د. إيمان عبد الله تفتح هذا الملف: اللذة الكاذبة (1)

كتب: إسلام فليفل

زادت الشكوى من وقوع الشباب فى براثن الإدمان، وخاصة للمخدرات التخليقية، والعقاقير التى تندرج فى جدول المخدرات، والتى يلجأ إليها الشباب للحصول على “لذة كاذبة” حسب تعبير الدكتورة إيمان عبد الله أستاذ علم النفس وخبيرة الإرشاد الأسري، والتى أفردت لائحة اتهام لكل ولى أمر لديه مسئولية، وترك وليه نهبا للمخدرات، بالمسئولية عن هذا المدمن، وتتضمن اللائحة الأسرة، والدولة ومؤسساتها المسئولة عن مكافحة ظاهرة الإدمان.

وفى حديثها عن هذه الظاهرة، قالت خبيرة الإرشاد الأسري، فى تصريحات خاصة لـ “بيان” : إننى لا أبرىء أحد ممن تقع على عاتقهم المسئولية سواء أكانت الأسرة، أو الحكومة، أو مؤسسات الدولة الأخرى، لإنها لا تهتم بالرقابة، وخاصة رقابة الصيدليات، وتترك الغالبية منها تبيع عدد من العقاقير بدون روشتة للأطفال والمراهقين.

وتابعت “عبد الله” قائلة :” الصيدليات محتاجة تفتيش قاسى جدا من الدولة، الكثير من الشباب بدأوا فى معرفة مكونات الاقراص التى تعطيهم الدوبامين، الطفل عندما يتناول هذه النوعية من الأقراص، ينتابه شعور بالخمول ولا يرغب فى القيام بأى مهام أخرى وذلك لإنها تعطيهم وهم السعادة.

وواصلت: مع مرور الوقت تحدث الإنتكاسة، ومنها إلى الإكتئاب، ومن هنا يبدأ الطفل فى الإبتعاد عن كل شئ بما فيها الدراسة والتعليم أو حتى ممارسة الرياضة وأنا أعتبر مثل هذه النوعية من العقاقير، القاتل البطئ للأطفال، أو السلاح السلاح السام فى هذه الفترة.

طالع المزيد:

مراكز علاجية جديدة للإدمان أنشأها وأسسها «صنايعية متعافين»

ضبط مخدرات بقيمة 2.6 مليون جنيه في الإسكندرية وأسيوط

ولفتت “عبد الله” أن للإدمان أنواع كثيرة، لكن الأطفال يتجهوا إلى هذة النوعية من الأقراص، لإن أسعارها مناسبه لهم ومتداولة ولا يوجد أى صعوبة فى الحصول عليها من الصيدليات، ومن ضمن العوامل التى تدفع الشباب إلى تناول هذه العقاقير “التقليد”، الصديق الذى تجرعها من قبل يُخطر الأصدقاء بأنها الأفضل، ليسير معه، أو تقليد النجم المفضل بالنسبة له، وأرى أن إتجاة الأطفال لتقليد النجوم نابع من رؤيتهم للمثل الأعلى وهو يتناول عقاقير مخدرة ولا توقع عليه أى عقوبة، وهذا الأمر كارثى ويدفع إلى الإنتشار.

ونوهت خبيرة الإرشاد الأسرى أنها تناولوت فى كتاباتها مسألة التربية وعلاقتها بالأطفال ومايحصلون عليه من عقاقير مخدرة.

 

وأضافت الطفل فى صغره حينما يتم تربيته على عدم الثقة، تصبح حياته مليئه بسوء التواصل، وعند الكبر يبدأ فى البحث عن ما إفتقده فى صغره وتنتابه حالة من التوتر ناشئة عن التربية المليئة بالإحباط.

وقالت “عبد الله” الذى يتعاطى أى نوع من العقاقير المخدرة يبحث طيلة الوقت عن كسر القلق والتوتر وتعويض الحرمان الذى تعرض له، وترى أن المتعاطى يبحث عن إشباع نفسه بالسعادة التى حرم منها بالعقاقير المخدرة، ويتخيل أنه وصل للهدوء والأمان بهذا الفعل، لكن هو لا يعى أن هذا الهدوء لبعض اللحظات الكاذبة التى تاخذ بيده إلى الإنتكاسة، وقد يدفع الكثير إلى إرتكاب جرائم العنف.

وأكثر جريمة تشغل بال الرأى العام حالياً، الأم التى ذبحت ابنتها فى محافظة الشرقية، كل هذا ناتج عن ما يسمى بإضطرابات المتعاطى، التعاطى لمدة طويلة يتسبب فى تكوين أمراض نفسية أو عقلية، وهذا أخطر، مخدرات بجانب إضطراب نفسى وعقلى يُسهل إرتكاب الجريمة.

وشبهت “عبد الله” مرتكب الجريمة بسائق السيارة الذى لا يلتفت إلى مؤشر البنزين والسرعة، ومن هنا قد يرتكب جريمة بسهولة وبدون إدراك كامل، حينما ينتاب الشخص هلاوس وتهيئات مع تناول عقاقير مخدرة يكون خطر على المجتمع لأن هذا يدفع إلى إرتكاب الجرائم.

بعد تناول مخدر شديد المفعول لفترات طويلة، يكون من السهل على التعاطى تناول أنواع أخرى من العقاقير المخدرة ذات الخطورة الأكبر وهو لا يدرى هذا، مع مرور الوقت تسيطر الإضطرابات النفسية والعقلية على المتعاطى، ويدخل فى حالة مزرية للغاية، وأرى أن العنف الأسرى يدفع الأطفال إلى شراء بعض هذه العقاقير وهو الذى يدفع الطفل منذ الصغر بتبنى السلوك الإجرامى.

ولفتت “عبد الله” إلى أن الجهل بالأمور يزيد من نسب الجرائم فى المجتمعات، ولا أحد يريد أن يتطرق لهذة النوعية من الجرائم فى عمل درامى جيد.

وانتهت أستاذ علم النفس وخبيرة الإرشاد الأسري، إلى القول، إنه لابد من عمل ندوات للتوعية فى المدارس وقصور الثقافة فى المحافظات، ولابد من توجية الأطفال إلى ممارسة الرياضة والتقرب من النواحى الروحانية الدينية، وإستثمار وقت الأطفال فى الهوايات الخاصة بكل منهم، الهوايات الرياضية مهمة جداً لتقوية خلايا المخ من أجل البعد عن التفكير السلبى.

زر الذهاب إلى الأعلى