د. ناجح إبراهيم يكتب: كيف سيحاسبنا الله سبحانه؟
• غلبته شهوته ووقع في المعاصي وحزن عل ما آلت إليه أوزاره ، فذهب إلي سفيان الثوري يسأله كيف سيحاسبنا الله : قال الثوري : محاسبة الكريم ، فهتف الرجل : نجونا ورب الكعبة ، الكريم لا يدقق في الحساب ، بل يغفر ويسامح .
• صدق الرجل البسيط ، فالكريم يغفر الذنوب جميعاً إلا أن تجحده أو تشرك به ، والكريم يدخل عبده الجنة بشق تمرة ، والكريم لا يحاسب علي الهم بالمعصية ، ولكنه يجزى عبده خيراً علي همه بالطاعة وإن لم يفعلها .
• والكريم لا يعاقب علي نيتك للمعصية إن لم تفعلها ، ويعطيك الأجر الكبير علي نية الخير والطاعة .
• الكريم يقبل القليل من العمل ، ويغفر الكثير من الزلل ، الكريم يكتب حسنات من لم يبلغ الحلم ،ولا يكتب سيئاته .
• رفعت امرأة طفلاً للنبي “صلي الله عليه وسلم ” في الحج قائلة له :” ألهذا حج ” فأجابها : ” نعم .. ولك أجر” .
• الكريم سبحانه إذا قدر عفا ، وإذا وعد أوفي ، وإذا أعطي زاد علي منتهي الرجاء ، لا يبالي كم أعطي ولمن أعطي .
• الكريم يعطي بغير سبب ، الكريم يستر العيوب ويغفر الذنوب ولا يعاتب وعفوه أقرب إلي عباده من عقوبته .
• الكريم يعطي ويرزق من أطاعه ومن عصاه ، ومن شكره ومن جحده ، ويعطي العبد برغم إساءته الأدب مع ربه ومولاه ، ولولا كرمه ما سقي الكافر من الدنيا شربة ماء .
• لقد فهم الرجل كل هذه المعاني العظيمة من قوله سفيان الثوري ، فاستبشر بقوله : “سيحاسبنا الكريم ” لأن الذي سيتولي حسابه في الآخرة هو الكريم سبحانه وتعالي الذي أهدانا بكرمه شهر الكرم والجود شهر رمضان ، وأكرم الله فيه عباده كرماً زائداً ، فإذا كانت أول ليلة من رمضان فتحت أبواب الجنة ، وغلقت أبواب النار ، وصفدت الشياطين ، ونادي مناد : ياباغي الخير أقبل ويا باغي الشر أقصر ” .. خمس خصال ذكرها رسول الله وهو يتحدث عن كرم الله لعباده في أول شهر رمضان .
• ولا يقتصر كرم الله بعباده في شهر الكرم والجود علي ذلك ، بل إن لله كرما متجدداً في كل ليلة يمتن به علي عباده ، فلله عتقاء في كل ليلة من رمضان ، وله سبحانه في كل يوم كرم جديد لمن صام رمضان إيمانا ً واحتساباً ، فقد وعده الله علي لسان نبيه بـ ” غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ” .
• ويبلغ الكرم منتهاه ليلة القدر التي تساوي وتزيد ليلتها – وهي بضع ساعات فقط – في الفضل علي ألف شهر أي 83.3 سنة ، ويباهي الله بهذه الليلة ملائكته .