د. إسلام جمال الدين شوقي يكشف تأثير حرب السودان على مصر اقتصاديا

 كتب: على طه

 شهدت العلاقات الاقتصادية بين مصر والسودان تطورًا ونموًا كبيرًا خلال الفترة الماضية ولا سيما حجم التبادل التجاري والاستثمارات والمشاريع العملاقة التي شهدت نموًا ملحوظًا وفقًا لاتفاقيات تعاون اقتصادية وبروتوكولات موقعة بين الدولتين.

ومما لا شك فيه أن تفجر الصراع (الدائر الآن) في السودان بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني سوف يؤثر على النشاط الاقتصادي بين مصر والسودان خاصةً فيما يخص معدل التبادل التجاري.

ما مدى هذا التأثير على الأنشطة الاقتصادية المختلفة، والتبادل التجارى بوجه خاص، علاوة على اللقطاعات الاقتصادية الأخرى؟

فى الإجابة عن الأسئلة السابقة يؤكد الخبير الاقتصادي،  د. إسلام جمال الدين شوقي، عضو الجمعية المصرية

للاقتصاد السياسي، فى تصريحات خاصة لـ”بيان” أن النشاط الاقتصادي بين مصر والسودان، سيواجه مشكلة كبيرة في حالة استمرار الصراع الدائر هناك انعكاسا لتوقف أغلب الأنشطة الاقتصادية في السودان.

الفترة الزمنية للصراع

ويضيف د. شوقى: لكي نعطي توصيفا دقيقا وصحيحا لمدى تأثر النشاط الاقتصادي بين البلدين فإنه يعتمد على الفترة الزمنية التي يشهدها الصراع الدائر بين جيش السودان وقوات الدعم السريع فإذا انتهى هذا الصراع سريعًا فإنه لن يؤثر على النشاط الاقتصادي أما إذا طال أمد هذا الصراع مثل الحرب الروسية الأوكرانية فإنه بالتبعية سيؤثر على النشاط الاقتصادي بين مصر والسودان.

طالع المزيد:

• د. إسلام جمال الدين شوقي: أسباب ارتفاع أسعار الذهب.. وتوقعات الفترة القادمة

• د. إسلام جمال الدين شوقي: تداعيات وأسباب انخفاض سعر الغاز العالمي واحتمالية الارتفاع

• د. إسلام جمال الدين شوقي يكتب: التقارير الدولية والتوقعات الجديدة بخفض قيمة الجنيه

وفيما يخص معدلات التبادل التجاري يستحوذ السودان على حوالي 13,5% من حجم التبادل التجاري بين مصر وقارة إفريقيا، خاصةً بعد افتتاح ميناء قسطل – أشكيت البري في عام 2015، والذي يُعدُ بمثابة أهم بوابة لمصر تطل من خلالها على إفريقيا حيث أسهم الميناء في إحداث نقلة كبيرة في حركة التبادل التجاري بين مصر من جهة والسودان والقارة الأفريقية من جهةً أخرى.

حجم النشاط الاقتصادي

ويواصل د. شوقى، قائلا: ولتوضيح حجم النشاط الاقتصادي بين مصر والسودان فإن ذلك يقودنا إلى استعراض الأرقام.

ووفقًا للجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء المصري، فقد سجل معدل التبادل التجاري 1,434 مليار دولار خلال عام 2022 مقارنةً 1,212 مليار دولار خلال عام 2021، بينما بلغت الصادرات المصرية إلى السودان 929 مليون دولار خلال عام 2022، وبلغت الواردات السودانية لمصر نحو 504.5 مليون دولار في عام 2022.

القطاعات التى سوف تتأثر

ويوضح الخبير الاقتصادى أن هناك قطاعات كالزراعة والصناعية والخدمات ستتأثر بالصراع الدائر داخل السودان وسيؤثر ذلك بالتبعية على حركة التبادل التجاري بين مصر والسودان ويأتي بند البذور والفواكه الزيتية في الترتيب الأول كأهم مجموعة سلع تستوردها مصر من السودان، يليها الحيوانات الحية والقطن.

وبالتالي ستنعكس آثار هذه الأزمة خاصةً المواد الخام التي تستوردها مصر من السودان على أسعار السلع في مصر، وتعد المنتجات البلاستيكية من أهم بنود الصادرات المصرية للسودان، واستحوذ الحديد والفولاذ على المرتبة الثانية، ويأتي في المرتبة الثالثة الأسمدة ثم الزجاج والأواني يليهما المنتجات الصيدلانية والمواد النسيجية ثم منتجات الورق والورق المقوى.

تحويلات المصريين

وويشير د. شوقى إلى أنه مما لا شك فيه أن تحويلات المصريين العاملين بالسودان ستتراجع كثيرًا، ويعود هذا إلى عودة أغلب المصريين إلى مصر مرة أخرى بسبب الصراع الدائر في السودان.

ولكن على الجانب الآخر (والكلام للدكتور شوقى) ستظل تحويلات السودانيين العاملين في مصر مستمرة في التحويل إلى السودان.

وفي حالة انتهاء الصراع القائم داخل السودان فإن هناك فرصة سانحة لمصر لزيادة صادرتها على مختلف الأصعدة إلى السودان في ظل معاناة الاقتصاد السوداني بسبب حالة الشلل التي يعاني منها والتي ترجع إلى توقف غالبية الأنشطة الاقتصادية.

وينتهى ود. إسلام جمال الدين شوقي إلى القول إن فرصة مصر كبيرة بحكم موقعها في تعويض السودان وإمداده بما يحتاجه في كافة المجالات وتتويج العلاقات الاقتصادية المصرية السودانية بالتعاون والتبادل التجاري المنشود.