لمى المفتى تكتب: كيف قضى السوريون عيدهم في مصر ؟!
بعد سلسله من المآسي والقصص الحزينه التى استنزفت ما بقي من الصبر ، وضيقت الصدور بتجديد الأحزان على ما آل اليه حال السوريين على بلدهم من جراء الزلزال الذي خلف بيوت مهدمة، وفقداً آخر للأهل والأسر وشروخ على جدران القلب والنفس ، أنزل الله سبحانه من فيض رحمته على نفوسهم الإيمان بالقضاء والقدر والصبر والسلوان.
وأتى شهر رمضان ومضى بأيامه ولياليه مفعمة بالنفحات الإيمانية.. فكم تجلجلت الدعوات الى السماء، وكم ترقرقت المآقي بالدموع، فهديت النفوس بيقين الإيمان أن لله ما أعطى ولله ما أخذ، وجاء العيد لتندمل الجراح وتشفى من كثرة المآسي، والتوجع من تعدد المصائب، ليتدفق الأمل وتتبدد مظاهر الحزن واليأس.
وأعاد العيد صياغة الفرح من خلال إستعاده الذكريات الجميلة وإحياء هوية وطقوس عيد السوريين، من سوريا الحبيبة، إلى مصر الجميلة بلدهم الثاني.
بدأت الترتيبات منذ الأسبوع الأخير من رمضان بشراء الملابس الجديدة ومستلزمات الأسر، إاستعداداً لقدوم أيام العيد ، ومع انتشار المحلات التى تعرض المصنوعات والمنتجات التى ختمت بالعلامة الجديدة (صنع في مصر بأيد سوريه ) والتى وجدت سوقها الواسع ولعل أشهرها في مدينة ٦ أكتوبر، التى اشتهرت باسم: “دمشق الصغيرة” واعتبرت سوقاً لبيع هذه المنتجات، وكذلك بيع الحلويات الخاصة لمناسة العيد، ومن أشهرها (المعمول والعجوة والأقراص و الكبابيج).
كما تنافست ربات البيوت في إعداد المعمول المنزلي المتميز بجودته ودقة صنعته، مما فتح بشهرته المجال للترويج لهذه الحرفة، والبيع من خلال شبكات التواصل الإجتماعي، فلاقت زبائنها من السورين والمصرين معا.
وكعادة الأسرة السورية في استقبال العيد يتوجه رب الأسرة مع أبنائه لأداء صلاة العيد أولا، وتكبيرات العيد هي طقس البهجة، بل أجمل مباهج العيد التى تملأ النفوس بالسعادة وتجتمع بعدها الأسرة كاملة على مائدة الفطور الصباحي وقائمة الطعام الشامية الشهيرة بالفتات والفول والفلافل.
وتبدا عادات العيد من تزاور بين الأهل والأصدقاء من مجتمعهم الجديد وبين أسرهم الجديدة التى خلقتها لهم السنوات العديدة التى عاشوها بين أفراد المجتمع المصري بأهله الذين استطاعوا بمحبتهم وأنسهم أن ينسوهم أحزانهم وقسوة غربتهم ، وتبادلوا معهم الحلويات والعيديات كجزء من عادات العيد وتعبيراً عن المحبة.
وكثير من السورين قضوا عيدهم فى العمل، حيث فتحت المطاعم السورية أبوابها منذ الصباح وبدأت بتحضير الأكلات السورية المشهورة، والمرغوبة في مصر ، وعادت مسيرة اليوم الحافل بالزبائن من المصريين والسوريين.
ولعل توافد الناس وزحمة العيد هي مصدر السعادة لهم، وكل هذا يعيد إدخال السرور، وينتشل أي حزن من القلب ويقوم بإرساء مشاعر المحبة والمودة والانتماء للمكان.
ومن أالقاهرة إلى دمشق، والعكس ياكل أهلى، وأحبابى: دمتم ودامت نفوسكم طيبة عامرة بالبشر والمسرات.