د. إيمان عبد الله تحاكم مسلسلات رمضان على ارتكاب هذه الجرائم (1من2)
كتب: إسلام فليفل
انتظرنا حتى اقترب موعد انفضاض سوق المسلسلات الدرامية فى شهر رمضان، وهى أشبه بشحنة “درامية” تنفجر فتحدث أثرا نفسيا، واجتماعيا، وأخلاقيا، عند المشاهدين من أفراد الأسر المصرية، لكن ما هو هذا الأثر؟.. وجهنا السؤال للدكتور إيمان عبد الله الخبيرة التربوية، والتى أجابت فى تصريحات خاصة لـ “بيان” بالآتى:
جرعة مكثفة
تأكد الخبيرة التربوية أنه بالطبع للدراما تأثير نفسى واجتماعى قويين، على المشاهد، وخاصة الدراما الرمضانية التى تأتى فى جرعة مكثفة، وهى من المفترض أن تحمل رسالة، وتنقل بعض مشاكل المجتمع، سواء الاقتصادية، أو الاجتماعية، والنفسية، وتنقلها بشكل من المفترض أيضا أن يليق، بعادات المجتمع، وأصوله، وعقيدته، أو دينه.
ومن المفترض أن يراعى صنّاع المسلسل حين صناعته، الحركات، والإيماءات، والألفاظ، وقبل كل هذا اختيار القصة أو الرواية، قبل تحويلها إلى مسلسل، لكن للأسف ما نشاهده فى السنوات الأخيرة أن الدراما ضربت بالأخلاق، وبما يجب أن يراعى، عرض الحائط، وتحولت إلى سلعة.
إفساد الجو
وبدأت الشركات المروجة لهذه المسلسلات التى يطلق عليها – للأسف – مسلسلات رمضانية، وهى مسلسلات تؤدى إلى لإفساد الجو الرمضانى، والمناخ الأسرى، المفترض أن يحدث فى رمضان، فيزيد الترابط الأسرى، بعمل عملية إحياء له، فى أجواء يسودها طاقة روحانية، وصفاء، وتسامح، لكن أن يتكرر فى أكثر من مسلسل، جرائم القتل والجرائم الأخرقية، وتجارة المخدرات، والسلاح، ومثل ذلك، فهنا نحن نميت كل القيم، ونكسر منظومة القيم الأخلاقية.
جيل هش
وتواصل “عبد الله” أن ما سبق يجعل من الجيل الصاعد جيلا هشا أخلاقيا، لا هم له إلا السعى وراء الثراء، والنموذج الذى يراه فى المسلسل (البطل) لأن الأخير شخص محبب له، ويرى أن هذا الحرامى أو المجرم يرتدى الملابس “الماركة” ويركب السيارة التى يشتهيها الشاب المشاهد، ويعيش فى قصر أو فيلا فاخرة، ومن هنا يكون الطريق إلى الثراء، والتميز، والشهرة، والجمال، هو طريق المخدرات، والسرقة، والعنف والخيانة.
طالع المزيد:
– رحلة داخل أعماق القاتل.. هل هو مختل عقليا ؟!.. د. إيمان عبد الله تجيب (1من2)
وتلفت الخبيرة التربوية، النظر إلى تدنى مستوى اختيار الروايات التى تقدم من خلال المسلسلات، والذى أصبح منتشرا جدا خلال شهر رمضان، مؤكدة أنها لا تجد أعمال تقدم، تتناسب وترتقى إلى ذوق ورقى هذا الشهر الكريم الذى خصه الله بالعبادة، وخصه نزول القرآن، فهو شهر القرآن.
أين نحن ؟
وتتساءل “عبد الله”.. أين نحن فى هذه المسلسلات.. أين المجتمع العربى، وأين المشاهد الإيجابى ؟!.. مستدركة، بل على العكس فهذه الدراما خلقت مشاهدا سلبيا.
وتلفت أنه إذا كانت وسائل التواصل، تنقل هذه السلبيات، فأنه يجب أن يحدث نوع من “الفلترة” ، والرفض من جانب الجهات المعنية، برفض مثل هذه الدراما، وما تحويه من المشاهد الخارجة والخليعة، ولكن لا يرى المشاهد مانع لعرض مشاهد الانحراف، والشذوذ الجنسى فى الأيام العادية، بل أن تمتد إلى شهر رمضانالكريم.
خارج السيطرة
وتؤكد الخبيرة التربوية أننا فى أزمة نفسية، وأخلاقية بسبب هذا النمط الجديد ، الذى يصور المجتمع المصرى، وأفراده خارج السيطرة الأخلاقية، ناهيك عن التأثير القوى جدا النفسى والأخلاقى على الأطفال والمراهقين، لأنهم الأكثرا تأثرا بهذه الثقافة، والعادات والعادات والتقاليد، ونخلق جيل جديد يحوى فئات هستيرية، متمكن منها هوس، الشراء، هوس الشهرة، هوس المخدرات.
فى العيادة للعلاج
وتضيف “عبد الله” أن أكثر الحالات التى ترد إليها فى العيادة للعلاج، هى فئات المراهقين المصابة بهوس الإدمان للمخدرات، وأكثر الفئات العمرية المصابة بهذا هى فئة المراهقين، من الطبقة الثرية التى تملك المال عن طريق أهلها للأسف، وهناك آخرون ليس لديهم مال، لكن المراهقين الأثرياء، يتخذون من بيوتهم وسياراتهم أوكارا لتعاطى المخدرات.
ومن هنا نلفت (والكلام للخبيرة التربوية) نخن نقدم للمجتمع من خلال الدراما شخصيات مؤذية للمجتمع، لا تستخدم العقل، ولكن تستخدم الشهوة، والجوانب المادية، وتتنافى مع الجوانب الروحية للشهر الكريم.
والسؤال: ماذا يجب أن تقدمه الدراما الرمضانية؟
انتظروا الإجابة فى الجزء الثانى من هذا الحوار.