خالد عبدالسلام لـ “بيان”: أُحب كتابات الراحل أحمد خالد توفيق وأنجذب لرشاقة قلم الحكيم

كتب: إسلام فليفل

قال الكاتب والروائي الشاب، خالد عبد السلام، في تصريحات خاصة لموقع “بيان”، أن رواية “الحاتم بأمره” هي حالة مزاجية تسطو على الشباب العرب، ممن يتميزون في مجالاتهم، وفي الرواية هنا حاتم طبيب جراح في سنة التخرج، هو متميز خارج عن المألوف، والمألوف هنا هو النمط.

اقرأ أيضاً.. بريهان أحمد العمل الأدبي غير قابل للتصنيف وأميل للأفكار التي تثير شغفي

وتابع عبد السلام قائلاً: يواجه حاتم القهر والظلم، ويضيع مستقبله، فيستغل عقليته وتميزه في مجال الـ”ميكاترونيكس” ليخترع ما ينتقم به من جلاديه، فيتحول حاتم من ضحية إلى جلاد، وفي إختراعه ضرب من الخيال المبني على نظريات علمية.

أحمد خالد توفيق

وأكد عبد السلام أن تصنيف الرواية: خيال علمي، لن أحرق من أحداثها أكثر من ذلك، لكن باختصار: هي رواية كتبتها بمشاعر الشاب العربي الذي يخشى أن يتحول الضحايا إلى جلادين.

وأكمل عبد السلام، أن فكرة الرواية مبعثها كان نظرة غاضبة مني إلى حال أقراني؛ بعد التخرج نظرت إلى خريج الطب،الهندسة، العلوم، الزراعة، الاقتصاد والعلوم السياسية، الإعلام، ليس في مصر فقط؛ بالأحرى “في شمال إفريقيا والشام”، وفكرت لوهلة: ماذا لو أني استسلمت لمشاعر السخط على المجتمع بداخلي؟ الإجابة كانت مفزعة؛ ومن هنا قررت الكتابة لجيلي من الطلائع التي تجاهد في سبيل الفرص.

من ناحية التحضير، قال عبد السلام، فأنا قد بحثت في شأن جراحة المخ والأعصاب، وخاصة “العصب السمعي”، وكذلك في الفيزياء وفيما يخص الموجات المغناطيسية، ومجال المعادن وغيرها من الخلفية العلمية التي كنت في حاجة للاستناد عليها لكتابة الخيال “العلمي”.

لفت خالد، إلى أن فكرة الرواية اقتحمت رأسة تحديدًا في أكتوبر 2021، وبدأ في الكتابة تحديدًا يوم 19 ديسمبر 2021، وتابع قائلاً:” أتذكر ذلك اليوم حين كنت في أحد فنادق مدينة الخبر بالمملكة العربية السعودية؛ كان يوم وصولي إلى هناك وآنذاك كان الحجر الصحي الإجباري للمسافرين، ومنذ ذلك اليوم ظللت أكتب حتى انتهيت خلال شهر رمضان من العام الفائت، وتحديدًا في أبريل 2022،  ولولا وجودي مع أبي عن قرب خلال كتابتها لما خرجت بهذا الشكل، ولربما كنت استغرقت في كتابتها أعوامًا”.

مؤكدًا على أنه يختار فكرة العمل بلا تنظيم أو إعداد مسبق للفكرة؛ أترك نفسي للعالم، لتقتحم الأفكار رأسي وحدها.

وفي نفس السياق قال خالد، الكتابة أشبه بكرة القدم، هناك الموهوب، وهناك المجتهد، هناك الموهوب الذي يثقل موهبته بالقراءة – الهواية – وهناك من يدفن موهبته، وهناك المجتهد الذي يستغل هواية القراءة ويظل يقرأ بنهم، حتى يحصل على مخزون ثقافي يؤهله للكتابة، وأما عن كرة القدم، فالنموذج الحي هو مقارنة “ميسي، ورونالدو، ونيمار”، فالأول ولد موهوبًا بفطرته، وكذلك اجتهد لينمي الموهبة ويثقلها، والثاني لا يملك مثقال ذرة من موهبة الأول، لكنه شغوفًا لدرجة لا سقف لها، اجتهاده لا يقارن، وأما الثالث فربما هو الأكثر موهبة بينهم، لكنه بتقاعسه عن التطور والاجتهاد ضيع على نفسه الكثير.

وعن أفضل الكُتاب بالنسبة لخالد، أكد أن الراحل “أحمد خالد توفيق” عليه رحمة الله؛ هذا في مرتبة منفصلة عن الكتّاب كافة، وكذلك أحب كتابات مصطفى صادق الرافعي وعباس العقاد ومصطفى المنفلوطي، أنجذب لرشاقة قلم توفيق الحكيم في بعض رواياته، ومن الحاليين أفضل محمود أمين وحنان لاشين وكثير من الكتّاب الجدد سواءً من جيلي أو سالفه أو تاليه،ثمة شعاع ينير بالأمل في وسط عتمة الإسفاف والضحالة.

حاليًا يعمل عبد السلام على كتابة رواية “فانتازيا رعب”، لها أبعاد تاريخية واقعية من القرن الماضي، وكذلك أعمل على كتابة مجموعة قصصية روحانية اجتماعية،كما إنتهى من كتابة القصة الأولى منذ عدة أشهر، وسأستكملها عما قريب بمشيئة الله تعالى.

وإختتم، أطمح في المستقبل إلى أنه عندما يُذكَر اسم “خالد عبد السلام” بعد موتي، يقول من يسمع: “لقد ترك أثرًا طيبًا”.

زر الذهاب إلى الأعلى