محمد درويش.. قصة كفاح من الصبا لصاحب ورشة في أشمون
كتب: إسلام فليفل
الرضا بما قسمه الله لك نعمة لا تقدر بثمن، والصحة والعافية رزق، والقدرة على العمل الحلال وكسب المال منه رزق ساقه الله إليك وتلك نعمة اخرى، وإذا كان الإنسان يرضى بما قسمه الله الذى خلقه فسوف يحيا حياة طيبة وصدق الله العظيم حينما قال: “يا أيها الإنسان إنك كادح إلى ربك كدحا فملاقيه”. ولذلك نرى بعض خلق الله قد أصابهم قصور فى النمو، وصاروا من قصار القامة، لكنهم رضوا بما قسمه الله لهم، ويسيروا فى الحياة الدنيا بالرضا فيرضى الله عنهم، ويكبروا فى السن وصاروا شبابا ثم يتزوجوا ويرزقهم الله من فضله وبركاته، ويهبهم أزواجا ليسكنوا إليهم ، ثم يرزقهم بنين وحفدة، ذلك فضل الله عليهم لأنهم رضوا بما قسمه الله لهم فهنيئا لهم.
اقرأ أيضا.. نموذج للمرأة المصرية المكافحة.. زينب عزب وخبرة خمسون عاما في صناعة الكنافة
فى هذا الشهر المبارك شهر رمضان نستعرض تجربة شخصية من ذوى قصر القامة ليكون نموذجا طيبا فى الحياة الدنيا حيث لم تمنعهُ إصابته من المُضي قُدمًا نحو إثبات ذاته ليكون مع مرور الوقت من أمهر الحرفيين فى مهنته.
يقول الأسطى محمد درويش من مدينة أشمون محافظة المنوفية وهو صاحب ورشة سمكرة وميكانيكا سيارات، أن الرضا بالله وبما قدره لنا من فضل كرمه نعمة كبيرة.
وعن مشوار حياته فى مهنته قال على الرغم من إصابتى بـ” قصر القامة” فلم اجزع أو أيأس ولقد بدأتُ العمل منذ أن كان عمر ى 15 عامًا ، حيث التجأت إلى تعلم مهنة اكتسب منها رزقا، وذلك بعد ان خرجتُ من التعليم، وذهبت إلى أحد الحرفيين للمهنة، وبعد سنوات من التعلم واكتساب الخبرات قررتُ الإستقلال وقُمتُ بافتتاح ورشة خاصة بى، ولكن في البداية أقمتُها من الخشب والبوص”.
“الرضا”
أضاف قائلاً: “أعمل في المهنة منذُ 28 عامًا، وأنني فخور بنفسي كما أفتخر بأبنائي وهم فخورين بى فضلاً على أنني راضٍ بما قسمه الله لي”.
أشار أن ابنه احمد وحفيده من ذوى قصار القامة، كما أن الإعاقة لم تؤثر علينا إطلاقًا.
وقال إنه راض بما قسمه الله له ولاسرته، وإن الله يتكفل برزقه ولذلك فهو مطمأن القلب.
“صعوبات مرت”
أما زوجته تقول: “تزوجت منذ 35 عامًا، وكانت الايام تمر في البداية بصعوبه ولكن الله كان معهم ، وبالصبر مرت أيامًا صِعاب.
أضافت كان زوجي يتقاضى قرابة الـ20 جنيهًا فى الأسبوع، ويقوم بإعطائهم لوالدته لتقوم بصرفها على الأسرة بأكملها، والتي تتكون من “والده ووالدته وأشقائه وأبنائه”، وكان يعمل في الليل للحصول على ثمن معدات هذه الورشة.
“حماتى”
وتتذكر زوجة الاسطى محمد ما كانت تقوله حماتها، فقالت كانت تقول حماتى ” الرجل يوزن بالجرام”، وذلك أشارة إلى سمعة زوجها الطيبة بين أهالي أشمون، مؤكدة أن رضا الله ودُعاء والديه هو سبب نجاحه.
” ابنتى جامعية”
وتشير الزوجة إلى مفاجأة سارة فتقول على الرغم من أن أبنائها من ذوي الإعاقة إلا أن ابنتي لا تحمل أي إعاقة بجسدها وهى الآن طالبة فى الجامعة، ونتوجه إلى الله بالحمد والشكر