د. ناجح إبراهيم يكتب: أم دعاء.. المقدمات والنتائج
• جلست في حلقة القرآن بعد صلاة الفجر, كل امرأة تحمل مصحفها, في منتصف الحلقة أسلمت الروح لخالقها, كانت سليمة طبياً في الظاهر, ماتت صائمة عابدة قارئة للقرآن, لفظت أنفاسها وودعت الحياة وهي في أصفي حالاتها الإيمانية.
• خرج الآلاف في منطقة المطار الشعبية في الإسكندرية لتشييع جنازتها, كل الناس تعجبوا لعظمة هذه الخاتمة وحسنها, حقاً النهايات هي نتيجة منطقية للبدايات, بدايات صحيحة تؤدي إلي خواتيم حسنة.
• كانت أم دعاء تسكن شقة متواضعة إيجارها حتى الآن 15 جنيهاً فقط, مكونة من غرفتين فقط, ربت أولادها فيهما أحسن تربية, كانوا قمة في الأدب والخلق, لم يعرفوا السيجارة ولا غيرها رغم أن الأحياء الشعبية تعج بالحشيش والمخدرات .
• كانت راضية لم تتسخط أو تظهر شكاية, زوجت أولادها زواجات صالحات, كانت تسأل عن الناس, تسعد لسعادتهم, تفرح لفرحهم, حتى إذا اختلفت مع أحد لا تخاصمهم ولا تقاطعهم بل تسعى لمصالحتهم, تحب الخير للناس, وتسأل عليهم, كانت تساعد السيدات المريضات وكبيرات السن علي الذهاب للمسجد تسند الواحدة منهن حتى تصل للمسجد.
• حسن الخاتمة لا يأتي اعتباطاً أو بالصدفة, حسن الخاتمة له مقدمات فمن أفني عمره في العلم ربما مات وهو يبحث ويدرس ويكتب.
• ومن أفني حياته مع القرآن ربما مات وهو يتلو آياته ليكون القرآن آخر ما ينطق به.
• لله في خلقه سنن علينا أن نعرفها وندور مع سنن الله في كونه وخلقه ولا نتصادم معها .
• رحم الله أم دعاء , وكل العباد والزهاد والعلماء والناس أجمعين.