د. ناجح إبراهيم يكتب: لحظة العمر
• ما هي لحظة العمر؟ أو اللحظة الفارقة في حياتك ؟ أو أجملها وأحلاها ؟ هل هي لحظات الزفاف ؟ أم لحظة التخرج من الجامعة أو الحصول علي الماجستير والدكتوراه ، أو الترقي إلي مرتبة الوزارة ؟ أم الوصول إلي رتبة اللواء التي يحلم بها كل ضابط صغير؟.
• كل هذه تمثل لحظات رائعة في العمر, ولكن هناك لحظات فارقة في عمر الإنسان أسمي وأعظم من تلك اللحظات التي قد تحمل سعادة وقتية .
• فلم تكن البغي التي سقت الكلب الذي كان يلهث من العطش تعلم أن هذا يوم سعدها وفخرها الأكبر, حيث شكر الله لها وغفر لها من فوق سبع سموات, فالله جل جلاله يشكر “لبغي تمتهن الدعارة” صنيعها مع كلب عطشان رأته يلهث فرق قلبها وتحركت معاني الرحمة في قلبها فأضاءت أنوار الرحمة ظلمة المعصية وأذهبتها, لم تجد شيئا تسقيه به سوي حذاءها فخلعته وملأته من البئر وغامرت بنفسها في مكان لا يراها فيه غير الله دون رياء ومع حيوان لن يرد جميلها فكانت هذه هي اللحظة الفارقة في حياتها.
• أما الرجل الذي مر بالطريق فوجد شوكاً يؤذي الناس فقال: “والله لأنحين هذا عن طريق الناس لا يؤذيهم” فغفر الله له, هذا الرجل لم يعلم بأن هذا العمل البسيط الذي فعله مخلصاً لربه سيكون أعظم أعماله ويومه أجمل أيامه حيث مغفرة الله له.
• من أروع وأجمل ما قاله ابن الجوزي وأثر ويؤثر فيَّ دائماً قوله : جلست يوماً فرأيت حولي أكثر من عشرة آلاف ما فيهم إلا من قد رق قلبه, أو دمعت عينه,فقلت لنفسي: كيف بك إن نجوا وهلكت؟ فصحت بلسان وجدي: إلهي وسيدي, إن قضيت علي بالعذاب غداً فلا تعلمهم بعذابي صيانة لكرمك, لا لأجلي,لئلا يقولوا عذب من دل عليه.