُ قادرًا، ورغم شدة النيران والجميع يعرف أن النيران شدتها عاليًة جدًا فى صناعة الخبز، خاصًة في نهار رمضان ومع إرتفاع درجات الحرارة خلال فصل الصيف والذي يصل لأكثر من 40 درجة مئوية إلا أنني لا أُفطر ، بالإضافة إلي درجة حرارة الفرن.

واستكمل قائلاً؛ أقضى ساعاتٍ طويلة في العمل خلال شهر رمضان المُبارك بين أجولة الدقيق وإعداد العجين ثم الوقوف أمام الفرن، وأجد المُتعة في ذلك، وأستشعرُ ان الله سُبحانه و تعالى يُعطينى القوة والعون لاننى لا اُفرط في عبادته .

الصيام متعة

وحول حكاية مهنته قال: ورثتُ المهنة من أبى، وكلما إستشعرتُ تعبًا فإننى التقطُ أنفاسى قليلاً وابتعد عن النيران حتى يجف عرقى، ثم أواصل العمل مرة أخري، لأن مُتعة الصِيام التى لا تُقدر بأي ثمن.

ثواب كبير للصائم

وأشار مصطفي، أن إبتغاء الأجر من الله عز وجل عمل كل صائم ، ومن يُفطر فى رمضان بغير عُذرٍ فهو خاسرٌ ، ولمقدرتي علي الصيام، أطمعُ في أخذ الأجر والثواب من الله عز وجل.

واستطرد قائلا: لا أنصحُ إطلاقا أن يترك أحد عمله فى رمضان من أجل صيامة فالعمل عبادة، ولكن ادعوهُ للعمل ما دام قادرًا، وسيعينهُ الله، وأتذكر أيامًا كانت تأتي في شهر رمضان شديدة الحرارة لتواجدها خلال فصل الصيف وكنت لا أفطر أبدا .

وعن مدة عمله فى مهنة الخباز قال، كنتُ اعمل منذ صغري ومازلت اعمل فى المهنة منذ 47 عاما.

وفي النهاية أكد مصطفي، أعشقُ العمل خلال شهر رمضان ليس ذلك فحسب بل أُحب عملي حُبًا جما لانني أُطعمُ أبنائي منهُ بالحلال وتمكنتُ من جعلهم مُتعلمين بالإضافة لتعليمي إياهم المهنه لمساندتهم في حياتهم .

زر الذهاب إلى الأعلى