حوار التجارب والمهنية مع إعلامية مصرية – ليبية.. نورهان أشرف تفتح قلبها وعقلها لـ «بيان»

- الكفاءة والثقافة معيار عمل المرأة والرجل فى مجال الاعلام.. تأثرت جدا بوفاة والدى وأنا طالبة جامعية فى الأسكندرية.. ابتعدت عن المحسوبية.. أعمل الآن فى قناة ليبية

حوار: إسلام فليفل

تحدت الظروف منذ وفاة والدها وهى طالبة فى جامعة الأسكندرية، واستطاعت المضى قدما نحو الأمام وتعمل حاليا فى أحدى القنوات الليبية وأثبتت جدارتها، بكفاءة، متسلحة بالثقافة.
فى هذا الحوار الذى أجرته “بيان” معها أكدت أن النجاح فى مجال الإعلام لا يفرق بين الرجل والمرأة، ولا يعترف إلا بالكفاءة والاحتراف المهنى المبنى على الشفافية والمصداقية والحب والتفانى فى العمل.
وفى حوارها مع “بيان” سوف نتعرف على مشوارها وأهم البرامج التى قدمتها، وتكشف عن قدوتها، والنصائح التى تسير عليها، ورأيها فى وسائل التواصل، وهل تؤثر على وسائل الإعلام الأخرى؟.
ضيفة “بيان فى هذا الحوار هى الإعلامية نورهان أشرف أحدى النماذج الطيبة للمرأة العربية، وشباب الإعلاميين بخاصة.

بداية المشوار

• كيف كانت بداية مشوارك الإعلامي؟
– بدأت مشواري الإعلامي خلال دراستي بالجامعة فى الإسكندرية ، كنت أدرس علم النفس بالسنة الثانية فى كلية الآداب، حينما توفي والدي رحمه الله عليه أثر اصابته ومعاناته من السرطان لثمانية أعوام، كانت تجريه قاسيه بكل تفاصيلها وكان رحيله ايضا مؤلما، أضيف إليها ما أتي بعد رحيله من صدمات نتيجة الخروج للحياة العملية، والاحتكاك بالبشر.

.. الواسطة

• بصدق : هل لعبت الواسطة دورًا في حياتك المهنية؟
– ابتعدت عن الواسطة أو المحسوبية أو العلاقات المشبوهة, وابتعدت أن يكون لها مكان فى حياتى, واعتقد أن الأقدر والأجدر هو الأبقى فى مجال الأعلام، ولا يوجد شيئا فى حياتى أن أخذته بسهولة، أو لم أتعب فيه, كل شئ أجتهد فيه.

نورهان أشرف
نورهان أشرف

• لابد خرجتى من التجربة بدروس، فما هى النصيحة التى لا يمكن أن تنساها نورهان أشرف؟.
– لا توجد نصيحة محددة، ولكنى اعتبر نفسى إنسانا يهوي النقد البناء وأتعامل بأدب مع الناس وعلي قدر ما من الوعي الاجتماعي والثقافي والاعلامي والفني.
لكن النصيحه التى لا تغيب عن بالي جاءتنى من المؤلف تامر حبيب وقال لى فيها: “عيناك مميزتان، ليس بجاملهما ولكن بالشفافية, والصدق، لذا, كوني أنت واستخدمي عيناك عبر الشاشة لتوصيل مشاعرك”.
واتتذكر أيضا نصيحة الكاتب الرائع يوسف زيدان حيث قال: “كوني امرأة عربية قوية مقاومة ولا تنكسرى”.
•وماهى أبرز الصعوبات التى واجهتك؟
– الصعوبات لا تنتهي، بل تستمر باستمرار الصعود و النجاح و حب الناس, وللأسف هناك مشاعر سلبية صادرة عن بعض البشر مثل الغيرة و الحقد والحسد، ولا تستطيع أن تمنع احد من هذه المشاعر إذا وجهها لك، مهما كنت ودودًا ومحب للبشر.
وللأمانة أنا لا ألومهم، لقد وهبني الله قبول عند الناس منذ نعومة أظافري، والنفوس الضعيفة كثيرة، فليرحمهم الله، ويغض بصرهم عني.

القدوة

• من قدوتك فى الإعلام؟
– ليس هناك شخص بعينه، لكنني ملمة، وأتابع تقريبا جميع البرامج العربية والعالمية بمختلف أنواعها ، وأحب المدرسة العفوية في التقديم وأعشق البرامج الحوارية.
•كثيرون لا يعرفون الشاشة العربية التى تطلين منها.. ما هى، وما هو أحدث برامجك فيها، وطبيعة محتواه؟
– أعمل في الإعلام منذ عام ٢٠١٥ و عملت بالعديد من القنوات العربية والليبية ، أما الآن مع شبكة قناة “سلام” منذ سنة، وأشعر بالسعادة، والراحة في هذه القناة التي تصنف الآن رقم واحد في ليبيا.
وأقدم برنامج تسويقي اجتماعي مع الزميلة لميس القبلاوي كل سبت و خميس على الهواء مباشرة، واحظي بتجربة رائعة مع زميلتي و منتجة البرنامج رشا الديب، وأيضا أوجه تحية لمدير المحتوي أيمن الشريع، والإدارة التجارية الرائعة معتز خريف وصفوان ابو سهمين.
• من وجهة نظرك من هو الأقرب للنجاح مهنيا في العمل الإعلامي المرأة أم الرجل؟
– ليس هناك فرقا بين رجلا و أمرأة في المجال الاعلامي البقاء للأكثر علما وثقافة وصدقا وعفوية والأهم القبول لدي المشاهد.

“السوشيال ميديا”

• كيف ترين تأثير مواقع التواصل (السوشيال ميديا)، على الإعلام بعامة، وما مدى تأثيرها على المشهد الإعلامي الليبي بخاصة؟
– صار للـ (سوشيال ميديا) موقعا ومكانا فى حياة البشر، وأصبح لها ايجابيات وسلبيات مثل نواحى عديدة فى الحياة, وفتحت السويشال ميديا نوافذ فى العقل وجعلت من لديه العلم أن يدلى بعلمه، أما من يجهل العلم جعلته يسأل ويتدخل للسؤال والمعرفه.
وأعتقد أن الناس لديها وعى عن ذى قبل لاكتشاف الكذب والصدق فى هذا المجال.

طالع المزيد:

إسلام فليفل يكتب: «إذاعة القرآن الكريم واحة للإيمان»

– «عم سالم» 20 سنة بائع نعناع.. قصة كفاح يتوجها الرضا وراحة البال

• وما تعليقك على مقولة المظهر الخارجي شرط حاسم لاختيار المذيعات بالقنوات؟
– أهم شئ فى مجال الإعلام الكفاءة والثقافة والأدب، جيد وليس جمال الملامح شرطا فى هذا المجال, فمتوسطو الجمال فى هذا المجال لديهم فرصة إذا تسلحوا بباقى الشروط التى تحدثنا عنها سابقا.

العمل فى مصر

• ماذا لو عرض عليكِ العمل داخل مصر؟
– عندى انتماء للبلدين مصر وليبيا, فأن والدى مصرى ووالدتى ليبية، والإعلام المصرى له مكانة كبيرة فى حياتنا، ولا مانع من العمل فى مجال الاعلام المصرى، وأقبل بذلك إذا ما أتيحت أمامى الفرصة.
وأتابع باهتمام برامج محمود سعد، وعمرو أديب ولميس الحديدى ومنى الشاذلى، وتعد قناة القاهرة الإخبارية من القنوات المواكبة للأحداث فى مجال الاعلام.

نورهان أشرف
نورهان أشرف

• ماذا تقولين عن المؤسسات الاعلامية فى مصر وليبيا؟.
لدينا من المؤسسات الاعلامية الجيدة والشريفة, وهناك محاولات جادة للارتقاء بالمجال الاعلامى، ونحتاج للمضى قدما للامام بمزيد من الاحترافية والمصداقية فى العمل والاحترام، وليس معنى أننا تقدمنا الى مستوى متقدم أن نقف, بل لا بد من عمل دورات تدريبية مستمرة فى الداخل والخارج لاكتساب الخبرة.
الإعلام الليبى ينقصه عمل ومجهود من طرفى العلاقة الإعلامية سواء أكانت الكوادر الإعلامية أو جمهور المتلقين , وبصراحة لا بد من الشفافية وهى الحل، كما أن الجرأة هى الحل أيضا.
ولابد فى الإعلام استضافة المتخصصين والمسؤولين، وان يكون هناك انفتاح كبير فى الحديث حول ما يهم المجتمع الليبى.

مواجهة المرأة للتحديات

•كيف تقيمين الدور الذي تقوم به المرأة في ليبيا.. وماذا تقولين لها؟
– أشجع المرأة الليبية وادعوها أن تكون مجتهدة ومقاومة وقوية ومحاربة بكل معانى الكلمة فى مواجهة التيارات المتحجرة والتمسك بقضاياها وحريتها حول ما يخص مستقبلها وحريتها فى اتخاذ القرار فى كل ما يخص حياتها وكافة نواحى الحياة من التعليم والادب والرياضة وغير ذلك.
وأقول للمرأة أن التحدى صعب, وعلى المرأة الليبية أن تستمر فى مواجهة الصعاب والتحديات.

ما يحتاجة الإعلام الليبي

• من وجهة نظرك ما الذي يحتاجة الإعلام الليبي حتى يستطيع المنافسة إقليمياً؟
– أول شئ أن تصير القنوات قوية وهذا يتطلب كفاء الكوادر, ولا يكون هذا إلا من خلال اتاحة فرص التدريب من خلال دورات تدريبية، حتى ولو كان فى دول اخرى.
أهم شئ فى اختيار الكوادر وأعضاء نقابة الإعلاميين أن يجرى لهم قبل الانضمام والعمل الاعلامى ان يجتازوا اختبار للسلامة النفسية، فلا شك أن الصحة النفسية فى مجال الاعلام مهمة، ومن يثبت سلامته يتم قبوله، ولا مشكلة على الإطلاق، خاصة أن البعض لديه مشاكل نفسية فيتأثر المجال الإعلامى كما يتأثر الجمهور المتلقى.

الرسالة الخاتمة

• وما هى رسالتك لخريجي كليات الإعلام ممن يرغبون في الالتحاق بالعمل فى المجال؟
– أنبههم أن من يدخلون مجال الإعلام بحثا عن الشهرة والمال، عليهم أن يبتعدوا عن هذه المهنة، فمن يعمل فى هذا المجال عليه أن يركز ويسلط الضوء على فكرة أو موضوع مهم، أو يتناول شخصية مهمة ويكون التناول باحترافية, ومن يجيد فى عمله فسوف تأتيه الشهرة والمال، المهم ألا يكون المال أو الشهرة هو الهدف الأول للاعلامى.

زر الذهاب إلى الأعلى