شريف عبد القادر يكتب: تاريخ ربط الأحزمة

نحن شعب أعتاد على التحمل والصبر من أجل الوطن.

وأتذكر ماقبل نكسة ٥ يونيو ١٩٦٧ بقليل وما بعدها حيث كانت الحياة فى جانبها الاقتصادى، ليست على ما يرام، وكانت السلع الغذائية ليست بالجودة العالية، ومنها الأرز، وكانت بعض ربات البيوت يستخدمون نظارة مماثلة لنظارة القراءة لتنقيتة، وكان يفرض على المواطنين ما يسمى طوابع معونة الشتاء عند التعامل مع جهات خدمية مثل شراء تذكرة قطار، كانت بعض الفئات تقدم دعم مادى أو عينى تحت مسمى مجهود حربى .

ومع مرور السنين أصبحت المجمعات الاستهلاكية ملاذ لكثيرين بعد أن كانت ملفوظة من كثيرين حيث كان من يشترى سلع من المجمعات الاستهلاكية وخاصة اللحوم والفراخ محل استهجان من البعض.

ومن كان تضطره الظروف الصحية لارتداء نظارة طبية، يقولون عنه إن ذلك بسبب استخدامة زيت الجمعية.

وعلى الرغم من معاناة أغلب المواطنين إلا انهم كانوا متقبلين عن قناعة وخاصة عبارة ( لا صوت يعلو على صوت المعركة) .

وعندما تولى السادات البطل (رحمة الله واسكنة فسيح جناتة) كان المواطنون ما زالوا متمتعين بالرضا والأمل فى استرداد سيناء الغالية.

وانتصرت مصر بفضل الله، وبدأ السادات يتجه بعد ذلك نحو التطور الاقتصادى كبديل للاشتراكى.

وعندما دشن الانفتاح الاقتصادى قام قناصو الفرص بتحويله نحو الاستيراد السلعى الاستهلاكى وخاصة مأكولات الأطفال كـ “الشيبسى والبوزو والكاراتيه” مع تفشى التهريب وتجارة العملة.

وعندما تلاحظ عدم تحسن أحوال المواطنين طالبنا السادات بربط الأحزمة حتى عام ١٩٨٠ مع وعد بأن جميع المواطنين سيشعرون بانفراجة فى هذا العام، وهو ما لم يحدث بسبب عوامل خارجية لا تريد الخير لبلدنا .

واستشهد السادات البطل حين تعرض للغدر من خونة ومأجورين، وتولى بعده الرئيس مبارك وتمنينا خيراً وخاصة عندما سأله صحفى أجنبى عما إذا كان ناصريا أم ساداتيا؟.. فرد عليه بأن اسمه محمد حسنى مبارك.

وفى بداية حكمه أطلق خطة خمسية واعدا أن يشعر المواطن بعد مرور خمس سنوات على الخطة بالرخاء الاقتصادى.

وعقب انتهاء الخمس سنوات أطلق خطة خمسية جديدة وعقب انتهاءها أطلق خطة عشرية وعندما مرت العشر سنوات تم إطلاق خطة عشرية جديدة وفى تلك الفترة وأثناء تولى أحمد نظيف رئاسة الوزراء أطلق تصريح خفيف الدم، حيث قال إن المواطن الفقير سيشعر بالرخاء بعد ثلاثون عاماً.

ونشرت بعد التصريح فى صفحة القراء بمجلة الأهرام العربى، رأيا وفيه سألته ساخراً فى نهاية رسالتى بعد ثلاثون عاماً الساعة كام ؟..

وكان من المفترض مع طول فترة حكم مبارك أن ينهض الأخير بمصر اقتصاديا ولكن تدّخل ابنيه وزوجتة فى شئون الحكم وخاصة فى الشق الاقتصادى ساعد على تفشى الفساد والسطوة والنفوذ لأثرياء الغفلة الذين كانوا “كواحيل” لآل مبارك.

والعجيب أنه كلما تدهورت الأمور، كنا نقرأ تصريحات كاذبة من صندوق النكد الدولى والبنك الدولى يثنوا فيها على الاقتصاد.

كما قامت منظمة اليورومنى (إن لم تخوننى الذاكرة) بتكريم يوسف بطرس غالى كأفضل وزير فى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وأوروبا، وكان فى تلك الفترة أغلب المواطنين يعانون بسبب تردى الأحوال الاقتصادية وكنا نشاهد أحوال فقراء تدعو للأسى والأسف، ويندى لها الجبين.

ولا ننسى مقولة لمبارك رداً على شكوى أحد الحاضرين فى خطبتة من سوء الحال، فقال لة.. السنة دى سودا واللى جاية أسود منها..

وإذا كان البعض يرى أن ٢٥ يناير ٢٠١١ أطاحت بمبارك فقد غاب عنهم أن ٢٥ يناير عجلت بما كان سيحدث من إنهيار اقتصادى أثناء وجود مبارك فى الحكم وكما يقال بالعامية أن الدولة كانت ستقع على ركبتها، ناهيك عن التبعات السيئة فى مناحى كثيرة.
ولا تنسى أننا ابتلينا بعصابة الإخوان الذين يعتبروا هم والحزب الوثنى الديمقراطى وجهان لعملة واحدة.

وخلال تولى “خوان المسلمين” افترسوا ميزانية الدولة وقاموا بتعيين مقاطيعهم بالجهات الحكومية بأعداد تفوق من تم تعيينهم بمعرفة الحزب الوثنى الديمقراطى، وراحوا يتعاملون بفجر غير مسبوق وكأنهم ورثوا الدولة وشعبها.

وبعد الإطاحة بـ “خوان المسلمين” بدأت الدولة تستعيد مكانتها مع رئيس اخترناه لكونة منقذ الوطن فى ظروف حالكة .

وبدأ مرحلة إعادة البناء الشامل من كافة المناحى كما وفقه الله فى التعامل مع ترسيم الحدود البحرية فمنّ الله علينا بحقل ظهر للغاز الذى يقع داخل حدودنا البحرية ليضاف لاقتصادنا عائد من هذا الحقل.

ثم ينفذ القناة الإضافية لقناة السويس. ولمن لا يعرف نظام عمل قناة السويس فى الماضى حيث كانت تخصص أوقاتا لإبحار السفن من بورسعيد إلى السويس فقط. وأوقات أخرى من السويس إلى بورسعيد.

وكان ذلك يتسبب فى إنتظار سفن بأماكن انتظار السفن بالسويس حتى تنتهى القافلة القادمة من بورسعيد، وأيضاً تنتظر السفن ببورسعيد حتى انتهاء القافلة القادمة من السويس.

وبعد القناة الإضافية أصبح لا يوجد انتظار سفن، وإن كان تضرر من ذلك البمبوطية الذين كانوا يعرضون هدايا تذكارية على أطقم السفن المنتظرة العبور، وكذلك من ينظمون رحلات سريعة للقاهرة للبعض من أطقم السفن المنتظرة لعدة ساعات ومن ضمن منظمى هذه الرحلات المرحوم أحمد الهوان صاحب شخصية جمعة الشوان الذى قام عادل إمام بتجسيد هذه الشخصية على الشاشة.
ولا يفوتنا أن حقل ظهر والقناة الإضافية ساعدتانا اقتصاديا وخاصة مع أزمة كورونا والحرب الروسية الأوكرانية .

ولك أن تتخيل أحوالنا بدون حقل ظهر والقناة الجديدة فى ظل أزمة كورونا وحرب روسيا وأوكرانيا .

ولأن الدولة تسير نحو التنمية فذلك يزعج قوى الشر، ومنهم من يدعى صداقتنا و حرصه على مصالحنا ولكنهم يمولون الإرهاب خلسة لإعاقتنا اقتصاديا.

وعندما تم ضرب الإرهاب فى مقتل، قاموا بالتركيز المباشر على إعاقتنا قتصاديا بطرق خفية وظاهرة.

ولكن الله سبحانة وتعالى سينصرنا وينصفنا بإذنه تعالى.

اقرأ ايضا للكاتب:

شريف عبد القادر يكتب: مكتوب على ورق الدخان

شريف عبد القادر يكتب: على خطى عم أحمد بائع الصحف الكذاب

زر الذهاب إلى الأعلى