إسرائيل تجر الفلسطينيين إلى مواجهة شاملة.. حكومة نتنياهو سوف تدفع الثمن

كتب: عاطف عبد الغنى
شهدت الأيام القليلة الماضية تصعيدا جديدا من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلى، فى الضفة الغربية، حيث اقتحمت قوات الاحتلال البلدة القديمة فى مدينة نابلس، وحاصرت منزلاً في بلدة الحوارة جنوبي نابلس، واستهدفت من كان بداخله، ما تسبّب بمقتل ثلاثة فلسطينيين، قالت إسرائيل إنهم مسؤولون عن الهجوم على ثلاث إسرائيليات في السابع من أبريل الماضي بالقرب من مدينة أريحا، وقتلت القوات الإسرائيلية فلسطينية بحجة تنفيذها عملية طعن جنود إسرائيليين.
وما أعقب ذلك خلال الساعات القليلة الماضية، فى جنين معقل المقاومة الفلسطينية وفى الخليل أيضاًوما سبقه وحدث فى أعقاب وفاة الأسير الشيخ خضر عدنان واستفزاز الحادث للفصائل فى قطاع غزة، والذى استتبع رد الفصيل الذى ينتمى إليه الأسير، “الجهاد” على إسرائيل.

أسئلة التصعيد والمواجهة

والسؤال: إلى ماذا يهدف الجانب الإسرائيلى من هذا التصعيد في الضفة الغربية – والذى حمّلت الرئاسة الفلسطينية مسؤوليته إلى حكومة بنيامين نتنياهو – وسط جولات من العنف المتنقل بين الضفة الغربية، وقطاع غزة؟.
ويستتبع السؤال طرح أسئلة أخرى مثل: هل تنجح الحكومة الإسرائيلية الحالية برئاسة بنيامين نتنياهو، فى تحقيق أهدافها؟.
وهل تردّ الفصائل الفلسطينية على التصعيد الدامي في الضفة الغربية، ونصبح أمام جولة جديد من المواجهات المسلحة بين الفلسطينيين وجيش الاحتلال الإسرائيلى؟!

الإجابة على الاستفهامات

أولا: على الجانب الإسرائيلى:
الحقيقة المؤكدة على الجانب الإسرائيلى أن رئيس الوزراء الحالى لدولة الكيان، بنيامين نتنياهو أمام أزمة داخلية، مركبة، ذات امتدادات عديدة، فهو أصبح يتعرض لانتقادات من المعارضة، بسبب خطته للتعديلات القضائية التى يريد تمريرها، كما يواجه معارضة من داخل الائتلاف الحاكم ذاته، خاصة من الأحزاب الصهيونية الدينية، وأبرز الوجوه فى هذه الأحزاب الوزير اليمينى المتطرف فى حكومته بن جيفير، ونتنياهو يحاول امتصاص هذه المعارضة، الآن وخلال الأسابيع القادمة، حتى يستطيع تمرير الميزانية العامة للكيان داخل البرلمان الإسرائيلى (الكنيست)، لذلك فهو يعمل على تصعيد الأوضاع، فى الضفة الغربية، وهذا لم يعد سرا، ويتحدث المسئولون الأمنيون فى إسرائيل، أن الأولوية فى ساحات المواجهة فى الضفة الغربية، والقدس بشكل خاص.

ثانيا: على الجانب الفلسطينى:
الضفة الغربية، والقدس على موعد بسلسلة من الأحداث، قد ترفع من حالة التوتر الحالية، حيث تجرى الاستعدادت فى إسرائيل، للاحتفال بالذكرى المشئومة – بالنسبة لنا كمسلمين وعرب – باحتلال البلدة القديمة فى القدس، وكذا مسيرات الأعلام الإسرائيلية التى جرت من قبل إلى مواجهات فى الضفة الغربية.
هناك أيضا غليان فى الشارع الفلسطينى، خاصة أن الاحتلال الإسرائيلى، يمارس مصادرة المزيد من الأراضى الفلسطينية لإحداث التغيير الجغرافى لصالح العنصر اليهودى الاستيطانى فى كل شبر من الأرض تستطيع أن تصل إليه سلطة الاحتلال، وعمليات الاغتيال فى مدينة نابلس.

خطوات التصعيد

وفى طريق التصعيد الآن هناك بعض الوزراء فى حكومة نتنياهو يدعون إلى القيام بعملية عسكرية واسعة النطاق فى الضفة الغربية على غرار عملية “السور الواقى” التى جرت عام 2002 والتى أدت إلى إعادة احتلال جميع مدن الضفة الغربية.
الوزير سموتريتش على سبيل المثال يريد عملية متدحرجة، تبدأ من شمال الضفة الغربية، فى جنين ونابلس بشكل خاص، ثم تمتد إلى باقى الضفة.
والمسئولون العسكريون فى إسرائيل يريدون تنفيذ هذا الأمر دون أن يؤدى إلى توحيد الجبهات الفلسطينية.
على أن يتم توجيه ضربة قاسية لقطاع غزة تستعيد فيها إسرائيل استعادة معادلة الردع مع غزة التى تآكلت خلال الفترة الماضية، والتى أدت إلى توجيه انتقادات كبيرة لنتنياهو وحكومته، من المعرضين، والمؤيدين له.

هل تنجح إسرائيل؟!

وفى الإجابة على سؤال: هل تنجح إسرائيل فى الوصول إلى ما تهدف إليه من خلال هذا التصعيد؟ نقول الآتى:
إن سياسة الحكومة الإسرائيلية من حيث تهدف إلى التغطية على أزمتها الداخلية بشغل الإسرائليين فى مواجة مسلحة ضد الفلسطنيين، بعد أن تنجح فى تفكيك ساحات المواجهة معهم، قبل أن تتوحد على المقاومة، لن تنجح لأن الفلسطينيون على اختلاف قواهم السياسية متوحدون على قضايا أساسية، مثل القدس، وفى القلب منها المسجد الأقصى، ومقاومة الاغتيالات، وقضية الأسرى فى السجون الإسرائيلية، وهدم المنازل ومصادرة الأراضى، وكلها قضايا توحد الجبهات الفلسطينية المختلفة.
أما سعى تنياهو وحكومته إلى تفكيك عناصر وساحات المواجهة، فهو عمليا يعمل على جمعها وترابطها على تلك القضايا والعناوين.
وما سبق سوف يعمق جروح نتنياهو وحكومته، وسوف يؤدى حتما إلى المزيد من تآكل شعبية هذه الحكومة فى الشارع الإسرائيلى، وسوف يقّصر من عمرها، وربما نشهد حلها فى القريب العاجل، والإطاحة بنتنياهو، والدعوة مجددا إلى انتخابات سياسية جديدة

التهدئة

أما المتحدثون عن تهدئة حقيقية بين الجانبين، فنؤكد لهم أن التهدئة لن تحدث إلا أذا عالجت إسرائيل الأسباب التى تؤدى إلى هذا التصعيد، وهو السياسات التى تتبعها إسرائيل، والتى تأخذ الأمور من مواجهة إلى أخرى أكثر شدة، وتستمر فى التصعيد الذى ربما يأخذ الأمور إلى ما هو أكبر وأخطر وهى المواجهة الشاملة فى الأراضى الفلسطينية، وربما تتدخل بعض القوى الأخرى التى تتاخم الشمال الإسرائيلى.

 

زر الذهاب إلى الأعلى