الشيخ طه هيكل: في رمضان تتغير السلوكيات وترتقي الأخلاق 

كتب:  إسلام فليفل

أكد الشيخ طه هيكل من علماء الأزهر وإمام وخطيب بأوقاف محافظة المنوفية، أن الصيام فى رمضان فرضه الله على عباده حيث قال تعالى: كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم.

اقرأ أيضًا.. شاهد فرحه أهالي العريش بعودة احتفالات ليالي رمضان الثقافية

وعن أقسام الصيام فى الإسلام قال الشيخ طه هيكل فى تصريحات خاصة لموقع ” بيان” أن اقسام الصيام فى الإسلام نتذكرها جيدا، وقد قسم الإمام أبو حامد الغزالي في كتاب إحياء علوم الدين الصيام إلى ثلاثة أقسام  فقال: والصيام ثلاثة: صيام العوام وصيام الخواص وصيام خواص الخواص.

فصيام العوام الامتناع عن المفطرات الحسية من طعام وشراب  ونحوه، وصيام الخواص وهو صيام الجوارح، العين تصوم عن النظر إلى ماحرم الله، والأذن تصوم عن الاستماع  إلى مايغضب الله واللسان يصوم عن الكذب  والخوض في الأعراض  والغيبة  والنميمة، واليد  لاتمتد  إلى ماحرم الله  كالسرقة والاختلاس والاعتداء والإيذاء للغير ونحو ذلك، والرجل لاتسعى إلى حرام.

أما صيام خواص الخواص فهو صيام القلب عن التعلق  إلا بالله  عز  وجل  يعني لا يشغله  ولا يهمه  أمر  من  أمور  الدنيا ولا يتعلق  قلبه  إلا بالله  ذكرا  وتسبيحا  وتنزيها  وتقديسا.

وحول مظاهر  رمضان قال الشيخ طه: زمان  لم يكن هناك مكبرات صوت ومع ذلك كان الإيمان في القلوب والخشوع في الجوارح والإخلاص في العمل.

يقول الله تعالى (واذكر ربك في نفسك تضرعا وخيفة ودون الجهر من القول بالغدو والآصال ولا تكن من الغافلين ).

وقال الشيخ طه ماذا يضرك  لو  فتحت  القرآن في بيتك وجلست أمامه استماعا وليس سباقا في الصوت والأعلى يكسب، إن القرآن جُعِلَ للتدبر  والتأمل وليس لتنافس المساجد في الصوت الأعلى، أنا زرت  السعودية ومررت بالإمارات  وأقمت بسلطنة عمان  سنوات  لم أسمع  ميكروفونات  تتسابق  في مسابقة الأعلى صوتا.

قال تسابق المساجد المتجاورة فى تشغيل الميكروفونات،  يؤدي إلى التشويش والإزعاج وقال: الموضوع  مجرد طقوس  تعودنا عليها  فقط  وتقدر بضوابط معينة الأمر جلل  والمصاب فادح في غلق المساجد وليس في  تشغيل الميكروفونات بالقرآن  فربما  يكون فيه من الضرر مافيه  لو أن  مريضا يحتاج للراحة فهل يجدها  وسط  خمسة  من مكبرات  الصوت  لمساجد متقاربة.

وتالع: لو أن طالبا يريد أن  يذاكر ومستقبله في ما يحصله من علوم في المذاكرة  فهل ننفعه  أم نضره. ولو أن إنسانا يعمل عملا  وعنده  وردية   ويريد أن يرتاح جسمه ليقوم ليمارس نشاطه بعد ذلك والأمثلة كثيرة ! لماذا نهدر حقوق هؤلاء  على حساب طقوس ورثناها  بلا تفكير ولا روية؟، مجرد عادة من العادات لا دليل عليها شرعا؛ فهل نكف عن مهاجمة أشخاص وتضييع ثواب الصيام  بالسب  والشتم ؟.

وأشار أن  هذا الكلام  ليس دفاعا  عن  أحد ، ولا حاجة لي بالدفاع عن أحد  ولكنني أدعوكم  لاحترام  خصوصية الصيام  والمحافظة عليه.

أضاف الشيخ طه: أن شهر  رمضان،  فهو  شهر الخير والبركة شهر الفضل والإحسان شهر الجود والكرم وعفة اللسان، شهر يتغير فيه مألوف الناس في العادات إلى الإقبال وبشغف على صنوف العبادات شهر تتغير فيه السلوكيات وترتقي فيه الأخلاق فيه تجد النفوس سكينتها وتخشع الأرواح وتتوق إلى الجنان، إنه شهر رمضان، الشهر الذي فيه نزل القرآن  وفيه نتقرب إلى الرحمن، حيث يتلو  المسلم آيات الكتاب في خشوع  في أمن وتشعر بحلاوة  القرب وأنس الإيمان، وليتنا نتعلم منه  ومن فضائله ومن روحانياته، ونستمر على نفس الأخلاق كما كان يفعل أسلافنا الكرام حين يعكفون على الصيام  وتلاوة القرآن والتقرب إلى الله تعالى بصنوف الإحسان فهنيئا لمن كتب الله له أن يكون من شهود شهر رمضان عارفا  بجلال الشهر  وحرمته.

زر الذهاب إلى الأعلى