د. ناجح إبراهيم يكتب: العرب في مصر
كتب د. ناجح إبراهيم مقالاً بعنوان: “العرب في مصر”وتم نشره في جريدة الشروق وهذا هو نص المقال:
• يظن الكثيرون أن وجود العرب في مصر كان تابعاً وتالياً لدخول الإسلام إليها،والحقيقة غير ذلك فالعرب موجودون بمصر قبل الإسلام فكليوباترا تحالفت واستعانت بمالك بن عبادة ملك الأنباط العرب أثناء صراعها مع شقيقها.
• أما المؤرخ “ديودور الصقلي” المعاصر ليوليوس قيصر ،فقد وصف عرب الصحراء الشرقية وذكر أنهم يسكنون في منطقة البحر الأحمر ، وتحدث أكثر من مؤرخ عن علاقة العربان بالرهبان ، وأن الأديرة كانت تبني عادة في الصحراء بجوار القبائل القوية التي تستطيع حمايتها ،وكان الرهبان يعلمون القبائل التدين والروحانية.
• وعمرو بن العاص حينما قدم تاجراً تعرف إلي معظم العرب في مصر، وهؤلاء هم الذين أووه وجيشه عاماً كاملاً منذ دخوله مصر وحتى فتحه “حصن بابليون” ففي هذا العام كله لم يرفع سيفاً لأنه قابل في طريقه لحصن بابليون قبيلة “بلي” في سيناء، و “الطحاوية” و “الفضالة” في الشرقية، وهذه القبائل هي أسست مع جيشه أول مسجد وهو مسجد “سادات قريش” وهو الآن في بلبيس شرقية.
• وحينما خرج جيش عمرو من مصر لفتح إفريقية كان معظم جنوده من قبيلة الجميعات بالبحيرة.
• وطبيعة العربى أنه فارس يكر ويفر ويقاتل، أما طبيعة الفلاح المصري المكث في الأرض وحب السلام، وقد وجد العربى ضالته مع قدوم جيش عمرو وتوجهه لفتح شمال إفريقية لشرعنة نشاطاته في الكر والفر والحرب وأنه سيؤجر عليها دينياً ودنيوياً.
• ولعل سائلاً يتساءل: أين عاش العرب في مصر قبل الإسلام، والإجابة أنهم عاشوا في الشرقية وسيناء والصحراء الشرقية وجبال البحر الأحمر، حيث كانوا يحمون التجار والقوافل ويقدمون لهم أدلاء الطريق.
• أما بعد الإسلام فإن معظم القبائل التي جاءت مع عمرو بن العاص استوطنت الفسطاط ، أما القبائل الشامية فقد ورثت ضياع وأراضي الرومان وكلهم أهل زراعة وتحضر،أما الجزء الثالث فأكمل المسير مع عقبة بن نافع حتي بلاد المغرب.
• وقد استمرت الهجرات من الحجاز إلي مصر في عام المجاعة وكذلك أيام الفتنة الكبرى، وأيام فتنة عبد الله بن الزبير حيث كان شقيقه مصعب حاكماً لمصر.
• أما العدد الأكبر من العرب فقد جاءوا مع قيام الدولة العباسية حينما هرب مروان بن محمد آخر الخلفاء الأمويين إلي مصر.
• وقد ضاع نفوذ العرب السياسي في عهد العباسيين فخلعوهم من الولاية وجعلوها للفرس والترك.
• أما الفاطميون فقد أزالوا نفوذ العرب المالي بعد السياسى وأحلوا محلهم البربر والمغاربة .
• وأكبر نزوح عربي لمصر وأفريقيا كان مع الهجرة الهلالية بقيادة السلطان حسن الهلالي سنة 390 وكانت عبر البحر الأحمر، واستقرت في محافظات قنا وأسيوط وسوهاج والفيوم، ويحصيها البعض المؤرخين بمليون مهاجر.
• ثم استعان صلاح الدين الأيوبي بالعرب لكسر الفاطميين، ولعبوا دوراً مهماً مع قطز في معركة عين جالوت.
• وبعد أن ضعف المماليك وساءوا توترت العلاقة بينهم وبين قبائل العرب، ولكن الغلبة كانت للمماليك.
• وقد تحالف شيخ العرب همام مع بعض شيوخ فلسطين ضد المماليك والعثمانيين، وكلاهما كان يكره العرب.
• وعند قدوم الحملة الفرنسية نظم العرب أول مقاومة مسلحة لهم عند الساحل الشمالي للإسكندرية وأخرى بقيادة محمد المهدي في الرحمانية سنة 1799، وقد استعان العرب بأولاد عمومتهم من فلسطين والحجاز وليبيا .
• وفي دمنهور ضريح الشيخ مجاهد النهاري “قائد حملة الحج الليبية” الذي رفض إكمال سيره للحج وحارب الفرنسيين قائلاً: “الجهاد في مصر مع العرب خير من الحج في مكة”.
• وقد عرف محمد علي قدر العرب وأكرم وفادتهم، فالعرب كانوا في مصر قبل الإسلام وبعده.